مصطفى مكى السنباطى: دور الاقتصاد الأخضر والصناعات الصغيرة فى تحقيق التنمية المستدامة
دكتوراة الاقتصاد الأخضر -كلية الدراسات الأسيوية العليا- جامعة الزقازيق
يهتم الاقتصاد الأخضر بالصناعات الصغيرة واعتبارها من وسائله الهامة فى تحقيق التنمية المستدامة , لذلك يعتبر الكثيرين أن المشروعات الصغيرة من أهم الروافد التنموية سواءً الاقتصادية والاجتماعية لأنها تسهم فى الطاقات الإنتاجية وتعالج أيضا مشاكل الفقر والبطالة وخصوصا فى الدول الفقيرة والنامية , فتستطيع المشروعات الصغيرة أن تؤثر على بعض المتغيرات الاقتصادية مثال إجمالى الناتج المحلى والاستهلاك والعمالة والادخار والصادرات لذلك فهى تعتبر من أهم المساهمين فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية عن طريق التوسع فى الهياكل الإنتاجية.
وهناك من الخصائص والمميزات التى تمتاز بها الصناعات الصغيرة والتى تجعلها ذات أثر إيجابى فى احداث تنمية مستدامة وبالتحديد فى الدول النامية الفقيره وأهمها :
– المرونه العالية فى تطويع العمليات الصناعية مع قدرتها على مجابهة العقبات والاستمرار فى المنافسة فى الأسواق عن طريق التحسينات والتغييرات التى تتبعها فى العمليات الإنتاجية حتى تستطيع تلبية رغبات المستهلكين .
– إنتشارها على نطاق واسع فهى فى المدن والريف وفى جميع الأماكن يجعلها قادرة على تحقيق الأهداف التنموية والعدالة الاجتماعية , كذلك تعمل على الحد من عمليات الهجرة غير المنظمة من الريف إلى المدن ومن المدن الأصغر إلى الأكبر .
– خلق العديد من فرص العمل للمؤهلين وكذلك غير المؤهلين مما يلحقهم بالمنشات الصناعية الكبرى وبذلك تتسع قاعدة العمالة وتوفير فرص العمل فى جميع المستويات .
– توفير فرص عمل للفئات النسائية مع إمكانية تشغيلها فى الورش والمنشأت الإنتاجية أو فى العمليات التسويقية .
– تلعب الصناعات الصغيرة دوراً هاماً فى محاربة الفقر لما لها من قدرة فى توسيع قاعدة العمالة واحتوائها للأثار الاجتماعية السالبة .
– إتاحة عمليات التدريب وتنمية المهارات على الأنواع المختلفة من الفنون الإنتاجية .
– تساعد فى تنمية الخبرات الإدارية للأفراد بسبب إعتمادها على الإدارة الفردية سواء فى الإنتاج أو التسويق .
– تتميز بالعدالة فى توزيع الدخول بسبب تكاليفها غير الكبيرة مما يعطى الفرصة للكثيرين ممارسة أنشطتها الصناعية , مما يساعد على تقليص حجم الطبقات الفقيرة وانتقالها إلى مستوى الطبقات المتوسطة .
– الخامات المطلوبة وأنواع المدخلات تعتبر بسيطة مما يجعلها غير مستنفزة للموارد الطبيعية وبالتالى حفظ الحقوق الخاصة بالأجيال التالية .
– السلع والخدمات التى يتم إنتاجها تكون فى المتناول وخصوصا الفئات ذات الدخل المنخفض فتكون المنتجات بأسعار نسبياً رخيصة الثمن .
– تنتشر الصناعات الصغيرة فى أماكن كثيرة مما يجعل السلع والخدمات التى تقدمها منتشرة وتوفر تكاليف النقل من مكان إلى أخر مما يجعل ثمنها فى متناول أيدى شرائح المجتمع .
– تعتبر هذه الصناعات صديقة للبيئة لأنها لا تنتج ملوثات .
– يمكن أن تتحول فى المستقبل إلى مشاريع متوسطة ثم كبيرة تدريجياً .
– يمكن لها أن تزيد من المدخرات المحلية مع زيادة الاستثمارات البشرية لذلك تعد من مصادر تكوين رأس المال المادى والخبرات المختلفة .
دور المشروعات الصغيرة في خلق فرص عمل ومحاربة الفقر
تحقيق تنمية اجتماعية :
تحقق المشروعات الصغيرة تنمية اجتماعية عن طريق مساعدة الفئات الفقيرة والمهمشة من تحقيق دخول تتميز بالثبات النسبى والاستمرارة وذلك عبر القنوات التالية :
– توفير فرص عمل للقادرين مع دمج العديد من العاطلين حيث أنها تعتمد على العمالة الحرفية لذلك فهى تستقطب الكثير من الأيدى العاملة التى تعتمد عليها في العملية الإنتاجية
توزيع عادل للدخول مع تقديم خدمات للمجتمع :
تستطيع المؤسسات الصغيرة توفير دخول للأسر الفقيرة وطالبى العمل كما أنها تساعد في تحقيق للعدالة الاجتماعية من خلال توزيع عادل للدخول للافراد وذلك بسبب الكم الهائل من هذه المؤسسات والتى توفر العديد من فرص العمل لكثير من أفراد المجتمع كما توفر العديد من السلع والخدمات للمجتمع .
تدعيم التنمية المحلية :
تستطيع المؤسسات الصغيرة إنتاج التوسع فى عمليات إنتاج السلع سواء السلع الأساسية أو المكملة كذلك إنتاج للمنتجات الجديدة واستخدام التكنولوجيا وكل ما سبق يدعم التنمية المحلية . تشجيع روح المبادرة للعمليات الإبداعية للأفراد:
تشجع على الإبداع للكثير من الافراد فقد أثبتت الدراسات أن المؤسسات والمشروعات الصغيرة كانت من أسباب ظهور العديد من المبدعين .
تحقيق تنمية اقتصادية:
– تستطيع الصناعات الصغيرة تحقيق تنمية اقتصادية و ذلك عن طريق
– توفير فرص عمل متنوعة ومختلفة وتتوافق مع العديد من افراد المجتمع:
– تستطيع المشروعات الصغيرة توفير الفرص المختلفة للعمل بسبب زيادة الاستثمارات في مثل هذه المشروعات مما يجعل هناك زيادة فى الطلب على العمالة . المشروعات الصغيرة تخلق قيمة مضافة :
– تساعد في زيادة حجم الصادرات:
فقد تستطيع إنتاج بعض السلع التى يتم تصديرها مما يجعلها تسهم في تخفيف عجز الميزان التجارى أو إنتاج سلع وسيطة تستخدم في عمليات إنتاج السلع الكبرى مما يجعل هناك زيادة في الطلب على هذه المنتجات من الدول الصناعية بسبب قدرتها على سرعة التطور والتغيير وبالتالى تلبية الاحتياجات الخاصة بسوق التصدير.
لذلك أصبحت المشروعات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة إحدى استراتيجيات التنمية المهمة التي تلعب دورًا كبيرًا في التخفيف من حدة الفقر , فقد أثبتت جدارتها في معالجة الفقر والبطالة وتوفير رعاية صحية جيدة وتعليم مناسب للأسر الفقيرة، بالإضافة إلى ايجاد توازن بين إنفاق هذه الأسر ودخلها.
