فواتير الوقود المرتفعة قد تدفع 141 مليون شخص إلى الفقر المدقع على مستوى العالم
تأثير ارتفاع أسعار الطاقة في 116 دولة.. في المملكة المتحدة سترتفع فواتير الطاقة 40% في أبريل
توصلت دراسة إلى أن ارتفاع أسعار الطاقة الناجم عن الصراع بين روسيا وأوكرانيا، يمكن أن يدفع ما يصل إلى 141 مليون شخص آخر حول العالم إلى الفقر المدقع.
كان من الممكن أن ترتفع تكلفة الطاقة للأسر على مستوى العالم بنسبة تتراوح بين 62.6٪ و 112.9٪ منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، وفقًا لدراسة نمذجة أجرتها مجموعة دولية من العلماء نُشرت في Nature Energy.
تأثير ارتفاع أسعار الطاقة في 116 دولة
صممت الدراسة تأثير ارتفاع أسعار الطاقة على إنفاق 201 مجموعة، تمثل مستويات إنفاق مختلفة، في 116 دولة، تغطي 87.4٪ من سكان العالم.
على الرغم من الجهود التي تبذلها الحكومات لحماية المستهلكين من ارتفاع الأسعار ، قدر الباحثون، أن الإنفاق العام للأسر ارتفع بنسبة تتراوح بين 2.7٪ و 4.8٪.
ونتيجة لذلك ، قدروا أن ما بين 78 إلى 141 مليون شخص إضافي في جميع أنحاء العالم يمكن أن يتعرضوا للوقوع في براثن الفقر المدقع.
قال أحد مؤلفي التقرير، يولي شان، الأستاذ في جامعة برمنجهام: “أثر ارتفاع أسعار الطاقة على الموارد المالية للأسر بطريقتين: يؤدي ارتفاع أسعار الوقود إلى زيادة فواتير الطاقة المنزلية بشكل مباشر، بينما تؤدي مدخلات الطاقة اللازمة لإنتاج السلع والخدمات إلى دفع الأسعار، حتى بالنسبة لتلك المنتجات أيضًا، وخاصة بالنسبة للأغذية، والتي تؤثر على الأسر بشكل غير مباشر.
وأوضح “التكاليف الباهظة للطاقة والضروريات الأخرى ستدفع السكان الضعفاء إلى فقر الطاقة وحتى الفقر المدقع، وأضاف شان: “تذكرنا أزمة الطاقة العالمية غير المسبوقة هذه بأن نظام الطاقة الذي يعتمد بشكل كبير على الوقود الأحفوري يديم مخاطر أمن الطاقة ، فضلاً عن تسريع تغير المناخ.”
مستويات قياسية لأسعار البنزين والديزل
وارتفعت فواتير الغاز والكهرباء بشكل حاد العام الماضي، بينما سجلت أسعار البنزين والديزل مستويات قياسية.
وذكر تقرير أعد للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس الشهر الماضي، أن ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء قد يستمر خلال العامين المقبلين .
أدت أزمة الطاقة إلى دعوات للدول للتحرك بشكل أسرع في بناء مصادر الطاقة المتجددة، بينما لجأت الحكومات إلى الوقود الملوث مثل الفحم لضمان أمن إمدادات الطاقة.
وقال كلاوس هوباسيك، أحد مؤلفي التقرير، من جامعة جرونينجن: “إن هذه الأزمة تؤدي إلى تفاقم فقر الطاقة والفقر المدقع في جميع أنحاء العالم. بالنسبة للبلدان الفقيرة، تقوض تكاليف المعيشة المكاسب التي تحققت بشق الأنفس في الوصول إلى الطاقة والتخفيف من حدة الفقر.
وأضاف هوباسيك، أن ضمان الحصول على الطاقة بأسعار معقولة والضروريات الأخرى يمثل أولوية لتلك البلدان، ولكن السياسات قصيرة المدى التي تعالج أزمة تكلفة المعيشة يجب أن تتماشى مع أهداف التخفيف من آثار تغير المناخ وغيرها من التزامات التنمية المستدامة طويلة الأجل.
تم حث المملكة المتحدة وأوروبا على أن تحذو حذو الولايات المتحدة في تشجيع الاستثمار الأخضر من خلال قانون جو بايدن لخفض التضخم .
حاولت الدول الغربية التأثير على خزائن الكرملين من خلال وضع حد أقصى لسعر النفط الروسي مع السماح له بالتدفق لتجنب ارتفاع أسعار الوقود.
في الأسابيع الأخيرة، تراجعت أسعار الغاز بالجملة، حيث أدى الشتاء المعتدل ومستويات تخزين الغاز القوية في أوروبا إلى تعزيز الثقة، بأن الدول لن تعاني من نقص الطاقة هذا الشتاء، لا تزال هناك مخاوف بشأن كيفية استبدال الدول لإمدادات الغاز الروسية في الشتاء المقبل.
في المملكة المتحدة، سترتفع فواتير الطاقة بنسبة 40% في أبريل عندما يصبح دعم الحكومة للفواتير أقل سخاء.
تشير تقديرات National Energy Action إلى أن هناك الآن 6.7 مليون أسرة في المملكة المتحدة تعاني من فقر الوقود- وهو رقم زاد بأكثر من الضعف منذ عام 2020.
هددت منظمة السلام الأخضر الأسبوع الماضي باتخاذ إجراءات قانونية ضد حكومة المملكة المتحدة ، حيث تبين أن هدف انتشال ملايين الأسر المتعثرة من فقر الوقود من المحتمل أن يتم تفويته.
