مصطفي الشربيني: الطريق إلى نيويورك – مؤتمر المياه للأمم المتحدة 2023
سفير ميثاق المناخ الأوروبي في مصر- رئيس مؤسسة الفريق التطوعي للعمل الإنساني
إنها لحظة فاصلة تجمع العالم من جميع القطاعات معًا، والتي ستخلق زخمًا عالميًا لتسريع التنفيذ وتحسين التأثير من أجل المضي قدمًا، لمواجهة التحديات الواسعة المحيطة بالمياه
والحقيقة التي لا يختلف عليها أحد أن الماء هو شريان الحياة لكوكب الأرض، سواء كانت المياه مجمدة أو في شكل أمطار أو سحب أو كانت في الأنهار والبحيرات والمحيطات.
وقد وجهت دعوة لمؤسسة الفريق التطوعي للعمل الإنساني عن المجتمع المدني للحضور الشخصي بوفد من عشرة أشخاص لحضور المؤتمر بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.
كما وافقت أيضا الأمانة العامة للأمم المتحد علي عقد ندوة أون لاين برقم W177، وتحت عنوان ” حقوق الشعوب التاريخية في الأنهار الدولية بين التغير المناخي والصراعات”، تنظمها مؤسسة الفريق التطوعي للعمل الإنساني برئاسة مصطفى الشربينى، سفير ميثاق المناخ الأوروبي في مصر، رئيس المؤسسة، وسوف يحاضر أيضا فيها الدكتور مجدي علام، رئيس الاتحاد النوعي للمناخ، ويعد هذا نجاحا للمجتمع المدني المصري في تدويل حقوق الشعوب والحفاظ علي حصتها المائية في الأنهار الدولية، وخاصة لدول المصب.
فالماء هو صانع الحياة والمحقق لأهداف التنمية المستدامة، ولصحة وإزدهار الشعوب والكوكب، لكن تقدمنا في الأهداف والغايات المتعلقة بالمياه لا يزال بعيدًا عن المسار الصحيح، مما يعرض للخطر جدول أعمال التنمية المستدامة بأكمله.
وسوف يعقد بمقر الأمم المتحدة مؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2023 خلال الشهر الجاري، ويسلط الضوء على أن هذا المؤتمر يوفر “فرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة في العقد”، لتعبئة الجهات الفاعلة وتوليد الإجراءات والشراكات.
سوف تركز الحوارات التفاعلية على الروابط بين المياه والصحة، تنمية مستدامة، المناخ والمرونة والبيئة، تعاون، وعقد العمل المائي.
لابد من الاستفادة من الفرص لخلق وعي عالمي، حول رؤيتنا، والغرض منه لتنفيذ حلول المياه والمناخ بنجاح لعالم مقاوم للأزمات يتكيف مع المناخ.
فالمياه هي في قلب التنمية المستدامة، وهي ضرورية للتنمية الاقتصادية الاجتماعية، والطاقة وإنتاج الغذاء وسلامة النظم الإيكولوجية وبقاء الإنسان، كما أن المياه كذلك في صلب عملية التكيف مع تغير المناخ حيث تضطلع بدور الرابط بين المجتمع والبيئة
الحوارات التفاعلية
وقد انتهت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة من اختيار مواضيع الحوارات التفاعلية التي ستجرى خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2023.
فالمياه الآمنة والصرف الصحي لا يسهمان في الرفاه الاجتماعي فقط، ولكن ايضا في النمو الشامل وسبل كسب العيش المستدامة، ولكن الطلب المتزايد على المياه، مقرونا بسوء إدارة مواردها، زاد الضغوط عليها في كثير من أنحاء العالم وتستغلها بعض الدول التي تكون في منابع الانهار الدولية كاداة سياسية لانتزاع حقوق الشعوب التاريخية من دول المصب في الانهار، ويضيف تغير المناخ لهذا الضغط، كما أنه يتحرك بوتيرة أسرع منا، يجب أن تحتل أزمة المياه المتزايدة مكانة أعلى في قائمة القضايا الدولية، فلنعمل معا باتجاه إقامة عالم مستدام وعقد مشحون بالعمل للمياه من أجل التنمية المستدامة
وقد أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة إطلاق العقد الدولى للعمل من أجل المياه بين عام 2018 و2028، بهدف التعجيل بالجهود المبذولة للتصدى للتحديات المتعلقة بالمياه.
اليوم العالمي للمياه
وتم إطلاق عقد العمل من أجل المياه تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للمياه الموافق 22 مارس من كل عام، وقد وقال الأمين العام إن المياه كانت على مر التاريخ، حافزا على التعاون لا الصراع. ولكنه حذر من أن غياب الإدارة الفعالة لموارد المياه سيزيد مخاطر تصاعد الصراعات بين المجتمعات والقطاعات وزيادة حدة التوتر بين الدول،
وشدد على ضرورة ألا يأخذ العالم موارد المياه، التي وصفها بالثمينة والهشة في نفس الوقت، باعتبارها أمرا مسلما به، وقال “إن الماء مسألة حياة أو موت”.
حيث تم الانتهاء من الموضوعات جنبًا إلى جنب مع المسائل التنظيمية الأخرى المعلقة خلال اجتماع تحضيري نظمه رئيس الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، تشابا كروسي في مقر الأمم المتحدة في 24 أكتوبر 2022.
علي يتم تنظيم الحوارات التفاعلية الخمس حول المسرعات الخمسة لإطار التسريع العالمي للهدف 6 التمويل والبيانات والمعلومات وتنمية القدرات والابتكار والحوكمة.
يهدف المؤتمر إلى إلهام أصحاب المصلحة على جميع المستويات بالتزامات عملية المنحى، ستشمل هذه الالتزامات “جدول أعمال المياه” كمنصة للالتزامات الطوعية والنهج الجديدة والمبتكرة.
في كلمت أمينة محمد نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، خلال الاجتماع التحضيري الذي استمر ليوم واحد ، شددت على أن المياه ضرورية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مشيرة إلى أن أزمة المياه ستصبح التهديد الرئيسي التالي لنا. وشددت على الحاجة إلى جدول أعمال شامل وشجعت المندوبين على العمل بإلحاح.
نهج جديد لمواجهة تحديات المياه
كما أكد إمام علي رحمون، رئيس طاجيكستان ، المضيف المشارك لمؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2023، على الحاجة إلى نهج جديد لمواجهة تحديات المياه، وأشار إلى الفرصة التاريخية التي أتاحها مؤتمر مارس 2023 وقد سلط مارك روتي ، رئيس وزراء هولندا ، المشارك في استضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمياه لعام 2023 ، الضوء على أهمية الاجتماع التحضيري وشدد على ضرورة قيام الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وغيرها بتقديم التزاماتها للعمل ، وتغييرات السياسات ، والتمويل للمياه. أجندة العمل.
وقال جيلبرت هونجبو ، رئيس لجنة المياه التابعة للأمم المتحدة ، المدير العام لمنظمة العمل الدولية، إن مؤتمر الأمم المتحدة 2023 للمياه، يجب أن يمثل نقطة تحول وشدد على أن النهج الشاملة ستكون ضرورية لتوليد الدعم والأفكار الجديدة.
وقد أكد لي جونهوا ، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية وأمين المؤتمر ، أن الهدف الرئيسي للاجتماع التحضيري هو تبني موضوعات الحوارات التفاعلية الخمس لمؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2023.
وبعد مناقشة صباحية تم اعتماد المحاور التالية:
المحور الأول: المياه من أجل الصحة: الحصول على المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية ، بما في ذلك حقوق الإنسان في مياه الشرب المأمونة والصرف الصحي .
المحور الثاني: المياه من أجل التنمية المستدامة: تثمين العلاقة بين المياه والطاقة والمياه والغذاء والتنمية الاقتصادية والحضرية المستدامة .
المحور الثالث: المياه من أجل المناخ ، والمرونة ، والبيئة: المصدر إلى البحر ، والتنوع البيولوجي ، والمناخ ، والقدرة على الصمود ، والحد من مخاطر الكوارث DRR.
المحور الرابع: المياه من أجل التعاون: التعاون عبر الحدود والتعاون الدولي في مجال المياه ، والتعاون عبر القطاعات ، بما في ذلك التعاون العلمي ، والمياه عبر خطة عام 2030 .
والمحور الخامس: عقد العمل في مجال المياه: تسريع تنفيذ أهداف العقد ، بما في ذلك من خلال خطة عمل الأمين العام للأمم المتحدة.
عقد الاجتماع التحضيري يوم 25 أكتوبر 2022 في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، الولايات المتحدة.
قبل الاجتماع التحضيري ، شارك ما يقرب من 1200 من أصحاب المصلحة في حوار أصحاب المصلحة للاجتماع التحضيري لمؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2023، وقد تم تنظيم هذا الحدث الذي استمر ليوم واحد لضمان أن يكون لأصحاب المصلحة مساهمة مفيدة في الاجتماع التحضيري.
“من منظور “التضامن والاستدامة والعلم”
وقد ركزت المناقشات على العوامل المحفزة لإطار التسريع العالمي للهدف 6 من أهداف التنمية المستدامة، حيث شجع رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة تشابا كروسي المشاركين على مناقشة “العوامل التي تغير قواعد العمل “من منظور “التضامن والاستدامة والعلم”، وهو شعار الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقد تضمنت الأفكار التي تم تحديدها من قبل أصحاب المصلحة خلال مناقشات المائدة المستديرة ما يلي:
اولا: حول تنمية القدرات: التعليم الشامل وتنمية القدرات من خلال نظام عالمي لمراكز وشبكات التدريب على المياه .
ثانيا: بشأن الحوكمة: دعم المياه والمناخ والغذاء وتكامل السياسات ذات الصلة على المستويين الوطني والإقليمي .
ثالثا: حول البيانات والمعلومات: نظام ومنصة عالمية مفتوحة لمعلومات المياه تدمج البيانات المادية والمجتمعية ذات الصلة
بالهدف 6 ؤ لضمان الوصول المجاني إلى المعلومات القابلة للتنفيذ والمتسقة والقابلة للمقارنة والتشغيل المتبادل على نطاق واسع وتدعم الاستعداد والمرونة.
رابعا: في التمويل: إعادة صياغة التكلفة الاقتصادية لأزمة المياه وتكلفة التقاعس عن الاستثمار في أرباح عائد المياه .
خامسا: في الابتكار: تمكين أصحاب المصلحة المعنيين للمشاركة في الابتكارات.
