أخبارالمدن الذكيةالاقتصاد الأخضر

شباب أفريقيا يعلنون مبادرة لتوفير 50 مليون وظيفة جيدة وخضراء

كتبت : حبيبة جمال

أعلن سفراء المناخ في مركز الشباب C40 في أفريقيا عن عزمهم  معالجة أزمة المناخ الملحة التي تهدد مستقبل الكوكب، عبر تقديم رؤيتهم  للالتزام بتوفير 50 مليون وظيفة جيدة وخضراء من قبل مجموعة المدن الأربعين ورؤساء البلديات، مؤكدين  على أهميتها القصوى للشباب الأفريقي.

الأزمة في متناول اليد

وقالوا في رؤيتهم ، إن تأثير أزمة المناخ مدمر بشكل خاص في أفريقيا، حيث تتحمل المجتمعات الضعيفة وطأة الظواهر الجوية المتطرفة والجفاف والفيضانات والتحديات الزراعية، وباعتبارنا ورثة هذا الكوكب، فإننا نشهد العواقب العميقة المترتبة على التقاعس عن العمل بشأن تغير المناخ، وهو ما يهدد بزعزعة استقرار الاقتصادات، وتفاقم الفقر، وتقويض التماسك الاجتماعي. إن معالجة أزمة المناخ في المدن هي مسألة بقاء، ومن الضروري اتخاذ إجراءات عاجلة لتأمين مستقبل مستدام وعادل للشباب الأفريقي والعالم.

ويسلط أحدث تقرير للفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ الضوء على أهمية الأحداث المناخية المتطرفة، بما في ذلك موجات الحر والأمطار الغزيرة على المدن، مع مخاطر صحية خاصة ناجمة عن الإجهاد الحراري بالنسبة لسكان المناطق الحضرية من ذوي الدخل المنخفض في أفريقيا.

في المدن الأفريقية، تكون مخاطر المناخ نتيجة للتعرض للمخاطر المرتبطة بالمناخ وضعف السكان والأنظمة الحضرية.

وترجع أسباب الضعف إلى ارتفاع مستويات الفقر، ومحدودية الموارد البلدية والوطنية للاستثمار في أنشطة الحد من المخاطر، وعدم كفاية البنية التحتية القديمة وسوء الصيانة.

يمكن أن تؤدي التأثيرات المناخية في مكان واحد إلى خلق مخاطر على مواقع بعيدة – على سبيل المثال، يمكن أن يكون للجفاف أو هطول الأمطار الغزيرة التي تؤثر على الإنتاجية الزراعية آثار واسعة النطاق على الأمن الغذائي. يمكن أن تؤدي فترات الجفاف الطويلة إلى ندرة المياه في المدن وتعطيل توليد الطاقة الكهرومائية.

أهمية الوظائف الخضراء

أفريقيا لديها أصغر السكان في العالم. بالنسبة لـ 400 مليون شاب تتراوح أعمارهم بين 15 و35 عامًا، فإن البطالة وانعدام الفرص، الذي تفاقم بسبب الأزمة العالمية، يهددان حاضرهم ومستقبلهم.

ويقترح المركز  الالتزام بتوفير 50 مليون وظيفة جيدة وخضراء نهجا تحويليا لمكافحة انهيار المناخ من خلال تعزيز النمو الاقتصادي الأخضر وخلق فرص العمل.

وتؤكد هذه المبادرة في جوهرها على خلق 50 مليون وظيفة خضراء على مستوى العالم بحلول عام 2030.

ونحن نعتقد أن هذا الهدف سيدعم بقوة خطط العمل المناخية للمدن. تشمل الوظائف الجيدة والخضراء العمل الذي يساهم في الحفاظ على البيئة أو استعادتها مع توفير أجور لائقة وظروف عمل عادلة.

تتراوح هذه الوظائف بين صناعات الطاقة المتجددة والزراعة المستدامة والبنية التحتية الخضراء وممارسات الاقتصاد الدائري وغير ذلك الكثير.

اولا : تسريع التنمية المستدامة

وفي أفريقيا، ينطوي التحول إلى الوظائف الخضراء على إمكانات هائلة لدفع التنمية المستدامة.

ومن خلال الاستثمار في إدارة النفايات، وجودة الهواء، ومشاريع الطاقة المتجددة، وجهود الحفاظ على البيئة، والممارسات الزراعية المستدامة، وتدابير التكيف، يمكننا تعزيز النمو الاقتصادي وفي الوقت نفسه الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وحماية أنظمتنا البيئية.

وهذا سيضمن مستقبلا أكثر شمولا ومرونة للمجتمعات الأفريقية، مما يعزز الشعور بالأمل والاستقرار لدى الأجيال الأفريقية الشابة.

ثانيا : تمكين الشباب من خلال تنمية المهارات

أحد الجوانب الرئيسية للمبادرة هو تمكين الشباب. ومن خلال تعزيز تنمية المهارات والتدريب في مجال التكنولوجيات الخضراء، والممارسات المستدامة، والحفاظ على البيئة، يمكن للالتزام بتوفير 50 مليون وظيفة أن يطلق العنان للإمكانات الابتكارية للشباب الأفريقي. وهذا لن يزودنا بالأدوات اللازمة لمواجهة تحديات المناخ فحسب، بل سيخلق أيضًا قوة عمل خضراء متنوعة وموهوبة، مما يعزز اقتصاداتنا ويشكل مستقبلًا أخضر.

ثالثا : معالجة الظلم المناخي وعدم المساواة

تؤثر أزمة المناخ بشكل غير متناسب على المجتمعات الضعيفة، مما يؤدي إلى إدامة الظلم المناخي وتعميق أوجه عدم المساواة القائمة. ويتوخى الالتزام بتوفير 50 مليون وظيفة معالجة هذه المشكلة من خلال التركيز على النمو الشامل.

ومن خلال ضمان مشاركة المجتمعات المهمشة في قطاعات العمل الخضراء، يمكننا سد الفجوة الاجتماعية والاقتصادية ورفع مستوى الأشخاص الأكثر تضرراً من تغير المناخ.

إن الشباب الأفريقي على استعداد للمشاركة في هذا التحول العادل، مما يضمن عدم تخلف أحد عن الركب.

رابعا : تعزيز القيادة الشبابية ومشاركتهم

إن إشراك الشباب في العمل المناخي ليس مجرد اختيار؛ إنها ضرورة حتمية. ويشكل الشباب الأفريقي قوة دافعة وراء الحركات المناخية، ويعترف الالتزام بتوفير 50 مليون وظيفة بهذه الإمكانية.

ومن خلال تعزيز القيادة الشبابية وإسماع أصواتنا في عمليات صنع القرار، يمكن للمبادرة تسخير القوة الجماعية للشباب لدفع التغيير التحويلي.

خامسا : إقامة التعاون الدولي والتمويل

وتعمل قمة المناخ الأفريقية والمائدة المستديرة لرؤساء البلديات الأفارقة كمنصة للتعاون العالمي.

يمثل الالتزام بتوفير 50 مليون وظيفة فرصة للدول الأفريقية للتعاون مع الشركاء الدوليين والحكومات والمنظمات لإطلاق الدعم والموارد والتمويل. مبادرات الشباب تفتقر إلى الدعم المالي.

ومن خلال العمل معًا، يمكننا تسريع التقدم نحو تحقيق أهداف الوظائف الخضراء وتعزيز القدرة على التكيف مع تغير المناخ في جميع أنحاء القارة، ودعم مبادرات الشباب في المدن.

خاتمة

ونحن ندرك أن تنفيذ الالتزام بتوفير 50 مليون وظيفة سوف يفرض تحديات، مثل القيود المالية، والعقبات البيروقراطية، ومقاومة التغيير. ولذلك فإننا ندعو حكوماتنا، بدءاً برؤساء البلديات، إلى تخصيص الموارد الكافية لتمويل هذه المبادرة.

إن تعبئة استثمارات القطاعين العام والخاص في القطاعات الخضراء سوف يمهد الطريق للنمو المستدام وخلق فرص العمل.

الاستثمار في برامج التعليم والتدريب لتزويد الشباب بالمهارات والمعرفة اللازمة للاقتصاد الأخضر الناشئ.

ومن شأن تعزيز المؤسسات التعليمية ومراكز التدريب المهني أن يضمن وجود قوة عاملة مختصة وقادرة على التكيف.

ووجه المركز رسالة إلى  رؤساء البلديات والقادة والزملاء الشباب الناشطين في مجال المناخ الأفارقة، إن الالتزام بتوفير 50 مليون وظيفة ليس مجرد فرصة لقارتنا بل هو ضرورة أخلاقية.

إنها فرصة لحماية بيئتنا، والارتقاء بمجتمعاتنا، وتمكين الشباب من تشكيل أفريقيا مستدامة ومزدهرة.

ونحن، الشباب الأفريقي، نتعهد بالتزامنا الثابت بدعم هذه المبادرة والتعاون معكم لجعلها حقيقة. معًا، دعونا نكون التغيير الذي نرغب في رؤيته في العالم. دعونا نستهل معًا مستقبلًا تقود فيه أفريقيا الطريق في التنمية المستدامة والابتكار والعمل المناخي.

تابعنا على تطبيق نبض

تعليق واحد

Comments

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: