أهم الموضوعاتأخبارتغير المناخ

كيف نفرق بين الحلول “الحقيقية” و”الزائفة” في قضية تغير المناخ؟

كشفت اتفاقات الأمم المتحدة الدولية بخصوص قضية تغير المناخ وخاصة ما انتهى إليه مؤتمر المناخ في نوفمبر الماضي في جلاسكو، أن هناك حلول زائفة وأخرى حقيقية، فالحلول الزائفة لخفض انبعاثات الكربون المسببة لاحترار الكوكب، ليست جديدة، غير أنَّ أعداد الذين يروّجون لتلك الحلول، والأموال التي تُنفق عليها، تزايدت بدرجة كبيرة خلال الأعوام القليلة الماضية.

حيث وضعت أكبر 10 اقتصادات في العالم أهدافاً للوصول إلى انبعاثات صفرية في غضون عقود، وهو ما يعد فرصة تجارية كبيرة دفعت الناس من كل الفئات للاهتمام أخيراً بمشكلة المناخ، فلم يعد الأمر يقتصر على قيام بعض الأشخاص بإرسال رسائل بالبريد الإلكتروني حول آلات حركة دائمة لا تحتاج إلى طاقة.

ويوميا تصدر بيانات صحفية تغالي في حديثها عن كل شيء، بدءاً من عمل الشركات متعددة الجنسيات عن حل أزمة المناخ عن طريق تشجيع إعادة تدوير المخلفات، وصولاً إلى الادعاء بأنَّ منتجاتها “تأتي من مصادر مستدامة”، عندما تكون الحقيقة خلاف ذلك.

أحياناً، يرشح الغسل الأخضر من هذه الحلول، لكنَّه غالباً ما يختفي من خلال خدع معقدة، ولكن مع بداية عام جديد ما هي الطرق السريعة لاختبار ما إذا كانت الحلول المناخية تستحق الالتفات إليها:

بعض الحلول يتم الحديث عنها باعتبارها إسعافات أولية ضرورية حتى يتم التوصل إلى حلول حقيقية، تحت هذا التصنيف، تقع تعويضات الكربون.

إذا نفّذت بطريقة ملائمة، قد تثبت اعتمادات الكربون أنَّها وسيلة قادرة على إزالة نسبة ضئيلة من انبعاثات الاحتباس الحراري العالمية، هذه الإمكانية، برغم ذلك، غالباً يتم تضخيمها حتى تتجاوز حد المعقول، بهدف تبرير استمرار تلوث أشد خطورة بمراحل عدة.

مشكلة تغير المناخ لن يحلها قتل المتسبب في التلوث أو زيادة البصمة الكربونية بالرصاصة الفضية كما في الأفلام، غير أنَّ ذلك لا يمنع العديد من الادعاء، مثلاً، لو كان العالم فقط يتبنى نظام ضرائب الكربون، أو يموّل تطوير الاندماج النووي؛ فسيتوقّف ارتفاع حرارة الكوكب.

يجب دائماً أن نتوخّى الحذر من شخص يزعم أنَّ لديه الإجابة الواحدة والوحيدة لمشكلة متعددة الجوانب مثل هذه المشكلة.
هذا لا يعني أنَّ الأفكار الغريبة والمضحكة غير مرحّب بها، وإنما لا بدّ من إثبات إمكانية تطبيقها خارج المعامل.

قصة “جلوبال ثرموستات” (Global Thermostat)، الشركة الناشئة في الولايات المتحدة التي وعدت بصناعة آلات يمكنها امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الهواء بتكلفة زهيدة، وبعد عقد من الزمان لم يكن لديها ما تقدّمه.
غالباً ما تكتسب الأفكار مصداقية، عندما يدعمها أشخاص تثق بهم، لكن هذا لا يكفي في كل الأحوال.
لو نظرنا إلى المبالغ المالية الكبيرة التي توجّه إلى الصناديق الملتزمة بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة التي تدعم الشركات التي يفترض أنَّها تعالج المشكلات البيئية والاجتماعية ومشكلات الحوكمة، وفي الواقع؛ فإنَّ الاستثمار المستدام يتعلق بالمحافظة على الأرباح، لا على الكوكب.
الإجراءات لا تنجح كلها كما يروّج لها في الدعاية، وبعضها يؤدي إلى نتائج عكسية، وبطريقة مذهلة ولافتة، فالتزاحم على تقديم حلول لمشكلة المناخ، يأتي من جهات كثيرة في المجتمع.

بيع إحدى الشركات، على سبيل المثال، قد يساعد على حذف بعض الانبعاثات الكربونية من قائمة المركز المالي، غير أنَّه وبطريقة غير مقصودة ينتهي الأمر بذلك إلى زيادة إجمالي الانبعاثات.

هذه القائمة لا تشمل كل شيء، لكنَّها تعطيك فكرة عن كيفية استبعاد بعض الحلول الرديئة، ومع تزايد الضغوط على الشركات والحكومات لكي تفصح عن حجم الانبعاثات لديها؛ يصبح من الأسهل تدريجياً متابعة أدائها. وفي نهاية المطاف؛ يظل السؤال: هل تنخفض الانبعاثات لديها بالقدر المطلوب علمياً؟

تابعنا على تطبيق نبض

Comments

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: