عبوات البلاستيك القديمة تسدد الرسوم المدرسية للطلاب
أعادة تدوير البلاستيك أصبحت مرادفاً لمعالجة قضايا الفقر..

زجاجة المياه الفارغة أو زجاجة المياه الغازية أو عبوة عصائر، قد تنقذ طفل من الشارع أو تدفع مصروفات المدرسة، أو تأمين المتطلبات الأساسية للعيش في المناطق الفقيرة.. هذه هي المبادرة التي تبنتها شركة بنك البلاستيك الكندية، لسكان هايتي التي تعد واحدة من أفقر دول العالم وفقاً للأمم المتحدة.
وفي هايتي، لا يستطيع أكثر من 200 ألف طفل، الالتحاق بالمدرسة، بسبب نقص المال، ما يجعل المشروع وسيلة قابلة للتطبيق للتغلب على مشكلة محو الأمية.
ويمكن أن تجعل إزالة البلاستيك من المراكز الحضرية البيئات المحلية أكثر جودة من الناحية الجمالية، ما يجذب السياحة، ويوفر فرصاً اقتصادية إضافية.
وتعمل شركة بنك البلاستيك الكندية، لإحداث ثورة في أنظمة إعادة التدوير في العالم، لخلق اقتصاد بلاستيكي متجدد وشامل ودائري، ففي هايتي تجمع النفايات البلاستيكية من قبل السكان المحليين لبيعها لعلامات تجارية عالمية، لإعادة تدويرها واستخدامها.

وبعد أسبوع يتم وزن البلاستيك تمهيداً لفرزه وتقطيعه وصهره إلى حبيبات، وبيعه “مواد أولية” لتصنيعها في كل شيء، بدءاً من العبوات الخاصة بمنتجات التنظيف حتى الملابس.
الشركة الكندية مقرها الرئيسي في مدينة فانكوفر، بكولومبيا البريطانية، تطبق استراتيجيات متكاملة لجعل المجتمع المحلي أكثر مرونة، وقدرة على التكيف والاستعداد للضغوط المرتبطة بالمناخ، من خلال تسييل النفايات البلاستيكية وربطها بسلاسل التوريد العالمية.
بعد تجميع البلاستيك يعاد تدويره ومعالجته إلى مواد خام جديدة، تسمى -البلاستيك الاجتماعي-، تباع للشركات المصنعة لإنتاج مواد صديقة للبيئة وقابلة لإعادة التدوير. وبهذا تكتمل الحلقة البلاستيكية، ما يخلق اقتصاداً دائرياً مستداماً.
ويتلقى جامعو النفايات البلاستيكية المحليون مقابل مادي مقابل كل قطعة بلاستيكية، ما يساعد على تحسين البيئة المحلية والتخفيف من حدة الفقر، إضافة إلى الحدّ من انتشار مرض الملاريا.
وبحسب الشركة، يجمع البلاستيك على محيط 50 كم من الممرات المائية أو المناطق الساحلية، ويقدم المشروع مجموعة واسعة من الفوائد البيئية، ويوفر للعائلات فرصاً لتحسين الدخل.
وفي كثير من الأحيان، تتمثل استراتيجية إدارة النفايات البلاستيكية في التخلص منها مباشرة في الممرات المائية المحاطة بالمحيطات، أو بجمعها وحرقها، ما يوفر أرضاً خصبة لتكاثر البعوض، ويسهل انتشار أمراض استوائية، مثل الكوليرا.
ويمكن أن تعيش النفايات البلاستيكية العائمة لآلاف السنين، فيما يؤدي حرقها إلى إطلاق ملوثات، مثل الديوكسينات، تتراكم في البيئة وتؤثر سلباً في صحة الإنسان.
كما يمكن أن تتسرب المواد الكيميائية الضارة الموجودة في البلاستيك المدفون في أعماق مكبات النفايات، إلى المياه الجوفية. وغالباً ما تبتلع الحيوانات البحرية مخلفات بلاستيكية تحتوي على مواد كيميائية، ويمكن أيضاً أن تسمم الحياة البرية.
ويدخل حوالي 8 ملايين طن متري من البلاستيك إلى المحيطات سنوياً، أي ما يوازي تفريغ شاحنة قمامة من البلاستيك في المحيط كل دقيقة. وإذا استمرت الاتجاهات الحالية، فسيكون هناك 12 مليار طن متري من النفايات البلاستيكية في العالم بحلول عام 2050، وسيفوق البلاستيك الملقى في البحر عدد الأسماك الموجودة فيه.
المشروع تم تصميمه ليكون حلاً سهلاً للأعمال إلى حدّ كبير، فتطبيق (البلوك تشين) المستند إلى الهاتف المحمول، الذي يدير المدفوعات ويخزن الائتمان ويتحقق من صحة المطالبات، يعزز بشكل كبير من إمكان توسيع «البنك» إلى أسواق جديدة.
تأسس بنك البلاستيك عام 2013، وبدأ فعليا عام 2014 في هايتي، ونتيجة لنجاحه في هايتي انطلق إلى جنوب شرق آسيا، ومنذ نوفمبر 2016، بدأ العمل في إنشاء البنك في دول أخرى في جنوب وشرق آسيا.
وتقول الشركة إن البلدان التي تختار التوسع فيها هي تلك التي لديها معدلات عالية مرتفعة جدا من التلوث البلاستيكي والفقر، خصوصاً البلدان التي تفتقر إلى البنية التحتية للتخلص من عبوات الاستخدام الواحد.
ويعتمد نموذج الأعمال على دعم وتحسين مرافق إدارة النفايات الحالية، وتحديداً قدرتها على معالجة المواد البلاستيكية المعاد تدويرها.