المنظمة العالمية الأرصاد الجوية تحذر: محيطات العالم وصلت مرحلة قياسية أكثر سخونة وأعلى وحموضة
ثاني أكسيد الكربون والميثان في 2021 تجاوزا الأرقام القياسية

كشفت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) ، أن محيطات العالم نمت في عام 2021 إلى أكثر مستوياتها دفئا وحمضية على الإطلاق، بينما ساعد ذوبان الصفائح الجليدية في رفع مستويات سطح البحر إلى آفاق جديدة.
وشهدت المحيطات أشد الظواهر تطرفاً، حيث أوردت المنظمة (WMO)، بالتفصيل مجموعة من الاضطرابات التي أحدثها تغير المناخ في تقريرها السنوي “حالة المناخ العالمي”.
ما هي المؤشرات الرئيسية لتغير المناخ؟
وكشفت المنظمة في تقريرها، أن أربعة مؤشرات رئيسية تم تسجيلها لتغير المناخ – وهي تركيزات غازات الاحتباس الحراري، وارتفاع مستوى سطح البحر، وحرارة المحيطات، وتحمّض المحيطات – أرقاماً قياسية جديدة في عام 2021. وهذه علامة واضحة أخرى على أن الأنشطة البشرية تسبب تغيرات على نطاق الكوكب على اليابسة وفي المحيطات والغلاف الجوي، إلى جانب تداعيات ضارة وطويلة الأمد على التنمية المستدامة والنظم الإيكولوجية، وفقاً للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO).
“مناخنا يتغير أمام أعيننا”
وقال الأمين العام للمنظمة (WMO) ، بيتيري تالاس، في بيان: “مناخنا يتغير أمام أعيننا.، الحرارة التي تحبسها غازات الاحتباس الحراري التي يسببها الإنسان ستدفئ كوكب الأرض لأجيال عديدة قادمة”، وأضاف تالاس “إنها مسألة وقت فقط قبل أن نشهد عام آخر أحر على الإطلاق”.

يتبع تقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية آخر تقييم مناخي للأمم المتحدة، والذي حذر من أن البشرية يجب أن تخفض بشكل كبير انبعاثات غازات الاحتباس الحراري أو مواجهة تغيرات كارثية متزايدة في مناخ العالم.
وذكرت المنظمة، أن الطقس المتطرف “الوجه” الذي نعيشه يومياً لتغير المناخ، أدى إلى خسائر اقتصادية تبلغ قيمتها مئات المليارات من الدولارات الأمريكية وألحق خسائر فادحة بحياة البشر ورفاههم، وتسبب في صدمات للأمن الغذائي والمائي، والتشريد الذي زادت حدته في عام 2022.
تجاوزت الأرقام القياسية
قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إن مستويات ثاني أكسيد الكربون والميثان المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي في عام 2021 تجاوزت الأرقام القياسية السابقة.
على الصعيد العالمي، كان متوسط درجة الحرارة في العام الماضي 1.11 درجة مئوية فوق متوسط ما قبل الصناعة – حيث اقترب العالم ببوصة من عتبة 1.5 درجة مئوية والتي من المتوقع أن تصبح آثار الاحترار بعدها شديدة.
وقد حذّرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية من تزايد احتمالات ارتفاع حرارة كوكب الأرض بمقدار 1.5 درجة مئوية بحلول العام 2026، وقالت المنظمة إن الوصول لهذا الارتفاع، يعني أن تأثيرات سلبية كثيرة ستظهر بشكل متزايد بالنسبة لكافة الكائنات.
ويؤكد تقرير المنظمة (WMO) عن حالة المناخ العالمي لعام 2021 أن السنوات السبع الماضية كانت الأكثر دفئاً في السجلات. وكان عام 2021 “وحده” أحد الأعوام السبعة الأشد حراً بسبب ظاهرتي النينيا في بدايته ونهايته، إذ كان لها تأثير تبريدي، ولكنه مجرد تأثير مؤقت لا يعكس الاتجاه العام لارتفاع درجة الحرارة. وبلغ متوسط درجات الحرارة العالمية في عام 2021 مستوى أعلى من مستويات ما قبل العصر الصناعي بمقدار 1.11 (0.13±) درجة مئوية تقريباً.
رقم 1.5 درجة مئوية ليس عشوائيا
ويبلغ احتمال ارتفاع حرارة الأرض بمقدار 1.5 درجة مئوية، نسبة 50 %، حسب المنظمة. مشيرة إلى أنّ هذا المستوى سيكون فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
وأوضح الأمين العام للمنظمة بيتري تالاس، أنّ رقم 1.5 درجة مئوية “ليس عشوائيا، بل هو مؤشر على النقطة التي ستصبح عندها تأثيرات المناخ ضارة بشكل متزايد للكوكب كلّه”.
وشهدت درجات الحرارة العام الماضي انخفاضًا طفيفًا مقارنة بعام 2020 بسبب تأثيرات التبريد في لا نينا في المحيط الهادئ، على الرغم من أن العام كان لا يزال من بين الأعوام السبعة الأكثر سخونة على الإطلاق.
تتحمل المحيطات الكثير من العبء الأكبر للاحترار والانبعاثات، تمتص المسطحات المائية حوالي 90٪ من حرارة الأرض المتراكمة و23% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من النشاط البشري.

درجة حرارة المحيط قد ارتفعت بشكل ملحوظ
وذكر التقرير، أن درجة حرارة المحيط قد ارتفعت بشكل ملحوظ في السنوات العشرين الماضية، مسجلة مستوى مرتفعًا جديدًا في عام 2021، ومن المتوقع أن تصبح أكثر دفئًا. وأشارت إلى أن هذا التغيير قد يستغرق قرونًا أو آلاف السنين لعكس اتجاهه.
أصبح المحيط الآن أيضًا الأكثر حمضية له منذ 26000 عام على الأقل حيث يمتص ويتفاعل مع المزيد من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
ارتفع مستوى سطح البحر بمقدار 4.5 سم (1.8 بوصة) في العقد الماضي، مع زيادة سنوية من 2013 إلى 2021 أكثر من ضعف ما كانت عليه من 1993 إلى 2002.
كما أدرجت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية موجات الحر الشديدة الفردية وحرائق الغابات والفيضانات وغيرها من الكوارث المرتبطة بالمناخ في جميع أنحاء العالم، مشيرة إلى تقارير عن أضرار تزيد عن 100 مليار دولار.
شهدت الولايات المتحدة القارية أسخن صيف على الإطلاق، حيث تم تسجيل المئات من الوفيات المرتبطة بالحرارة. احترق حريق ديكسي 3900 كيلومتر مربع (1500 ميل مربع) ، مما جعله أكبر حريق غابات في كاليفورنيا على الإطلاق.
وسيُستخدم تقرير المنظمة (WMO) عن حالة المناخ العالمي كوثيقة رسمية في مفاوضات الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ والمعروفة باسم الاجتماع السابع والعشرين لمؤتمر الأطراف (COP27) المقرر أن يُعقد في مصر في وقت لاحق من هذا العام.
ويساهم في التقرير عشرات من الخبراء من الدول الأعضاء، بما في ذلك المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا (NMHSs) والمراكز العالمية للبيانات والتحليل، بالإضافة إلى المراكز المناخية الإقليمية، والبرنامج العالمي للبحوث المناخية (WCRP)، والمراقبة العالمية للغلاف الجوي (GAW)، والمراقبة العالمية للغلاف الجليدي، وخدمات كوبرنيكوس لمراقبة تغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي.
أُصدر التقرير قبل الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2022، الذي يجمع أكثر من 2000 من القادة والخبراء من جميع أنحاء العالم تحت شعار “التاريخ عند نقطة تحول: السياسات الحكومية واستراتيجيات الأعمال”. ومن الموضوعات الرئيسية المُدرجة في جدول أعمال هذا الاجتماع حشد العمل بين القطاعين العام والخاص من أجل تحقيق أهداف المناخ العالمية الحاسمة لعامي 2030 و2050.
وقالت Gim Huay Neo، عضوة مجلس إدارة المنتدى الاقتصادي العالمي: “يؤكد تقرير حالة المناخ العالمي على ضرورة اتخاذ إجراءات سريعة ومنهجية وواسعة النطاق للتخفيف من المخاطر البيئية المحددة في تقرير المخاطر العالمية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي”.