هاتور أبو الذهب المنثور.. بداية زراعة القمح.. تعرف على مواعيد الزراعة وكيف تحصل على أعلي إنتاجية

كتب : محمد كامل
هاتور أبو الذهب المنثور .. يمثل شهر نوفمبر بداية صحيحة لزراعة محصول القمح أحد المحاصيل الغذائية الهامة بالنسبة للمجتمعات لذلك يحتاج كل مزارع إلى التعرف على طرق الزراعة الصحيحة والموعد المناسب لكل منطقة وأفضل المعاملات من خدمة الأرض والتقاوي والري والتسميد لضمان إنتاجية أعلي للفدان.
من هنا شرح الدكتور عبد السلام محمود منشاوي أستاذ متفرغ بقسم بحوث سخا , معهد بحوث المحاصيل الحقلية زراعة محصول القمح الموعد المناسب والأصناف وطرق الزراعة التقاوي المستخدمة وخدمة وإعداد الأرض لضمان إنتاجية أعلي من المحصول الاستراتيجي أحد أهم المحاصيل الغذائية.
ميعاد الزراعة المناسب للقمح :
أوضح د. عبد السلام لـ ” المستقبل الأخضر ” أن محصول القمح يمر خلال فترة حياته بمراحل نمو مختلفة من إنبات وبادرة وتفريع وتكوين السنبلات واستطالة وحبلان وطرد سنابل والتلقيح والإخصاب وامتلاء حبوب وخلافة مشيراً إلي أن كل مرحلة من هذه المراحل لها احتياجات حرارية وضوئية مختلفة عن الأخرى وفي نفس الوقت تختلف درجات الحرارة والفترة الضوئية بدرجة كبيرة خلال موسم نمو القمح من فترة لأخرى فمن برودة شديدة إلى جو دافئ ثم حرارة عالية.
وتابع عبد السلام لذلك فإن أفضل ميعاد للزراعة هو الميعاد الذي يتوافق فيه احتياجات المحصول في كل مرحلة من مراحل النمو مع الظروف البيئية خلال الفترة المقابلة لها من موسم النمو وهو ما يوافق من يوم 11 نوفمبر إلى 10 ديسمبر من التقويم الميلادي وهذا هو الميعاد المناسب لزراعة القمح أما عن الميعاد الأمثل هو توسط الفترة السابقة أي من 20 إلى 30 نوفمبر وبالنسبة للوجه البحري تكون الفترة من 15 إلى 30 نوفمبر والوجه القبلي من 10 إلى 25 نوفمبر.

أهم أصناف القمح الأعلى إنتاجية :
وأضاف د. عبد السلام أهم الأصناف التي يجب أن يحرص المزارع على زراعتها وهي: مصر3 , سخا95 , جيزة 171 , سدس14 , مصر4 فهي جميعها أصناف جيدة ومتوفر منها تقاوي بشكل كافي ما عدا مصر 4 فقد يكون شحيح.
وأردف عبد السلام بالنسبة لمزارعي القمح في الوجه القبلي بداية من الفيوم ومتجه جنوبا أو الأرض الجديدة يمكن زراعة الأصناف السابقة بالإضافة إلى صنف قمح الخبز مصر1 وأصناف قمح المكرونة بني سويف 5 , بني سويف7 وأما صنفي قمح الخبز سدس 12 وجميزة 11 فتزرع فقط في المحافظات الجنوبية من أسيوط إلى أسوان فقط.
وحذر عبد السلام من زراعة أصناف قمح الخبز سدس 12 , جميزة 11 , مصر 1 بالوجه البحري نظرا لشدة القابلية للإصابة بمرض الصدأ الأصفر المدمر للمحصول وكذلك يحذر زراعة أصناف قمح المكرونه بالوجه البحري والالتزام بالسياسة الصنفية.
وأضاف عبد السلام في حالة إذا كانت الأرض متأثرة بالملوحة أو بها مشاكل في الري من حيث كمية المياه أو جودتها فالأفضل أن يزرع الصنف جيزة 171 أو سخا 95 حيث أنهما من الأصناف التي تتحمل الاجهادات سواء ملوحة مياه أو تربة أو نقص المياه.
أهمية الإعداد الجيد للأرض :
يقول د. عبد السلام أن الإعداد الجيد للأرض يعمل على وجود بناء جيد للتربة ليساعد البادرات على الخروج سريعا ويسمح للنباتات الصغيرة بالحصول على الاحتياجات الضرورية من العناصر الغذائية والماء والأكسجين.
وتابع عبد السلام يفضل أن تتم عمليات خدمة الأرض في وقت مبكر حتى يمكن إجراء عمليات الخدمة الكاملة والتهوية الجيدة والتشميس للأرض لما لها من فوائد ولا تتم عملية الزراعة إلا في الميعاد المناسب وخاصة إذا كان المحصول السابق أرز حيث تحتاج الأرض إلي التهوية لفترة طويلة.

لابد أن تكون الأرض مستوية جيدا وليس بها قلاقيل (كتل) حجمها كبير يزيد قطرها عن 5 سم حتى لا تعوق خروج البادرات من تحت سطح الأرض أو تسبب اختلافات في عمق البذور موضحاً أن الزراعة العميقة تعوق عملية الإنبات الجيد وتسبب عدم ظهور كثير من البادرات من الظهور فوق سطح التربة بسبب عدم قدرة غمد الريشة على اختراق التربة من الأعماق الكبيرة والتي هي أكثر من 4-5 سم. وكذلك يجب العناية بالتخلص من بقايا المحصول السابق.
وأضاف عبد السلام أن القمح محصول جذره ليفي ولا يحتاج إلى خدمة عميقة، ويكفي أن تتم خدمة الأرض بإجراء حرث غير عميق (حرث قماحي) مرتين متعامدتين لفك التربة وتهويتها ثم التزحيف لتنعيم وتسوية السطح وتكثير القلاقيل (الكتل)، ويفضل أن تكون التربة ناعمة خصوصا إذا كانت طريقة الزراعة المتبعة هي تسطير باستعمال آلة التسطير في الزراعة.
واستكمل عبد السلام في حالة الزراعة عفير بدار لا يشترط نعومة التربة بشكل كبير مثل في حالة التسطير بل يجب أن تكون التربة خشنة نسبياً ويجب في حالة الزراعة بهذه الطريقة أن تتم تغطية البذور جيدا بعد بذار التقاوي وقبل تقسيم الأرض بأي وسيلة متاحة حتى نضمن الإنبات الجيد.
كما ينصح بإجراء التسوية في حالة عدم استواء الأرض ووجود مناطق مرتفعة أو منخفضة ويفضل لو تم التسوية بالليزر ولو علي فترات كل 3-5 سنوات لضمان تسوية الأرض وسهولة استخدام الماكينات في الزراعة وسهولة الري والصرف.

خدمة الأرض الرملية وتحت نظام الري المحوري:
يقول عبد السلام في الأراضي الرملية يتم في البداية ري الأرض ريه كدابة لمدة 10أيام، مع ضبط سرعة الرشاش على 50 درجة وذلك لضمان إنبات بذور الحشائش الموجودة بالتربة أو تخفيفها من التربة ثم حرث الأرض بالدسك سكتين متعامدتين لضمان دفن بقايا المحصول السابق والأعشاب ثم تترك الأرض للتشميس والتهوية حتى تكون مهد مناسب لجذور النبات بعدها يتم التسوية بآلة التسوية أو بالماسورة على أن تكون آخر سكة تسوية في اتجاه الزراعة بالسطارة حتى لا يكون هناك مطبات تعمل على عدم تغطية البذور وعدم انتظام الزراعة.
وأردف عبد السلام قبل الزراعة بيوم واحد مباشرة، يتم تشغيل الرشاش بالماء على سرعة 80 درجة، وذلك لتثبيت سطح التربة وتحديد بداية ونهاية الأماكن المراد زراعتها وتسهيل عمل آلة التسطير.
وأفاد عبد السلام أن إضافة سماد السوبر فوسفات مع الزراعة بواسطة آلة التسطير هو الأفضل ويجب وضع 100 كجم سوبر فوسفات محبب 12,5 % للفدان حتى يشجع الإنبات وخروج وانتشار الجذور في التربة.
وفي حالة عدم إمكانية إضافة السوبر مع الزراعة يضاف السوبر مع الخدمة وأثناء تجهيز الأرض بنفس المعدل السابق لكي يتحقق الهدف والاستفادة من الإضافة.
طرق الزراعة والتقاوي الجيدة:
يؤكد د. عبد السلام أن زيادة إنتاجية القمح تتطلب اختيار وتنفيذ طريقة الزراعة بشكل صحيح وضبط معدل التقاوي كما يجب العناية بري وصرف الأرض في ريه الزراعة حيث أن حبوب القمح حساسة جدا للمياه وضبط ريه الزراعة تساعد على سرعة الإنبات وتكوين الأوراق والتفريع.
وتابع عبد السلام أن عمق الزراعة من العوامل المهمة فيجب أن لا تكون الحبوب مكشوفة فوق سطح التربة فتكون عرضة لأكل الطيور أو عدم الإنبات بسبب التحميص لأنها مكشوفة أو قد تنبت وتكون عرضه أكبر للرقاد في المراحل المتقدمة من حياة النبات، حيث تكون الجذور سطحية ولا يحدث تدعيم للنبات كما يجب أن لا تكون البذور عميقة جدا فيصعب الإنبات ويقل التفريع موضحاً أفضل عمق للبذور هو 2-4 سم فيجب أن يكون داخل نطاق ذلك المستوى وإذا تجاوز العمق 6سم يكون هناك ضرر محقق.
وأضاف د. عبد السلام أن من أهم الطرق وأكثرها انتشاراً وأنسبها لظروف الزراعة في مصر طريقة الزراعة الحراتى ” التحضير ” وطريقة الزراعة العفير والتي يندرج تحتها العديد من الطرق.
أولا : طريقة الزراعة الحراتى (التخضير): وهي زراعة التقاوي في أرض مستحرثة (رطبة) وقد يلجأ البعض من المزارعين إلى نقع البذور لمدة ساعة قبل النثر في حالة نقص الرطوبة بالأرض موضحاً أنه مع هذه الطريقة يتم ري الأرض ريه كدابة ثم يتم حرث الأرض عندما تصل نسبة الرطوبة فيها إلى درجة مناسبة وتسمى الأرض مستحرثة، وتحرث الأرض وجه أول ثم يتم نثر التقاوي ثم تحرث وجه أخر خفيف حتى لا تكون البذرة على أعماق كبيرة تعوق عملية الإنبات وبعد الحرث يتم التزحيف الجيد حتى نضمن غطاء جيد للبذور.
وأضاف عبد السلام تتم الزراعة الحراتي بالعزاقة المخصصة لعزق محاصيل الفاكهة وتعتبر هذه الآلة جيدة حيث تضمن نسبة إنبات عالية جدا وتكون الحبوب كلها على عمق واحد مناسب وليست على أعماق مختلفة كما في عملية الحرث العادية وتابع عبد السلام لا ينصح باستعمال هذه الطريقة إلا في حالة الأرض الموبوءة بالحشائش ولا ينصح بها مطلقا في الأرض الملحية.
واستكمل عبد السلام ينصح بضرورة إضافة سماد السوبر فوسفات عند الزراعة وقبل نثر البذور بمعدل 100 كجم ” 2 شكارة” سماد فوسفات أحادى أو شيكارة سوبر فوسفات محبب (تربل) وهو الأفضل كما ينصح أيضا بإضافة جرعة تنشيطية من السماد الأزوتي مع الزراعة وقبل نثر التقاوي بمعدل شيكارة من سماد اليوريا أو نترات النشادر أو سلفات النشادر.
ثانيا : الزراعة العفير: وهى الطريقة الأكثر انتشارا والموصي بها بصفة عامة، وهي زراعة بذرة جافة في أرض جافة، على أن تكون الأرض مستوية وغير موبوءة بالحشائش، ويندرج تحتها العديد من الطرق وهي:
الزراعة العفير باستعمال السطارة :وهى من طرق الزراعة الممتازة وتحتاج إلى مهد بذره ناعم ويجب معايرة السطارة جيداً وضبط المسافات بين السطور وعمق الزراعة وهذه الطريقة تضمن توفير في كميات التقاوي، كما تضمن انتظام توزيع التقاوي في الحقل بالإضافة إلى أنها تعمل على سرعة الإنبات وتجانس التوزيع والإنبات.
ولكن هذه الطريقة غير منتشرة كثيراً نظراً لقلة آلات التسطير المتاحة لدى محطات الخدمة الآلية.
الزراعة العفير بدار : وهى الطريقة الأكثر انتشارا في مصر وفيها يتم نثر التقاوي يدوياً بانتظام على الحقل بعد خدمة الأرض وقد يستعمل البعض النثارة في حالة المساحات الكبيرة، ويجب أن يتم تغطية البذور جيدا بعد نثر التقاوي سواء بالتزحيف أو أي وسيلة مناسبة حتى نضمن نسبة إنبات جيدة ولا تتعرض البذور للتحميص وأكل الطيور وتساعد على تدعيم جذور النبات مما يجعله أكثر مقاومة للرقاد.

كما أنه من المهم جدا بعد الانتهاء من عملية التزحيف وتغطية البذور، يتم تقسيم الأرض إلى أحواض لتسهيل عملية الري والصرف بما يضمن إنبات وتأسيس جيد للحقل.
الزراعة العفير علي مصاطب: وهي من أفضل طرق زراعة القمح على الإطلاق والتي تتبناها وتدعمها وزارة الزراعة من خلال توصيات قسم بحوث القمح، وهي طريقة جيدة بشرط تنفيذها صحيح موضحا يتم زراعة القمح علي مصاطب بعرض 120 سم حيث تؤدي إلى توفير مياه الري للمساهمة في حل أزمة المياه الحالية وتوفير والتقاوي المستخدمة وتؤدي إلى ارتفاع كفاءة استخدام الأسمدة خصوصا الآزوتية وتسهل مكافحة الحشائش وتساعد على مقاومة القمح للرقاد وتحسين التهوية بين النباتات ويؤدي كل ذلك إلى زيادة المحصول، كما تساهم في تقليل النفقات من خلال تخفيض زمن الري وتوفير في أجور العمالة والوقود مما يؤدي إلى زيادة صافي الدخل للمزارع وينعكس على الدخل القومي للدولة.
وطالب عبد السلام بضرورة مراعاة أن يكون الري بصفة عامة لكل طرق الزراعة العفير على الحامي بقدر الإمكان لافتا أنه كلما كانت عملية الري أسرع كلما كان ذلك أفضل، حيث أن حبوب القمح حساسة جدا للمياه في رية الزراعة، كما يجب أن يتم صرف الأرض جيدا بعد تمام الري مباشرة، وذلك للتخلص من الماء الزائد في أسرع وقت ممكن.
ويجب التأكيد أيضا على إضافة جرعة تنشيطية من السماد الأزوتي مع الزراعة وقبل الري.
