صدمة جديدة من طبقة الأوزون.. تغير المناخ وتسخين الأرض سببه إضعاف آليات تبريد حرارة الكوكب
تغيرات الأوزرون مسئولة عن ثُلث حجم الاحترار العالمي للأرض

كتب محمد ناجي
طبقة الأوزون هي درع هش من الغاز يحمي الأرض من الجزء الضار من أشعة الشمس، مما يساعد على الحفاظ على الحياة على كوكب الأرض، هذا ما نعرفه عن ” الأوزون” لكن الجديد فأظهرته دراسة حديثة نشرتها “جامعة ريدينج” البريطانية، أكدت أن الأوزون له دور مهم في تغير المناخ وتسخين الأرض عن طريق إضعافه لأحد آليات تبريد حرارة الأرض.
وكشفت الدراسة عن التغيرات في مستويات الأوزون في طبقتين من الغلاف الجوي للأرض، ففي طبقة التروبوسفير (أدنى طبقة من الغلاف الجوي للأرض)، زاد الأوزون، وهو خبر سيئ لأنه يعمل كغازات دفيئة، حيث يحبس الإشعاع طويل الموجة، وبالتالي يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض، وفي المقابل أيضا نجد أن انخفاضا في مستوى الأوزون قد حصل في الستراتوسفير (الطبقة التالية من طبقة التروبوسفير)، لأنه في هذه الطبقة يعمل على وقاية الأرض من الأشعة فوق البنفسجية الواصلة من الشمس.
وتوضح الدراسة البريطانية، أن التغيرات في مستويات الأوزون في الغلاف الجوي العلوي والسفلي كانت مسؤولة عما يقرب من ثلث الاحترار الذي شوهد في مياه المحيطات المتاخمة للقارة القطبية الجنوبية، في النصف الثاني من القرن العشرين.
ارتفاع درجة حرارة الكوكب
ووفقا للدراسة، فإن كلا من هذه التغيرات في مستويات الأوزن في طبقتي الغلاف الجوي العليا والسفلى قد أدت إلى إضعاف آلية التبريد الطبيعي للمحيط الجنوبي، وبالتالي أسهمت في ارتفاع درجة حرارة الكوكب، فالمحيط الجنوبي يسهم في دوران المحيطات، ويعمل على نقل الحرارة من خط الاستواء إلى القطبين، مما يتسبب في التبريد العالمي لكوكبنا.
وبحسب مجلة Nature Climate Change ، قالت الدكتورة ميكائيلا هيغلين، الأستاذ المساعد في جامعة ريدينغ وإحدى معدي الدراسة “يمتص المحيط الحرارة الزائدة من نظام الأرض، ويعمل على موازنة الحرارة الزائدة من ارتفاع درجات الحرارة العالمية. ومع ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض بسبب زيادة غازات الدفيئة، يمتص الماء في المحيط الطاقة (الحرارة) ويوزعها بشكل متساو عبر الكوكب”.

واستخدم الفريق البحثي نماذج لمحاكاة التغيرات في مستويات الأوزون في الغلاف الجوي العلوي والسفلي بين عامي 1955 و2000، لعزلها عن التأثيرات الأخرى وزيادة فهم تأثيرها على امتصاص حرارة المحيط الجنوبي.
انخفاض الأوزون
وقد أظهرت هذه المحاكاة أن انخفاض الأوزون في الغلاف الجوي العلوي والزيادة في الغلاف الجوي السفلي كلاهما أسهم في الاحترار الملحوظ في 2 كيلومتر من مياه المحيط في خطوط العرض المرتفعة، وذلك من خلال الزيادات الإجمالية لغازات الاحتباس الحراري.
كما كشفت المحاكاة عن تسبب الأوزون المتزايد في الغلاف الجوي السفلي بنسبة 60% من الاحترار الإجمالي الناجم عن الأوزون الذي شوهد في المحيط الجنوبي خلال الفترة (1955 إلى 2000)، أكثر بكثير مما كان يُعتقد سابقا.

طبقة التروبوسفير
ووجد الباحثون أيضا أن التغيرات في مستويات الأوزون في الغلاف الجوي العلوي والسفلي كانت مسؤولة عن 30% من الاحترار الذي شوهد في مياه المحيطات المتاخمة للقارة القطبية الجنوبية في النصف الثاني من القرن العشرين، وقد كان ذلك مفاجئا لأن زيادات الأوزون في طبقة التروبوسفير كان يُنظر إليها بشكل أساسي على أن لها تأثيرا مناخيا في نصف الكرة الشمالي، لأن هذا هو المكان الذي يحدث فيه التلوث الرئيسي.