“ليس كل التغيرات المناخية شر” .. انخفاض درجات الحرارة سبب زيادة إنتاجية القمح
زادت المساحة 250 ألف فدان و إجمالي ما يتوقع توريده لوزارة الزراعة (5.5 إلى 6 مليون طن)

كتب: سهاد الخضري
“قد يأتي الخير من حيث لا تتوقع”، تنطبق هذه المقولة على محصول القمح الذي شهد زيادة هذا العام على عكس الأعوام السابقة، بعد الانخفاص المتواصل في درجات الحرار، خلال الشهور الماضية، مما كان لها أثر إيجابي على زيادة المحصول.
“زاد الإنتاج هذا العام 250 ألف فدان تم زراعتها بمحصول القمح ليصل إجمالي الإنتاج لـ 3 مليون و 600 ألف”، يقول حسين أبو صدام نقيب الفلاحين بمصر في تصريح لـ” المستقبل الأخضر “، كان للتغيرات المناخية تأثيرها الإيجابي هذا العام حيث يحتاج المحصول لبرودة و هو ما توفر هذا العام مما كان سببا في زيادة الإنتاجية حيث زادت قوة الثمرة وذلك على عكس الهند التي شهدت ارتفاع درجات حرارة وتراجعت الإنتاجية .
متوسط إنتاجية الفدان 20 أردب
وفقا لأبو صدام تمثل متوسط إنتاجية الفدان لـ 20 أردب للفدان، مقارنة بإنتاجية الفدان خلال العام الماضي والأعوام السابقة، والتي بلغت 18 أردب للفدان، حيث زرعت مصر خلال العام الجاري 3 مليون و 600 ألف فدان بزيادة 250 ألف فدان هذا العام، هذا و يبلغ متوسط سعر أردب القمح 885 جنيه للأردب الواحد الذي يزن 150 كيلو.

وأرجع أبو صدام زيادة الإنتاج لـ إنخفاض درجات الحرارة، مشيرا إلى أن التغيرات الإيجابية لعبت هذا الدور على عكس الأعوام الماضية كانت التغيرات سلبية مما كان سببا في انخفاض الإنتاج بسبب درجات الحرارة التي تلعب دور هام في الإصابة بالأمراض، مضيفا هناك 22 نوع من القمح يتم زراعته في مصر، حيث تعتمد وزارة الزراعة على تنوع الأنواع بحيث لو أصيب نوع بأمراض يستبدل بآخر كما أن كل محافظة تزرع النوع الذي يتناسب مع مناخها .
تقدم أبو صدام بروشتة علاجية للمزارعين تتضمن استخدام الآلات الحديثة لمنع الهدر الناتج عن الآلات القديمة، الحصاد خلال فترات النهار، مضيفا، زيادة إنتاجنا من الأقماح هو ذروة سنام الأمن الغذائي المصري، حيث يعد القمح الغذاء الرئيسي في مصر والعالم أجمع.
300 كيلو زيادة لكل فدان
بزيادة عامه تصل إلى 300 كيلو لكل فدان عن العام الماضي في ظل تزامن ذلك مع مناخ مناسب لنمو الأقماح، و زيادة إنتاجها، مشيرا لضرورة الاستمرار في بذل الجهود لتقليص الفجوة ما بين الإنتاج والاستهلاك من الأقماح والتي تصل لـ 50% مطالبا الحكومة بالإعلان عن أسعار القمح الموسم المقبل قبل الزراعةبوقت كافي مع وضع أسعار تحفيزية لتشجيع الفلاحين على زيادة مساحات زراعة الأقماح دون التقيد بالأسعار العالمية، مع ضرورة زيادة المعروض من تقاوي الأقماح عالية الإنتاجية والمقاومة للأمراض وتوفير الإرشاد اللازم بمكان زراعة كل صنف والوقت المثالي لزراعته.
الرؤية المستقبلة لزراعة القمح في ظل تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية توضح أن المساحة المنزرعة من القمح موسم 2021 / 2022 هو 3.65 مليون فدان تحقق إنتاجا كليا لمصر بإجمالي 10 مليون طن، وقد يصل إجمال ما يتم توريده لوزارة الزراعة (5.5 إلى 6 مليون طن)
وكان تقرير لوزارة الزراعة الأمريكية قد توقع في إبريل الماضي، أن يرتفع إنتاج مصر من القمح بنسبة 8.9%، مدعومًا بزيادة المساحة المزروعة، وقال التقرير إن مصر ستنتج 10.8 مليون طن من القمح في الموسم 2022-2023 مقابل 9.9 مليون طن متوقعة للموسم الماضي.
بدوره أكد الدكتور ماهر عزيز استشاري الطاقة والبيئة وتغير المناخ لـ” المستقبل الأخضر” أن درجات الحرارة في موسم نمو القمح وحصاده هذا العام لم تبلغ الدرجات الخطيرة التي قد تؤذي المحصول، لذا كان جيدا و انتاجيته سليمة، كما لم يحدث تغيرات شاذة في درجات الحرارة خلال موسم نمو القمح وحصاده.

وأضاف عزيز قائلا، انخفاض درجات الحرارة هذا العام ساعد على تحسن الإنتاجية، وزيادتها مقارنة بالعام الماضي، متابعا قد يكون الانخفاض عامل أساسي في زيادة إنتاجية الفدان من القمح، وحال استمر الطقس في معدلاته الطبيعية سيكون تأثيره إيجابيا على محصول الزيتون، وأختتم عزيز قائلا، أي تغير مفرط في درجات الحرارة يؤذي المحاصيل، وبالتالي يؤذي محصول القمح إذا تغيرت الدرجات تغيرات حادة.
أكد مدير مشروع “مستقبل مصر” للإنتاج الزراعى المقدم طيار بهاء الغنام، أن القمح المصرى من أفضل أنواع القمح فى العالم نظرا لصلابته، فضلا عن كونه يحتوى على نسبة عالية من البروتين ونسبة الرطوبة قليلة، وهذا ما يميزه ويجعله من أفضل أنواع القمح.
من المعاش للفلاحة
قضى سنوات عمره لم يعرف مهنة سواها، ورثها أبا عن جد على الرغم من تقلده منصب هام في التعاون الزراعي، إلا أنه لم ينسى مهنة أجداده، عاد إليها مجددا بعد خروجه على المعاش يرعى أرضه و يحرثها هو عصام الدين عودة 64 عاما خريج كلية زراعة مدير إدارة التعاون الزراعي ببلقاس سابقا و مزارع حاليا يقول لـ” المستقبل الأخضر”، محصول القمح هذا العام كان مبشر للغاية على عكس العام الماضي مرجعا السبب في ذلك لإنخفاض درجات الحرارة.
زيادة إنتاجية
يقول عصام الرطوبة، تساعد على الإصابة بالصدأ والآفات، لكن نتيجة انخفاض درجة الحرارة هذا العام تراجع نشاط الصدأ الذي يعد أحد أنواع الفطريات التي تصيب المحصول وتؤثر سلبا عليه، متابعا زرعت 10 فدان، وشاء القدر أن تصل إنتاجية الفدان الواحد لـ 17 أردب مقارنة بالعام الماضي الذي بلغت إنتاجية الفدان الواحد 12 أردب، مرجعا سبب تراجع الإنتاجية العام الماضي في الارتفاع الشديد في درجات الحرارة ، إلى جانب ضعف مياه الري و الاعتماد على مياه الصرف الزراعي أما العام الحالي فالمياه كانت متوفرة إلى حد ما بالمنطقة التي تقع بها أرضي و هي ” السلسول الكبير التابعة لبلقاس محافظة الدقهلية”.
مهنة الأجداد
يتفق سمير الرفاعي 53 عاما مواليد قرية المرابعين بكفر سعد محافظة دمياط هو الأخر مع عصام، ويؤكد زيادة إنتاجيته هذا العام من محصول القمح، مرجعا السبب في ذلك لتراجع درجات الحرارة هذا العام، متابعا زرعت 3 قيراط قمح بلغت إنتاجية جزء من أرضه 14 أردب والجزء الآخر 10 أردب حيث قمت بزراعة عدة أنواع مشيرا لعدم ظهور إصابات بالصدأ هذا العام.
يقول الرفاعي الذي توارث هو الآخر مهنته أبا عن جد، ولكنه قضى سنوات في عمله كعطار بالمملكة العربية السعودية ليعود للعمل قبل 9 سنوات بمهنة أجداده خاصة و أنه لا يعرف مهنة سواها، مؤكدا نجاح زراعة أي محصول مرهون بـ3 عوامل و هم “جودة الأرض ونوع التقاوي و المناخ “الذي لعب دور كبير في نجاح المحصول هذا العام.
أخطر أنواع الصدأ
في وقت سابق، كشف معهد بحوث أمراض النبات التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي في مصر عن أخطر أنواع الصدأ التي تصيب محصول القمح و هم كالتالي:
الصدأ الأصفر : يعد أخطر أنواع الصدأ يصيب المحصول و ينتشر بمناطق بالدلتا.
الصدأ البرتقالي:- تظهر أعراض الإصابة به في أواخر شهر فبراير و مارس و تظهر الإصابة على هيئة بقع لونها بنى فاتح و مستديرة و تظهر على السطح العلوي للأوراق و قد لا تظهر على باقى النبات وينتشر هذا النوع في وسط وجنوب الدلتا وشمال الصعيد.
الصدأ الأسود: يظهر في أواخر شهر أبريل ومايو على هيئة بقع بنية اللون داكنة و غير منتظمة تلتحم و تكون بقع كبيرة حال شدة الإصابة و يصيب الأوراق و الساق و تؤدي شدة المحصول إلى ضعف وقلة المحصول، و هناك بعض العوامل تساعد على الإصابة منها الجراثيم و درجات الحرارة المرتفعة من 25 لـ 30 درجة والرطوبة العالية.
وأوصت الزراعة برش بؤر الإصابة و تكرار الرش بعد 15 يوم من الرشة الأولى مع زراعة أصناف مقاومة للصدأ.