د. أحمد يحيي راشد: عودة حجر رشيد إلي موقع اكتشافه في قلعة قايتباي.. حقوق الحضارة وCOP27

من خلال المشوار الممتد لما يقارب من 40 عاما، كان به محطات، ومطبات من الدراسات والبحوث التي ترتبط بقضايا الاستدامة، ودراسات المستقبل، وملف حقوق حضارة لبناء حضارة، بالتعاون مع مراكز البحوث والدراسات والجامعات في مصر والعالم.

واشتملت دراسات المشاركة الشعبية ومؤتمر المدن المتوسطة المستقبلية المستدامة، وفكر الخروج من الوادي الضيق، وأولمبياد الأمل والعمل لبناء إنسان ومجتمعات قناة السويس مصر، ومؤتمر استدامة المشروعات الكبرى، ومؤتمر التراث الأخضر وكيف يمكن توظيف الهرم الأخضر في بناء مبني دور عبادة، ودراسات سيناريوهات المجتمعات الصحراوية وممر التنمية والتعمير للعالم الفاضل فاروق الباز ببناء أجيال واجيال من خلال دراسات وأفكار مشروعات التخرج، وأبحاث الماجستير والدكتوراه، والبحوث المتعددة، ومؤخرا تم يوم 30 مارس 2022، ندوة علمية في مركز بحوث الإسكان والبناء، تباحثنا فيها بسؤال ضمن حقوق حضارة لبناء حضارة من خلال ندوة بعنوان “تقييم الهرم الأكبر من منظور الهرم الأخضر”.

واشتملت على دراسة الهرم من خلال المعايير السبعة المرتبطة بالهرم الأخضر، ونتائج علمية تحقق مفاهيم حقوق حضارة لبناء حضارة، ونوقش معها كيف يمكن أن يتم تفعيل الهرم الأخضر في استدامة منظومة صناعة البناء.

ومع تزامن ما تقوم به الدولة من مجهودات، ومبادرات على مستوى مصر والعالم، وإعلان الجمهورية الجديدة، والأحداث العالمية المرتقبة من افتتاح المتحف الكبير، ومؤتمر المناخ COP27 بشروم الشيخ، كان هناك مبادرة عملية هامة في رؤيتي المتواضعة، وتعتبر نموذجا أو كبسولة لكل ما طرحته من أفكار واجتهادات 40 في خلال المشوار، وتم عمل لقاء يوم 18 إبريل في الاحتفال باليوم العالمي للتراث، وعنوانه هذا العالم “التراث الإنساني والتغيير المناخي”، وشارك في ذلك الحوار تحالف شارك من حوالي 30 خبيرا من العلماء من الجهات والمؤسسات العلمية المختلفة، وكذلك العالم الفاضل د. فاروق الباز، كل منهم سيكون له دورا في المبادرة العلمية لتحالف اليوم العالمي لحقوق حضارة، ومعها المبادرة العلمية بعنوان: “المبادرة العلمية لعودة حجر رشيد الي موقع اكتشافه في قلعة قايتباي ببرج رشيد”.

نموذج لا يوجد له نظير في العالم

هذه الاحتفالية تتضمن مثال ونموذج لا يوجد له نظير في العالم، وللتغير المناخي في نقطة التقاء البحر المتوسط مع نهر النيل، ومعايير الأمم المتحدة وللتنمية المستدامة، ورؤية مصر 2030، ومبادرة حياة كريمة، وتتواكب مع مؤتمر التغير المناخي،COP27، ومثال لقيمة تاريخية، أثرية، سياحية، إمكان اكتشف به حجر رشيد، واقترحت أن تتم احتفالية في يوم 19 يوليو من كل عام (يوم اكتشافه)، وتكون احتفالية مهيبة لحلم العودة حتي يتحقق بعد أن التنمية البشرية والعمرانية والأثرية، والارتقاء بالمكان، والإنسان ليمكن استقبال وعودة الحجر، وأن تتم المبادرة العملية بإدراك ما بها من فرص وتحديات.

فهذه المبادرة العلمية تدرك قيمة حدث اكتشاف حجر رشيد تاريخيا وعلميا، وما له من أهمية وخصوصية، ويتزامن ذلك مع الاحتفال بمرور 200 عام لفك شامبليون، رموز اللغة المصرية القديمة، الهيروغليفية، لحجر رشيد، ولابد أن يكون هناك نمط جديدا لسياحة حقوق حضارة تساهم في بناء الحضارة، وزيارة الأماكن التي اغتصبت منها كنوز الحضارة، بكل ما تم من إحداث، مع ربطه تلك المواقع الأصلية بمكانها اليوم في المتاحف العالمية، والتأكيد أن تواجدها هناك هي مرحلة استضافة مؤقته ليوم تعود فيه لمكانها الأصلي.

وضمن بناء حضارة، فإن منطقة برج رشيد لها أيضا أهمية عظمي، لابد أن تطرح في مؤتمر التغير المناخي 2022، كنقطة تميز في طرح قضايا التغيير المناخي، وغرق سواحل البحر المتوسط ( التقاء النيل مع البحر المتوسط)، والتي عانت أيضا من إشكالية بيئية نتجت من بناء السد العالي، وانحسار الطمي من الفيضان، ومعها برج رشيد بها كافة متطلبات التنمية البشرية، فهي طاردة للسكان، ومحدودية فرص العمل للشباب لانحسار مهنة الصيد والزراعة، ولذا تحدث منه الهجرة الغير شرعية، وذاكرة مأساة مركب رشيد 2016.

وأن الدولة فعليا، وعمليا وضعت خطة للتنمية الشاملة لمنطقة رشيد التاريخية تتضمن مدينة رشيد الأثرية، ومدينة رشيد الجديدة، وتطوير في قرية برج رشيد، ومن المؤكد أنها ستكون ضمن مشروع حياة كريمة، ويتوفر في برج رشيد كافة متطلبات المشروع، وكذلك قضايا لابد أن تدرس وتتدارس في إطار مفاهيم بناء حضارة لمجتمعات مستدامة خضراء، ويمكن معها مشاركة وشراكة المجتمع المصري والدولي في ملف يطرح للنقاش والحوار، والجدال في عدة محافل، ومنها COP27، من خلال حوار العقل والعلم، ومشاركة مجتمعية لأصحاب الحضارات، ومعها مجتمع عالمي فيه من المنصف، والمتفهم، ومن يدعم طلبك، ويدعم عدالة المطلب.

الإعداد والتخطيط

ويحتاج ذلك الملف الإعداد والتخطيط والسؤال ما الضرر، وما الفوائد من تلك المبادرة، وفي مناقشات وحوارات طرحت في ذلك الأمر سواء من خلال دورة في الأكاديمية الملكية للهندسة بلندن، وفي لقاءات بالسفارة البريطانية أو في المكتب الثقافي في لندن أو مع اليونان التي تطالب أيضا بعودة قطع أثرية غالية من المتحف البريطاني، تجد أن الأمر مقبولا سواء من خلال حوارا، ونقاشا وجدالا، وأنه ليس قتالا.

ورغما من تواجد حجر رشيد في المتحف البريطاني، فأنك تطرح عليهم من منظور الحقوق أن يكون لهم مسئولية في دعم المبادرة العلمية، لعودة حجر رشيد إلي موقع اكتشافه في برج رشيد، وعليه كل حق لابد من البحث عنه، وقابل للتحاور مع الفهم أن الحجر اخذ كغنيمة حرب في وقت لم نملك قرار، وإن عودة الحجر طلب مشروع، ولكن سيحتاج مساحات من توفيق الأوضاع زمنيا وعلميا وعمليا وتفاوضيا، لضمان العودة الأمنة لحجر رشيد.

مبدأ win win

ويكون هناك مبدأ win win لطرفي المعادلة بين موقع أصلي يعاني من كل متطلبات الحياة الكريمة، وموقع شاءت الظروف معه لاستضافة الحجر، ويجد هناك كل الاهتمام، والتقدير، ولكنه في النهاية هي مرحلة استضافة، وتكون كلمة الاستضافة الكلمة المهذبة لوصف الحالة.

وتنادي المبادرة من خلال أيضا أن يتم استحداث صناعات حرفية للمجتمع المحلي في برج رشيد، بتوظيف دور المرأة، والشباب مع إعداد المجتمع لدور رئيسي في سياحة حقوق حضارة، وتكون مخرجات تلك الحرف والصناعات المنتجة في برج رشيد السبيل الأوحد، والأخلاقي للهدايا والتذكاريات المرتبطة بحجر رشيد، سواء التي تباع في المتحف البريطاني أو في مصر أو في أي مكان في العالم.

وعليه توظيف كافة طموحات التنمية الشاملة والبشرية، وحياة كريمة واستدامة التراث، والحرف اليدوية وسياحة حقوق حضارة وغيرها في منطقة تنتظر أن تنطلق، ومعها سيكون ما سيحدث مع حجر رشيد وعودته لبرج رشيد سيمكن أن يكون مرجعا ومستندا سيحدث لكل القطع الغالية مثل رأس نفرتيتي، والزودياك بالمثل بالعزم والعزيمة إن شاء الله.

هذا طرح علمي يحتاج دعم دولة ومؤسسات، وخبراء كما يحتاج إعداد وعمل وبحوث ودراسات، ولكن في النهاية مسئولية جيل لابد أن يطالب بحقوق تمتد من الأجداد صانعو الحضارة إلى الاحفاد أصحاب الحقوق.

تابعنا على تطبيق نبض