أخبارصحة الكوكب

منحة عالمية بـ 4.1 مليون دولار للتحول إلى المستشفيات الخضراء

صناعة الرعاية الصحية العالمية مسؤولة عن 4.4 % من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنوياً

كتب محمد ناجي

اتجهت العديد من الدول إلى العمارة الخضراء لتعزيز الاستدامة في قطاع البناء، ويشهد العالم حاليا ثورة في مجال المباني الخضراء التي تعمل على تحقيق الاستدامة.

تعريف المستشفيات الخضراء

“المستشفى الخضراء”، وهي عبارة عن مشروع مستدام يهدف إلى تقليل استهلاك المياه وتكاليفها داخل المستشفيات، وكذلك المخلفات الصحية، مع المساعدة في الوقاية من انتقال الأمراض من خلال توفير المياه النظيفة بالمستشفيات. وهي عبارة أيضا عن مستشفيات ومنشآت رعاية وأنظمة صحية الصحية مكرسة لتقليل البصمة البيئية وتعزيز الصحة العامة والبيئية.

أكدت الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية في مصر، أهمية تضافر الجهود وتوحيد الرؤى لتشجيع سعي المنشآت الصحية نحو التحول إلى مراكز خضراء صديقة للبيئة.

وقالت الهيئة، إن مراعاة الأبعاد البيئية داخل المنشأة الصحية يبدأ من التصميم والمواد المستخدمة في البناء، وكذلك استخدام التكنولوجيا سواء في التشخيص أو العلاج والتحكم بالمدخلات وكل سلاسل الإمداد هذه التكنولوجيا وما يصدر عن الأجهزة الطبية من انبعاثات ومخلفات من خلال نظم خاصة للتحكم بها، إلى جانب إدارة النظم والعمليات الداخلية بالمستشفى، فضلا عن تدريب قوة العمل وايمان القيادة بأن تطبيق المعايير البيئية هي مسئولية الجميع.

مسؤول بالهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، كشف عن أن الهيئة بصدد الإعلان عن أولى المستشفيات الخضراء صديقة البيئة، وذلك بعد الاطلاع على كل معايير السلامة والأمان ومطابقة هذه المستشفيات لمعايير الحفاظ على البيئة وعدم التأثير على طبيعة البيئة وفي ظل تغيرات المناخية التي تطرأ على العالم في السنوات المقبلة.

ومن المقرر الإعلان رسميا عن المستشفيات صديقة البيئة “المستشفيات الخضراء”، وتم الموافقة على اختيار مستشفى “شرم الشيخ الدولي” بمدينة شرم الشيخ، بالإضافة مستشفى “مجدي يعقوب” بمحافظة أسوان، كخطوة أولى للإعلان عن مجموعة من المستشفيات الخضراء خلال الأشهر المقبلة قبل انعقاد قمة المناخ في مدينة شرم الشيخ في نهاية العام الحالي 2022 .

مستشفيات صديقة للبيئة
مستشفيات صديقة للبيئة

هكذا تلوث المستشفيات البيئة

أظهرت دراسات أن صناعة الرعاية الصحية العالمية مسؤولة عن 4.4 % من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون كل عام.

وهذا الرقم أعلى من انبعاثات الغاز من حركتي الطيران والشحن، فالمستشفى الواحد يستهلك من الطاقة بالقدر الذي تستهلكه مدينة صغيرة، كذلك ما يصدر عن المستشفى من نفايات طبية يوازي أو يزيد بتعريضه البيئة للتلوث، بمقدار ما يصدر عن شارع أو منطقة، ومن هنا أهمية السعي القائم من قبل إدارات المستشفيات لتحويلها إلى مراكز خضراء صديقة للبيئة، مع ما يستلزم ذلك من تغيير على مستوى أساليب العمل والتجهيزات والخدمات وحتى محيط المستشفى.

ويستخدم مستشفى واحد في المتوسط 5000 ليتر من المياه يومياً، كما ينتج عشرات الكيلوغرامات من النفايات الخطرة جزئيًا، وتحتوي مخلفات الرعاية الصحية على كائنات مجهرية قد تكون مضرّة ويمكنها نقل العدوى إلى المرضى في المستشفيات والعاملين الصحيين وعامة الناس، وقد تشمل المخاطر المحتملة الأخرى انتشار كائنات مجهرية مقاومة للأدوية من مرافق الرعاية الصحية إلى البيئة

كما يُقدر عدد الحقن المعطاة في العالم كل عام بما يصل إلى 16 مليار حقنة، ولا يتم التخلص بصورة مأمونة من كل الإبر والمحاقن، الأمر الذي ينطوي على مخاطر الجروح والعدوى واحتمالات إعادة استعمال الإبر والمحاقن، خصوصاً في بعض الدول النامية.

مسشتفيات آمنةمن النفايات الطبية
مسشتفيات آمنةمن النفايات الطبية

منحة عالمية لمصر بقيمة 4.1 مليون دولار

تنفذ وزارة البيئة، من خلال مشروع “حماية صحة الإنسان والبيئة من الانبعاثات غير المتعمدة للملوثات العضوية الثابتة النابعة من الاحتراق والحرق المكشوف لمخلفات الرعاية الصحية والإلكترونية”، الممول من مرفق البيئة العالمي بمنحة قدرها 4.1 مليون دولار، خطة للحد من انبعاثات مركبات الدايوكسين والفيوران، بالتنسيق مع وزارتي الصحة والاتصالات، ويسعى المشروع إلى خفض 5 كيلو جرامات من الزئبق في العام.

5 مستشفيات نموذجية

وحدة إدارة مشروع المخلفات الطبية والإلكترونية، بوزارة البيئة، قالت إن المشروع حدد 5 مستشفيات نموذجية 2 فى الغربية، 2 في الشرقية، والأخيرة جامعية تتبع جامعة القاهرة، لتوريد جميع الأجهزة الطبية لها خالية من الزئبق، وكونترات جديدة لتتمكن من فصل المخلفات، بحيث يتم وضع المخلفات المحتوية على مواد كيمائية والأدوية فى كونتينر مستقل لونه أزرق، وباقي المخلفات الصلبة في كونترات، بالإضافة إلى الأكياس الخاصة بنقل المخلفات، والبترولي للنقل من مكان لآخر، كل ذلك ستتحمله وزارة البيئة للوصول إلى النموذج المرجو للتعامل مع المخلفات في المنشآت الطبية.

ودرست وزارة البيئة إمكانيات كل مستشفى والثغرات أو العجز بكل منها، لتوفير المستلزمات لها، مشيرة على أنه سيتم تغيير أجهزة قياس الضغط، وأجهزة قياس درجات الحرارة، وكل الأجهزة الطبية العاملة بالزئبق، لتقليل الزئبق فى المستشفيات لخطورته فى حال تعرض الجهاز العامل به للكسر.

ونفذت وزارة البيئة محطة معالجة مركزية للمخلفات الطبية للفرم والتعقيم فى الغربية، باستخدام تكنولوجيا الفرم والتعقيم، تم تنفيذها كدراسة مبدأية لوضع نتائجها أمام وزارة الصحة، وبيان مميزات وسلبيات طرق التعقيم عن الحرق للتعامل مع المخلفات، بتكلفة 20 مليون جنيه، وتم توصيل الكهرباء لها، تمهيدا لبدء العمل، تمهيداً لتعميم التجربة بمنشآت الرعاية الصحية فـي كافة المحافظات، حيث تعتبر تكنولوجيا الفرم والتعقيم المستخدمة أكثر فعالية في المعالجة مقارنة بأجهزة الترميد المستخدمة في العديد من المنشآت الصحية، كما أنها اقل تكلفةً من المحارق المطابقة للمواصفات العالمية.

بالتعاون مع وزارة الصحة قامت الوزارة بتدريب حوالي 68 مدربا فى وزارة الصحة على إدارة النفايات الطبية الخطرة، موزعين على 15 محافظة، وجارى استكمال تلك الخطوات، بحيث يتواجد المدربين فى كل المحافظات، ويدربوا بدورهم باقي مسئولي النفايات في المستشفيات على الإدارة السليمة.

تابعنا على تطبيق نبض

Comments

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: