شركات العقارات “بطيئة بشكل مقلق” في الاستجابة لأزمة المناخ.. ليس لديها خطة عمل للطوارئ المناخية

كتب مصطفى شعبان

أفادت دراسة جديدة أن بعض أكبر شركات العقارات في العالم “تسير نائمة” نحو كارثة مناخية بسبب عدم كفاية الخطط لاستبعاد انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من تصميم المباني وتشييدها.

تم تقييم خمسين شركة في مجال تطوير العقارات والبناء وإدارة المباني من قبل World Benchmarking Alliance و CDP ، وهي مؤسسة غير ربحية لقياس الكربون.

وجدت الدراسة التي نُشرت الأربعاء، أن أكثر من نصف هذه الشركات (54 في المائة) ليس لديها خطة تحول مناخي، وأقل من النصف بقليل (44 في المائة) ليس لديها هدف لخفض انبعاثاتها .

كيف تستجيب شركات المباني لأزمة المناخ أمر مهم ، لأن البيئة المبنية – التي تعتمد على مواد كثيفة الانبعاثات مثل الصلب والأسمنت لبناء مدن العالم – تمثل 37% من جميع التلوث الكربوني من صنع الإنسان.

خمس شركات فقط لديها هدف صافي الصفر

حذرت الدراسة من أن الاختيارات التي تتخذها شركات المباني لتقييد الانبعاثات على المدى الطويل، لأن قرارات التصميم والبناء والتجديد التي يتم اتخاذها الآن سيكون لها تأثير دائم على قدرة الشركات على إزالة الكربون على النطاق المطلوب لتحقيق الأهداف المناخية.

وجد البحث أن خمس شركات فقط من أصل 32 شركة لديها هدف صافي الصفر، ولديها أنشطة تطوير أو تشييد كبيرة – بما في ذلك التكتل الفلبيني Ayala و Lendlease ومقرها سيدني والمشغل الكوري الجنوبي Hyundai E&C – لديها هدف صافي الصفر يتضمن انبعاثات قيد الاستخدام للمباني التي تم تسليمها.

وليس لدى أي من هذه الشركات خارطة طريق محددة زمنيًا لكيفية تسليم مباني “خالية من الكربون” بحلول العام المستهدف ، وفقًا للدراسة.

تشير الانبعاثات أثناء الاستخدام إلى البصمة المناخية للمباني المستخدمة بالفعل.

جيسينا، شركة عقارية فرنسية، هي المشغل الوحيد في الدراسة الذي يستهدف تسليم مباني جاهزة خالية من الكربون بما يتماشى مع متطلبات سيناريو صافي الصفر للوكالة الدولية للطاقة بأن جميع العقارات الجديدة التي تم بناؤها اعتبارًا من عام 2030 ستكون خالية من الكربون.

ووجدت الدراسة أن شركتين فقط، هما LEG Immobilien و Gecinaالألمانية، تطوران مبانٍ جاهزة خالية من الكربون في عملياتهما.

وجد البحث أن الشركات الأكثر توافقًا مع الأهداف المناخية العالمية كانت موجودة في بلدان ذات أهداف وطنية خالية من الانبعاثات الصفرية في موعد لا يتجاوز عام 2050 – كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة وفرنسا.

وتشمل هذه الشركات شركة Hyundai E&C الكورية ، وشركة ميتسوي اليابانية ، ومقرها في المملكة المتحدة جونز لانج لاسال، وشركة Unibail-Rodamco-Westfield (URW) ومقرها باريس.

مثيرة للقلق

لم تشمل الدراسة الشركات الآسيوية ووصف أمير سوكولوفسكي، المدير العالمي لـ CDP ، تغير المناخ النتائج بأنها “مثيرة للقلق”، “في جميع أنحاء القطاع ، نرى نقصًا في الإجراءات العاجلة المطلوبة إذا أردنا خفض الانبعاثات على النطاق المطلوب، تعد خطط التحول المناخي التي تتضمن التزامات مالية ضرورية لضمان أن تكون أهداف الشركات واقعية وقابلة للتحقيق “.

وأوضح “يجب أن تحدد خطة التحول المناخي كيف تخطط الشركة للتوافق مع عالم 1.5 درجة مئوية”، مشيرًا إلى حد الاحتباس الحراري لتجنب تغير المناخ الكارثي المنصوص عليه في اتفاقية باريس للمناخ، “يجب أن تتضمن التزامات ذات جداول زمنية واضحة لتنفيذها، بالإضافة إلى تتبع مقاييس النجاح.

ويتعين على 54 % من الشركات المدرجة في المؤشر والتي تفتقر حاليًا إلى خطط الانتقال أن تضع هذه الخطط موضع التنفيذ على وجه السرعة ويجب على الشركات الاستمرار في الكشف عن التزاماتها وإجراءاتها لضمان بقائها شفافة وخاضعة للمساءلة ” .

ظهر البحث بعد أسبوع واحد فقط من تقرير صادر عن اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ حذرش – مرة أخرى – من أن العالم على شفا مستويات كارثية من الاحتباس الحراري.

تابعنا على تطبيق نبض