أهم الموضوعاتأخبارالطاقة

صدمة عالمية في إمدادات النفط.. الوكالة الدولية تدعو لتأمين الطاقة وسرعة التحول للمصادر الجديدة

ثلاثة ملايين برميل يوميا من النفط الروسي قد لا تتوافر في السوق اعتبارا من أبريل المقبل

كتب محمد ناجي 

أدت الحرب الروسية الأوكرانية، إلى تقلبات كبيرة في أسعار النفط التي اقتربت من مستويات قياسية، حيث وصل سعر برميل خام برنت منذ أيام إلى 139,13 دولارا، وتعد روسيا أكبر مصدر في العالم مع ثمانية ملايين برميل يوميا من النفط الخام والمنتجات المكررة الموجهة لبقية العالم.

وعلى إثر ذلك أبدت وكالة الطاقة الدولية في بيان لها مخاوفها من وقوع “صدمة” عالمية في إمدادات النفط نتيجة العقوبات المفروضة على روسيا، وتقدر الوكالة أن ثلاثة ملايين برميل يوميا من النفط الروسي، قد لا تتوافر في السوق اعتبارا من أبريل المقبل، ويمكن أن تزيد هذه الكمية إذا ما شددت العقوبات ضد موسكو، ولا توجد بدائل في الأفق لتعويض هذا النقص، خاصة وأن البلدان المصدرة، ترفض رفع مستوى الإنتاج.

وخلصت الوكالة إلى القول إنه إذا كان الوضع الحالي يشكل تحديا هائلا لأسواق الطاقة، فإنه يمثل أيضا “فرصا”، بحيث أن “التوافق الحالي بين العوامل الاقتصادية وعوامل أمن الطاقة يمكن أن يسرع التحول على حساب النفط”.

ولفتت الوكالة، التي تقدم المشورة للدول المتقدمة بشأن سياسة الطاقة الخاصة بها في تقريرها الشهري، إلى أن “احتمال حدوث اضطرابات واسعة في الإنتاج الروسي قد يحدث صدمة عالمية في إمدادات النفط”.

وأشارت وكالة الطاقة الدولية، إلى أنه ما من مؤشرات كثيرة إلى زيادة العرض من الشرق الأوسط أو إعادة توجيه كبرى للتدفق التجاري، في مواجهة هذه الخسائر.

وترفض منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها في إطار “أوبك+” وخصوصا روسيا زيادة إنتاجها لتهدئة السوق وتصر على زيادة تدريجية قدرها 400 ألف برميل يوميا كل شهر.

وتقول الوكالة: لا تبدي الدول التي تملك قدرات إنتاج إضافية- السعودية والإمارات- أي رغبة في زيادة الإنتاج في حين أن أفق عودة إيران، في إطار اتفاق محتمل حول الملف النووي، لن يكون في المستقبل القريب.”.

وتقدر وكالة الطاقة الدولية أن الصادرات الإيرانية قد تزيد بحوالى مليون برميل في اليوم على ستة أشهر، وبالتالي ليست كافية لتعويض خسارة النفط الروسي.

أما فنزويلا التي استأنفت واشنطن الحوار معها، فلن تتمكن من جهتها من تقديم إلا مساهمة “متواضعة” في حال رفع العقوبات الأمريكية.

خارج “أوبك”، ستزيد دول أخرى بالتأكيد إنتاجها- البرازيل وكندا والولايات المتحدة وجويانا- لكن القدرة “محدودة” على المدى القصير، الولايات المتحدة لديها خصوصا قدرة كبرى مع احتياطها من النفط الصخري، لكن هذا الأمر سيستغرق أشهرا لكي يتحقق.

من جهة الطلب، خفضت وكالة الطاقة الدولية أيضا توقعاتها للنمو للعام 2022 بحوالى مليون برميل في اليوم بسبب أثر ارتفاع أسعار المواد الأولية والعقوبات ضد روسيا على الاقتصاد العالمي.

من المرتقب أن يرتفع الطلب العالمي بمعدل 2,1 مليون برميل في اليوم هذه السنة ليبلغ إجمالي 99,7 مليون برميل في اليوم.

تقول وكالة الطاقة الدولية التي تأسست عام 1974 لمواجهة الصدمة النفطية، إنها ستنشر هذا الأسبوع توصيات من أجل خفض الطلب على المدى القصير. في بعض الدول، تم اقتراح على سبيل المثال خفض حدود السرعة على الطرقات وخفض أسعار النقل المشترك أو اللجوء الى العمل عن بعد.

وخلصت الوكالة إلى القول إنه إذا كان الوضع الحالي يشكل تحديا هائلا لأسواق الطاقة، فإنه يمثل أيضا “فرصا”، بحيث أن “التوافق الحالي بين العوامل الاقتصادية وعوامل أمن الطاقة يمكن أن يسرع التحول على حساب النفط”.

تابعنا على تطبيق نبض

Comments

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: