كيف تؤثر التغيرات المناخية على حياة الإنسان؟
الطقس القاسي شكّل 9.4% من إجمالي وفيات بين عامي 2000 و2019..

مما لا شك فيه أن التغيرات المناخية تؤثر بشكل كبير على حياة الإنسان، فمناخ كوكب الأرض يتغير على مدار الزمن الجيولوجي مع حصول تقلبات ملحوظة في درجات الحرارة الوسطية، ورغم ذلك، ترتفع درجة الحرارة في هذه الفترة بسرعة أكبر من أي أوقات ماضية.
وكل المؤشرات تؤكد أن الإنسان هو المسؤول عن معظم ارتفاع درجات الحرارة في القرن الماضي بعد، أن إطلق غازات تحبس الحرارة من أجل إمداد الحياة بالطاقة، وذلك من خلال حرق الوقود الأحفوري (الفحم والغاز والنفط)، والزراعة، واستخدام الأراضي، وغير ذلك من النشاطات التي تدفع لحدوث التغير المناخي.
ما هي تأثيرات تغير المناخ على حياة الإنسان ؟
مع ازديات الثورات الصناعية في الدولة، وعمليات حرق الفحم والغاز والنفط لتوليد الطاقة، تزداد بالتالي موجات ارتفاع الحرارة، مما يؤدي ذلك إلى زيادة في هطول الأمطار الغزيرة والأكثر شدة وتواترًا في عدة أنحاء بالعالم، كما ستظل المحيطات تزداد حرارة وتتحمّض، وسيستمر مستوى البحر في الارتفاع، ويسرع ذوبان الجليد وتزداد الاضطرابات في الغابات مما يؤدى إلى الجفاف والحرائق، وانتشار الأمراض، وكل هذا سيكون له، وقد بدأ يكون له بالفعل، تأثير مدمر على حياه البشر، وقلة في المواد الغذائية وانقراض ملايين من الحيوانات البرية والمائية.
ويشير تقرير “الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ” في تحديد موعدًا لتجنب الكوارث الناتجة عن التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة، حيث يجب بحلول عام 2030 خفض انبعاثات غازات التدفئة بمقدار النصف من مستوياتها لعام 2010 حتى نتجنب الوصول إلى درجة ونصف مئوية، وناشدت الهيئة “IPCC” الحكومات باتخاذ خطوات فورية لتغيير مسار الأحداث، فكلما طالت المدة التي تتخذها الدول لفعل ذلك، زاد الاعتماد على التقنيات المكلفة التي قد تكون لها آثار ضارة على حقوق الإنسان.
وبناء على هذا فإن التوقعات تؤكد أن تكاليف الأضرار المباشرة للصحة بين 2 و4 مليار دولار سنويًا بحلول 2030، وأن تغير المناخ يؤدي لوفاة 250 ألف إضافية كل عام في العقدين التاليين لعام 2030 معظمها بين فقراء العالم، وأن الاحترار العالمي سيؤدي إلى 83 مليون حالة وفاة زائدة بحلول عام 2100، كما أن الطقس القاسي شكّل 9.4% من إجمالي وفيات بين عامي 2000 و2019.
وحث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، في تصريحات سابقة الدول على تحدد أهدافًا ذات مصداقية، لوقف زيادة الانبعاثات الغازية، وإلا “فإننا نجازف بأن تفوتنا النقطة التي يمكننا عندها تجنّبُ التغيّر المناخي الجامح، مع عواقب وخيمة على الناس وكافة المنظومات الطبيعية التي تساعدنا على البقاء أحياء”، بحسب قوله.
ومن المؤكد إن تغير المناخ يلحق الضرر بنا جميعًا، وسيظل يلحق بنا الأذى ما لم تتخذ الحكومات إجراءات للتعامل معه، غير أن الأرجح أن تكون آثاره أوضح أكثر بالنسبة لمجموعات معينة مثلاً، تلك المجتمعات المعتمدة على الزراعة والصيد البحري في تحصيل أرزاقها، فضلاً عن تلك الفئات المستضعفة والمحرومة والمعرضة للتمييز بالفعل.
وحسب الإحصائيات الأخيرة لمنظمة الأمم المتحدة، فإن تأثيرات تغير المناخ أدت خلال السنوات الأخيرة إلى، انخفاض إنتاج الأرز وفول الصويا والقمح والذرة بنسبة تتراوح بين 2 و6%، وارتفاع حالات سوء التغذية وضغوط نفسية واسعة النطاق لمن هم في سن 16 و25 عامًا.
إن التغييرات في النظام المناخي، تشكل تهديدًا واضحًا ووشيكًا لثقافتنا وتراثنا البشري، وسيكون للارتفاع المستمر في مستوى سطح البحر آثار وخيمة لا رجعة فيها على الأشخاص الذين يعيشون في الدول الجزرية الصغيرة، وهذا يعني فقدان الموائل البشرية، وفقدان الأراضي وسبل العيش ، وطرح أسئلة وجودية معقدة وصعبة ليس فقط لهذه المجتمعات ولكن أيضًا على المجتمع الدولي بأسره، وهذا يعني أيضًا فقدان الهوية الثقافية والتقاليد المادية وغير المادية.