أهم الموضوعاتأخبارالتنمية المستدامة

كيف نحقق الاكتفاء الذاتي من اللحوم والألبان؟ تحسين الصفات الوراثية وخطة لزيادة موارد العلف

التوسع في زراعة الأعلاف المعمرة كالبرسيم الحجازي وعلف الفيل واستنباط سلالات ذو إنتاجية أعلي

كتب : محمد كامل

26 كجم نصيب الفرد من الحليب بحلول منتصف ستينيات القرن الجاري

يقول الدكتور أسامة المالكي، رئيس قسم بحوث تربية الجاموس، بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، إن إنتاج اللحوم من الجاموس والأبقار وصل إلى 70 % من الإنتاج الكلى من اللحوم، منها 80 % مزارع إنتاج مكثف، و20 % من الإنتاج الريفي، موضحاً أن الدولة تقوم بجهود للنهوض بالثروة الحيوانية للوصول إلى الاكتفاء الذاتي، خاصة أن الإنتاج المحلي لا يمثل إلا حوالى 51 %من الاحتياجات الفعلية، ويتم سد النقص عن طريق استيراد اللحوم بأنواعها.

وأضاف د.المالكي ، في تصريح لـ” المستقبل الأخضر”، أن بعض البيانات الإحصائية للعام 2022 تشير إلي أن الإنتاج الحيواني حاليا لا يكفي الاحتياجات المطلوبة من البروتين، مما ترتب عليه وجود فجوة‭ ‬غذائية دفعت الدولة إلي التوسع في استيراد اللحوم المجمدة والحيوانات الحية، بدلا من تبنيها خطة تنمية موارد إنتاج البروتين الحيواني.

الثروة الحيوانية

معوقات 

ولفت د.المالكي إلى أن من أسباب قصور الإنتاج الحيواني، هي وجود معوقات عديدة منها‬‬: ضعف التراكيب الوراثية للحيوانات الزراعية‭ ‬بسبب قلة العناية الغذائية والصحية‭ ‬لها،‭ ‬25‭ ‬٪‭ ‬من الحيوانات تتعرض للنفوق في السنوات الأولي من أعمارها، بسبب تعرضها لمرض الالتهاب الرئوي الذي يتسبب في نفوق نحو‭ ‬70٪‭ ‬منها سنويا‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

وأكد المالكي، ‬‬‬‬‬‬‬أن تحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم ليس صعبا، إذا تم إتباع خِطَّة عامة لحل مشكلة اللحوم من خلال استراتيجيتين، أحدهما تهتم بالبحث عن مصادر جديدة لاستيراد اللحوم وإتباع خطة ثابتة في عملية الاستيراد سواء للحوم الحية أو المجمدة‭ ‭‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.

كما يري د. المالكي ضرورة وضع خطة قومية تهدف إلي المحافظة علي أمهات الجاموس والأبقار‭ ‬والموجودة لدي منتجي الأبقار‭ “‬الذرابة‭ ” ‬بتجريم ذبحها‭ ‬وإمداد المزارعين بالوسائل الحديثة‭ ‬في تربية وتسمين العجول حيث يجب العمل علي رفع كفاءة جهاز الإرشاد الزراعي .‬‬‬‬‬

تتأثر الحيوانات بالتغيرات المناخية 

ويقول المالكي، أما بالنسبة للتغيرات الجوية والمناخية وتأثيرها على إنتاج اللحوم والألبان فإن الفترة الأخيرة أدت إلي‭ ‬زيادة ‬تهديد مستقبل مزارع الألبان حيث تؤثر درجات الحرارة الشديدة ” الإجهاد الحراري” على نمو الماشية وإنتاج الألبان ومعدلات التكاثر وهو ما يحد من شهيتها.‬

موضحاً إن الإجهاد الحراري مقلق أكثر بالنسبة للأبقار المنتجة للألبان فهناك بعض الدراسات تؤكد انخفاضا حادا في توافر الحليب المحلي خلال العقود المقبلة ليصل إلى 26 كيلوجرام للفرد بحلول منتصف ستينيات القرن الجاري، أقل من نصف ما كان عليه في عام 2011 ويقدر أن تنخفض إنتاجية أبقار الألبان بنسبة تصل إلى 10% في حالة الحر الشديد كما تؤثر الحرارة على نمو أعلاف الماشية مما يدفعنا الى استيراد أكثر من 70% من الأعلاف من أسواق من بينها من البرازيل والأرجنتين والولايات المتحدة وأوكرانيا أي تأثير لتغير المناخ على إنتاج العلف في هذه الأجزاء من العالم سيؤدي إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج على مربي الماشية في الدولة.

حليب الأبقار وتأثيره على المناخ
الأبقار وإنتاج الألبان واللحوم

عجز في أعلاف الحيوانات

يذكر المالكي أن المشكلة التي تواجه الإنتاج الحيواني في أن هناك عجز في أعلاف الحيوان حوالي 4.5 مليون طن علف مصنع، وتقدر المساحة المنزرعة من البرسيم المصري، بحوالي 5.2 إلى 8.2 مليون فدان، ما بين برسيم مستدام، وبرسيم تحريش.

وأوضح أن الأبقار والجاموس تتغذي على نوعين من التغذية، إما العلف الأخضر، وهو البرسيم، بالإضافة للمخلفات الزراعية ، مثل تبن القمح وقش الأرز، وغيرها فإن نقص محاصيل العلف وارتفاع أسعارها يسبب عجز في الإنتاج الحيواني، حيث أن المحصول الرئيسي في فصل الشتاء هو البرسيم الذي يمثل نسبة الـ 90 % من غذاء الحيوان، أما بالنسبة لموسم الصيف فتقل فيه محاصيل العلف ويكون هناك عجز بنسبة 61 %، وبالتالي تقل التغذية في موسم الصيف، مما يسبب ضعف وهزال للحيوانات، وعجز في الإنتاج الحيواني، وأما العلف المركز، وهو عبارة عن مخلوط من مواد العلف المركزة، ويتكون أساسا من الذرة الصفراء كسب فول الصويا وكسب بذرة القطن الردة، وهي غير متوفرة بالسوق المحلي، ويتم استيراد معظمها من الخارج بالأسعار العالمية.

تأثير تربية الماشية على البيئة
تربية الماشية

مقترحات للحلول

ويقترح المالكي عدة حلول منها زيادة إنتاج البرسيم، بحيث يغطي حاجة الحيوان، والجزء الفائض يحفظ كدريس لغذاء الحيوان صيفا، ثم تحسين سلالات البرسيم حتي يزيد الإنتاج في وحدة المساحة، التوسع الرأسي، وهذا دور الجهات البحثية، بالتعاون مع وزارة الزراعة زيادة المساحة المنزرعة صيفا بالمحاصيل العلفية مثل الذرة، والاستفادة من المخلفات الزراعية في تغذية الحيوان وذلك للتخلص من المشكلة البيئية التي تسببها تلك المخلفات والمساعدة في سد الفجوة العلفية، خاصة في فصل الصيف وذلك بتحسين القيمة الغذائية لتلك المخلفات وذلك بالتعاون بين الجهات الحكومية متمثلة في وزارة الزراعة ووزارة البحث العلمي مع الجهات البحثية المختلفة.

واستكمل المالكي، أن من ضمن المقترحات كذلك، التوسع في زراعة الأعلاف المعمرة التي تتواجد طوال العام مثل البرسيم الحجازي، وعلف الفيل، واستنباط سلالات جديدة تتميز بارتفاع الإنتاجية ثم الرقابة الحكومية علي أسعار خامات الأعلاف المستوردة.

المخلفات الزراعية

تابعنا على تطبيق نبض

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من المستقبل الاخضر

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading