ما هي التداعيات الجيولوجية لزلزال تركيا 2023 على فوالق لبنان؟
الصفيحة العربية تتحرك شمالا بمعدل (2- 4) سنتمتر سنويا باتجاه الصفيحة التركية على طول فالق حفرة الانهدام السوري – الإفريقي

كتب د.أحمد محمود جبر الشريدة- باحث أكاديمي في الجيولوجيا – الأردن
الزلازل المدمر الذي ضرب منطقة جنوب تركيا وشمال غرب سوريا صبيحة يوم 2023/02/06م سوف يؤثر على الحركة التكتونية للصدع السوري – الإفريقي ( حفرة الانهدام ) والبالغ طولها (1200) كيلومترا والممتدة من جبال طرووس (تركيا) مرورا بسهل الغاب (سوريا)، ووادي البقاع (لبنان)، وسهل الحولة، وبحيرة طبرية (فلسطين) ووادي غور الأردن والبحر الميت وخليج العقبة (الأردن) وصولا الى البحيرات الأفريقية الكبرى، الأمر الذي سوف يؤثر على الحركة التكتونية للصدع في تسارع أقصى بدرجة (0.2- 0.4 G) علما بان منطقة ذات نشاط زلزالي من الدرجة الثانية.
علما بان الصفيحة العربية ومنذ أكثر من (20) مليون سنة تتحرك شمالا بمعدل ( 2- 4 ) سنتمتر سنويا باتجاه الصفيحة التركية وعلى طول فالق حفرة الانهدام السوري – الإفريقي والذي يعتبر البحر الأحمر امتداد له.

وعملت الهزة الأرضية التركية والبالغة قوتها 7.8درجة على مقياس ريختر في “كهرمان مارش”؛” وغازي عنتاب” على تحرير جزء من الطاقة الانفجارية عبر هزات أرضية متوسطة الشده؛ حيث خففت من الاحتقان على الفوالق اللبنانية هو امر طيب للغاية ؛ مما يخفف من الآثار السلبية على منطقة المشرق العربي؛ على أن تختزن الطاقة الباقية تحت سطح الأرض وعلى طول هذا الفالق، وخاصة في منطقة ما يعرف ب ( الفجوة الزلزالية – Seismic Gap) حيث تمتاز بالإزاحة الجانبية وليس التصادم..!!
التأثير الجيولوجي على فوالق لبنان
يوجد في لبنان اربع فوالق رئيسية هي “اليمونه” و”روم” و “سرجايا” و “راشيا الوادي”، ويعد فالق” اليمونه” من أكبر فوالق في شرق المتوسط في حين يتفرع منه فالق “روم” جنوبا باتجاه البحر الأبيض المتوسط، سيؤثر زلزال تركيا 2023م جيولوجيا على تلك الفوالق الأربع؛ ولكن التأثير الأكبر سيكون على فالق ” اليمونه ” نظرا للقرب الجغرافي؛ وبدرجة أقل على فالق “روم ” حيث من المتوقع حدود حركات تكتونية متوسطة القوة؛ إضافة الى حدوث عمليات إزاحة جانبية و طولية بدرجة (0.2- 0.6 G).

التوصيات
1- إعادة تحديد البؤر الزلزالية وميكانيكية الحركة للأحداث الزلزالية المحلية وإجراء الدراسات البنيوية والتكتونية والتكتونيك النشط ضمن أراضي تلك المناطق ؛ وذلك للتخفيف المخاطر والخسائر البشرية والاقتصادية.
2- تفعيل دور وسائل الإعلام المختلفة في التوعية والتثقيف والإرشاد يهدف تخفيف حجم الأضرار التي قد تنجم عند حدوث الهزات الأرضية – لا قدر الله –
3- وأخيرا ليس بمقدور احد آيا كان التنبؤ او نفي حدوث زلزال في مكان ما أو في زمان معين.. هذا والله وحده أعلم.
معلومات علمية
1- النشاط الزلزالي في المنطقة يمتاز دائما بقوته المتوسطة ولا يقارن بدول مثل تركيا أو اليابان، حيث تمتاز الصفيحة العربية بالإزاحة الجانبية وليس التصادم.
2- إن العلم لم يتمكن حتى هذه اللحظة من التوصل إلى آلية علمية دقيقة للتنبؤ بحدوث الزلازل قبل وقوعه.
3- ليس بمقدور احد التنبؤ أو نفي حدوث زلزال في مكان معين أو وقت معين.
4- كل ما يقال من أحاديث وتقارير يدخل من باب التكهنات ليس أكثر، وإن مثل هذه التكهنات غير مبنية على أسس علمية وإنما تعتمد الاحتمالية والفرضية.
هذا لا ندعو إلى الاطمئنان والاستكانة، بل مزيد من الحرص والوعي بهدف التخفيف من حجم الأضرار التي – قد تنجم – عن الزلازل -إن حدث – – لا قدر الله –