مبادرة المشروعات الخضراء.. نظام للرصد والتنبؤ والانذار المبكر بالفيضانات لمواجهة أثار تغير المناخ بالإسكندرية
عوامات مدعمة بـ “سنسور الاستشعار" لتجميع بيانات الأرصاد وتحليلها التعامل معها

كتب: محمد كامل
لتغير المناخ العديد من الآثار السلبية على المناطق الساحلية في مصر منها ارتفاع مستوى سطح البحر واندفاع موجات العواصف الشديدة والفيضانات، وغرق الأراضي فكل هذه الأثار يمكن أن تؤثر بشكل كبير على البنية التحتية، والشواطئ والمناطق الترفيهية، والأنشطة البشرية .
وتعد المنطقة الساحلية لدلتا النيل من بين أكثر الأراضي المنخفضة عرضة للتأثر بتأثيرات التغيرات المناخية وتعتبر محافظة الإسكندرية خامس مدينة ساحلية معرضة للتأثر بتأثيرات تغير المناخ في العالم، ورغم أن هذه المدينة تعاني من ظروف مناخية قاسية وأمواج شديدة، وفيضانات إلا أنه لا يوجد نظام تحذير مناسب يمكن أن يطلق تحذيرات لصانعي القرار.
نظام للرصد والتنبؤ بالفيضانات
لذلك استطاع الدكتور أيمن عبد المنعم الجمل، مدير معهد بحوث الشواطئ التابع للمركز القومي لبحوث المياه، وفريق من المعهد إيجاد حلول لهذه المشكلات من خلال مشروع ” نظام للرصد والتنبؤ والانذار المبكر بالفيضانات ضد كوارث تغير المناخ في الإسكندرية “، وهو عبارة عن أنشاء محطات بحرية أو عوامات يتم وضع سنسور بالعوامة للاستشعار بالأمواج، وبيانات الأرصاد وبعدها يتم تجميع البيانات بشكل تقني ثم عمل تحليل لهذا البيانات للتوقع يما سيحدث ليتم التعامل معه.
هذا المشروع هو واحد من المشروعات الخضراء الذكية الحائز على جائزة المشروعات المتوسطة .
وأضاف د. أيمن أن الموضوع عبارة عن دارسة، الهدف منها إنشاء نظام إنذار مبكر متكامل يعتمد على القياسات في الوقت الفعلي ونظام التحليل والتنبؤ الآلي لتوفير تصورات تعتمد على البيانات لصانعي القرار لإنشاء استراتيجية أكثر كفاءة واستباقية لإدارة الكوارث.
مراحل تنفيذ المشروع
واستكمل د. أيمن، أنه لا يوجد تمويل حتى الآن للبدء في تنفيذ المشروع، مشيراً إلى أنه في حالة وجود التمويل سيتم التنفيذ على ثلاثة مراحل ، في المرحلة الأولي: سيتم إنشاء نظام مراقبة على طول ساحل الإسكندرية للحصول على بيانات في الوقت الفعلي وتتضمن هذه البيانات قياسات مستوى سطح البحر والأمواج والطقس، كما سيتم الحصول على جميع البيانات في الوقت الفعلي باستخدام مسجل البيانات باستخدام تقنية النظام العالمي للاتصالات المتنقلة (GSM) Global System for Mobile Communication وتقنية اسم نقطة الوصول (APN) Access Point Name المخصصة
وتابع د. أيمن، أما بالنسبة لنطق العمل تقوم شبكة محطات المراقبة بقياس العوامل البحرية والجوية إلى جانب مستوى المياه، كما يسمح بقياس البيانات في الوقت الفعلي على مدار 24 ساعة في اليوم وسبعة أيام في الأسبوع، كذلك سيتم التحكم في جميع أجهزة الاستشعار باستخدام مسجل البيانات، والذي يحتوي على مودم خلوي داخلي لنقل البيانات إلى مركز قاعدة البيانات.
كما نقل البيانات من محطات المراقبة إلى مركز قاعدة البيانات وذلك لتمكين نقل البيانات بين مركز قاعدة البيانات والمواقع البعيدة ،تستخدم تطبيقات إنترنت الأشياء الصناعية في معظمها بروتوكولات من آلة إلى آلة (M2M).
يتم استخدام اسم نقطة وصول خاصة (APN) أو شبكة افتراضية خاصة (VPN) لتأسيس اتصال آمن بين نقطة النهاية البعيدة ونقطة النهاية المستقبلة.
وأضاف د. أيمن، أما في المرحلة الثانية سيتم تنفيذ نموذج قائم على نظم المعلومات الجغرافية لتقييم مدى تأثر الإسكندرية بتأثيرات تغير المناخ، وسيأخذ النموذج في الاعتبار نموذج الارتفاع الرقمي DEM ونطاق المد والجزر واندفاع العواصف وهبوط الأرض وقياسات الأمواج، وسيتم الحصول على اقتراح العديد من السيناريوهات مع خرائط نقاط الضعف بناءً على المستويات المصنفة المختلفة للعوامل المستخدمة.
وأما المرحلة الثالثة، فهي معنية بتحليل البيانات والتنبؤ وإطلاق الإنذارات المناسبة وسيتم تحليل المد والجزر وأمواج العواصف والرياح والأمواج، بالإضافة إلى ذلك سيتم تنفيذ نموذج موجة-الرياح (نموذج طيفي أو شبكة عصبية اصطناعية) للتنبؤ بخصائص الموجة قصيرة المدى، وكما سيتم استخدام النتائج لتحديد السيناريو المناسب من المرحلة الثانية.
وأخيرًا سيتم إنشاء نظام تحذير مبكر لصناع القرار لاتخاذ الإجراء المناسب والتكيف بشكل استباقي مع الآثار المتوقعة المحتملة.
المخرجات المتوقعة
وأختتم د. ايمن، أنه من المتوقع في النهاية أن المشروع سيؤسس نظامًا لدعم اتخاذ القرارات بشأن نقاط الضعف والمخاطر على المستوى الوطني لمدينة الإسكندرية، والذي سيساعد في التخطيط الأكثر كفاءة لمشاريع البنية التحتية الوطنية والاستراتيجية المستقبلية، كما سيساعد أصحاب المصلحة على الحفاظ على القيمة الاقتصادية العالية لأعمالهم، وتمكين صانعي القرار من تنفيذ قرارات استباقية أكثر فعالية من حيث التكلفة