مزيد من الوفيات ودمار الحياة البرية.. ماذا لو زادت درجة حرارة الأرض عن 1.5 درجة مئوية؟
يجب انخفاض انبعاثات الكربون العالمية المتسبب بها الإنسان بـ 45 % من مستويات 2010 بحلول 2030

قبل 6 سنوات حددت كل دول العالم تقريبا هدفا لخفض انبعاثاتها من الكربون، لكن إجمالي تعهداتها كان أقل بكثير مما هو ضروري للحيلولة دون ارتفاع حرارة الأرض بشكل خطير، ورغم أن اتفاقية باريس لعام 2015 تلزم الموقعين عليها بإبقاء مستوى الحرارة عند “أقل بكثير” من درجتين فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية مع تفضيل مستوى 1.5 درجة مئوية، إلا أن مستويات الكربون في الغلاف الجوي تتزايد منذ ذلك الحين.
واتفاقية باريس، هي أول اتفاق عالمي بشأن المناخ، وجاءت عقب المفاوضات التي عقدت أثناء مؤتمر الأمم المتحدة 21 للتغير المناخي في العاصمة الفرنسية عام 2015، ودخلت حيز التنفيذ رسميا في 4 نوفمبر 2016.
وتشير التقديرات الصادرة من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ “IPCC ” بشأن آثار الاحترار العالمي، إلى أن الأنشطة البشرية تتسبب في احترار عالمي بمقدار 1 درجة مئوية تقريبا، فوق مستويات ما قبل العصرالصناعي، بهامش مرجح قدره 0.8 إلى 1.2 درجة مئوية، ومن المرجح أن يبلغ الاحترار العالمي 1.5 درجة مئوية بين عامي 2030 و2052 إذا ما استمر في الزيادة بالمعدل الحالي.
ماذا إذا زادت الحرارة عن 1.5 درجة مئوية؟
وبحسب تقرير صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، فإن الحديث عن ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة، يعني زيادة متوسط درجة حرارة الأرض.
وأفاد الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ (IPCC): “إذا وصل الاحترار العالمي إلى 1.5 درجة، فستزداد درجات الحرارة الأكثر سخونة وستزداد درجة حرارة العديد من الأماكن (أكثر) بشكل خطير”.
وأصدر الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ تقريرا في أكتوبر 2018، وجد أن الحد من الاحترار العالمي إلى 1.5 درجة مئوية يتطلب تغييرات سريعة وبعيدة المدى وغير مسبوقة في جميع جوانب المجتمع.
ووجد التقرير أن الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية مقارنة بـ 2 درجة مئوية يمكن أن يسير جنبا إلى جنب مع ضمان مجتمع أكثر استدامة وإنصافا، وذلك لردع التأثيرات السلبية.
على سبيل المثال، بحلول عام 2100، سيكون ارتفاع مستوى سطح البحر العالمي أقل بمقدار 10 سم مع الاحترار العالمي بمقدار 1.5 درجة مئوية مقارنة بـ 2 درجة مئوية.
وسيكون احتمال خلو المحيط المتجمد الشمالي من الجليد البحري في الصيف مرة واحدة كل قرن مع ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 1.5 درجة مئوية، مقارنة بمرة واحدة على الأقل كل عقد عند درجتين مئويتين.
وسوف تنخفض الشعاب المرجانية بنسبة 70-90 % مع الاحترار العالمي بمقدار 1.5 درجة مئوية، في حين أن جميعها ( 99%) ستفقد مع درجتين مئويتين.
ويتطلب الحد من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية تحولات “سريعة وبعيدة المدى” في الأرض والطاقة والصناعة والمباني والنقل والمدن، بحسب تقرير الفريق الحكومي.
ويجب أن تنخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية التي يتسبب فيها الإنسان بنحو 45 % من مستويات عام 2010 بحلول عام 2030 ، لتصل إلى “الصفر الصافي” حوالي عام 2050، وهذا يعني أن أي انبعاثات متبقية يجب موازنتها عن طريق إزالة ثاني أكسيد الكربون من هواء.
وتقول الأمم المتحدة: عند درجتين من الاحتباس الحراري، ستكون هناك تأثيرات واسعة النطاق وشديدة على الناس والطبيعة؛ حيث سيتعرض ثلث سكان العالم بانتظام للحرارة الشديدة، مما يؤدي إلى مشاكل صحية ومزيد من الوفيات المرتبطة بالحرارة، كذلك، سيتم تدمير جميع الشعاب المرجانية في المياه الدافئة تقريبا، وسيذوب الجليد البحري في القطب الشمالي تماما صيفا واحدا على الأقل كل عقد، مع تأثيرات مدمرة على الحياة البرية والمجتمعات التي تدعمها”.
أما عند 1.5 درجة مئوية، ستكون التأثيرات خطيرة، لكنها أقل حدة؛ وستكون هناك مخاطر أقل لنقص الغذاء والماء، ومخاطر أقل على النمو الاقتصادي وعدد أقل من الأنواع المعرضة لخطر الانقراض.
كيفية الحد من الاحتباس الحراري؟
ووفق لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، فيتوافق العلماء على أنه للحصول على المسار الصحيح للحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية والإبقاء على درجات الحرارة دون 1.5 درجة مئوية، يجب أن تنخفض الانبعاثات بصورة سريعة لتصل إلى 25 جيجا بحلول عام 2030.
ويتمثل التحدي في أنه استنادا إلى التزامات اليوم بخفض الانبعاثات، فإن الانبعاثات تسير على الطريق الصحيح للوصول إلى 56 جيغا طن من ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2030: أكثر من ضعف ما ينبغي أن تكون عليه.
وإذا كانت الالتزامات والسياسات والإجراءات يمكن أن تؤدي إلى خفض الانبعاثات بنسبة 7.6 ٪ كل عام بين عامي 2020 و2030 ، فيمكننا الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية.
و إذا كنا نرغب في منع ارتفاع درجة الحرارة بمقدار درجتين مئويتين بحلول عام 2100، فيجب علينا التأكد من أن ناتجنا من الانبعاثات لا يتجاوز 40 جيجا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2030.
وللحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى 1.8 درجة مئوية بحلول نهاية القرن، فإن الانبعاثات يجب أن تكون قطع أبعد من ذلك، لا تزيد على 34 بليون طن من مكافئ CO2 بحلول عام 2030.
وللحيلولو دون ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2100 ، سيكون إجمالي الانبعاثات لدينا أقل من 24 جيجاطن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.