أخبارالتنمية المستدامة

أساليب علمية لحفظ وصيانة غابات “برقش” في الأردن للتكيف مع التغيرات المناخية

47 نوعا من الأشجار و263 أزهار برية و35 نبات طبي و42 نبات بري و10 أنواع من الحيوانات البرية و44 من الطيور

كتب مصفطى شعبان 

أكد د.أحمد الشريدة، رئيس جمعية التنمية للإنسان والبيئة الأردنية، أنه يمكن حفظ وصيانة غابات “برقش الأردن” باستخدام أساليب البحث العلمي الزراعي للخروج بقاعدة من البيانات الحرجية، وذلك من خلال شبكة أمان يمكنها أن تزود المجتمعات المحلية بالفائدة الاقتصادية والاجتماعية، وتساعد على التكيف مع التغيرات المناخية والتخفيف من آثارها السلبية.

جاء ذلك في ورقة بحثية قدمها الشريدة بعنوان، “التجديد الطبيعي والحفاظ على الحياة البرية لغابات برقش الأردن”، في ورشة عمل نظمها المركز الوطني الأردني للبحوث الزراعية، بالتعاون مع الوكالة الإقليمية للغابات في إيطاليا، ضمن مشروع” المختبرات الحية عبر الحدود للزراعة الحرجية.

وأوضح رئيس جمعية التنمية للإنسان والبيئة، أن استخدام طرق الحفظ العلمية يوفر فرصة أن تكون هذه الغابات بمثابة موئل لنسبة كبيرة من الأنواع النباتية والحيوانية والطيور، بهدف إعادة التوازن للغابة للحصول على المكاسب والبيئية والسياحية؛ فيها إضافة إلى حشد التأييد لاستعادة المناظر الطبيعية للغابة.

غابات برقش بالاردن
غابات برقش بالاردن

زيادة المرونة البيئية

وأشار الشريدة إلى أن ذلك يعمل على زيادة المرونة البيئية والإنتاجية؛ والمساهمة في التجديد الطبيعي لأنواع النباتات المحلية والوطنية، بهدف العمل على كسب التأييد من أجل مزيد من التجديد والحماية، وإشراك المجتمع المحلي، وتمكينهم من استعادة النظم البيئية المفقودة وحفظها على نحو مستدام؛ وذلك بهدف العمل على التغيير الإيجابي، وتمكين المجتمع المحلي من تقديم الحلول المحلية وتعزيز المشاركة المجتمعية في استعادة النظام البيئي.

يذكر أن غابات برقش الطبيعية تقع في الجزء الجنوبي الشرقي من لواء الكورة وعلى مساحة تقدر بـ (12) ألف دونما، حيث يسود نمط غابات كثيفة من السنديانات والأشجار العريضة الأوراق والدائمة الخضرة، ويوجد فيها ( 47 ) نوعا من الأشجار الحرجية الطبيعية، من أهمها البلوط (الملول)( الشجرة الوطنية للأردن) والقطلب ( القيقب) والبطم الفلسطيني، الزعرور، العبهر، الخروب، الشربين، البلان، الدوم، الزان، الميس، السرو، الدوم، السدر ( النبق ), والصلمون والسماق والشوح والزعرور, والأرز، والصنوبر وهي تشكل آخر امتداد لغابات الصنوبر في شمال الكرة الأرضية ، تمتاز أراضي الكورة بأنها متنزه طبيعي مفتوح وبتنوع حيوي شامل نتيجة موقعها الجغرافي المتميز والفريد، حيث يوجد فيه( 47 ) نوعا من الأشجار الحرجية و( 263 ) نوعا من الأزهار البرية و(35 ) نوعا من النباتات الطبية و(42) من النباتات البرية و (10 ) من الحيوانات البرية و(44 ) نوعا من الطيور.

 الشريدة في غابات برقش
الشريدة في غابات برقش

شبكة أمان

غابات برقش تمثل هي البقية الأخيرة من الغابات البرية الطبيعية التي كانت تغطي شمال الأردن في ألازمنه الماضية، هي من أجمل الغابات الطبيعية في الأردن قاطبة وأكثفها، اذ تقدر كثافتها بين 70- 80 % من مساحة الدونم الواحد.
والعمل “لإعادة بناء” المناظر الطبيعية للغابة بطريقة تتسم بالإنصاف والإنتاجية وتجنب المخاطر التي تتعرض لها النظم الإيكولوجية في الغابة.

وأوضح الشريدة، أن الغابة تعمل كشبكة أمان يمكن أن تزود المجتمعات بالغذاء والدخل المالي، وتساعد على التكيّف مع تغير المناخ والتخفيف من حدته، وتكون بمثابة موائل لنسبة كبيرة من الأنواع النباتية والحيوانية والطيور، وإعادة التوازن للفوائد البيئية والاجتماعية والاقتصادية للغابة.

الحيوانات البرية في غابات برقش
الحيوانات البرية في غابات برقش

حاول الباحث أن يقدم في وقته آلية لمعالجة المساحات الفارغة في الغابة والتي تم اجتثاثها لأسباب مختلفة أو التي لم تكن مزروعة سابقا وحشد الدعم لاستعادة المناظر الطبيعية للغابة المتدهورة على نطاق محدود، وبالتالي زيادة المرونة البيئية والإنتاجية والمساعدة في التجديد الطبيعي لأنواع النباتات المحلية والوطنية .
ومن أهم المعوقات التي رصدها الشرايدة، عدم وجود دراسات سابقة وعدم توفر مخصصات مالية كافية، إضافة إلى ضرورة موافقة السلطات المختصة على الشروع في المعالجات الفنية .

غابات برقش - الاردن
غابات برقش – الاردن

ومن ضمن التوصيات التي وجه بها الباحث:
1- القيام في فصلي الخريف والشتاء ومن خلال المشاركين في المسارات الريفية داخل الغابات بإعطائهم بذور لأشجار صالحة للإنبات من اجل زراعتها في الأماكن الجرداء في الغابة.
2- “كرات الأرض”، وهي كرات تصنع من الطين على شكل كرة التنس يوضع فيها مجموعة من البذور لأشجار حرجية وأزهار برية ونباتات طبية وعطرية تعطى إلى عشاق اكتشاف الغابة لإلقائها في إمكان نائية داخل الغابة، وعند قدوم فصل الشتاء تحلل هذه الكرات بفعل مياه الأمطار، وتتوزع البذور على الأرض حيث تنبت لاحقا بفعل مياه الأمطار .

3- استزراع شتلات وبادرات صغيرة للأشجار الأصلية التي كانت تعيش في المنطقة من أجل إكثارها مثل شجرة القيقب .
4- ” الجار الطيب”، هو عمل برنامج توعية إلى القاطنين بجوار الغابة من اجل كسب تأييدهم من اجل المزيد من التجديد والحماية ، ويعد إشراك الناس وتمكينهم من استعادة الغابة وحفظها واستخدامها على نحو مستدام خطوة أساسية نحو التغيير الإيجابي ويساعد تمكين المجتمع على تقدّم الحلول المحلية ويعزز المشاركة في استعادة النظام البيئي.

تابعنا على تطبيق نبض

Comments

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
%d