رئيس COP28: إذا كنا جادين في الحد من الانبعاثات الصناعية فالحل في تقنيات احتجاز الكربون
سلطان الجابر: نحن بحاجة إلى التخلص التدريجي من الانبعاثات والنفط الخام لا يزال لا غنى عنه للاقتصاد العالمي
قال سلطان الجابر رئيس COP28، إن العالم يجب أن يكون “جادًا” بشأن التكنولوجيا الجديدة لالتقاط الانبعاثات، بدلاً من التركيز فقط على استبدال الوقود الأحفوري بالطاقة المتجددة .
وأوضح الجابر، أن مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح “لا يمكن أن تكون الحل الوحيد”، خاصة في صناعات الصلب والأسمنت والألمنيوم، حيث يصعب الحد من الانبعاثات بشكل خاص.
غير مثبتة ومكلفة
في حين أن منتجي النفط الرئيسيين في السعودية والإمارات يروجون لاحتجاز الكربون وتخزينه كعلاج للاحترار العالمي، يحذر بعض الخبراء من أن التكنولوجيا الناشئة غير مثبتة ومكلفة، ولا ينبغي أن تحل محل الجهود المبذولة للتخلص التدريجي من الهيدروكربونات.
وقال الجابر، الذي يشغل في الوقت نفسه منصب رئيس شركة النفط العملاقة “أدنوك” ومبعوث المناخ في البلاد، إن “الطاقات المتجددة ليست الحل الوحيد ولا يمكن أن تكون كذلك”.
وأوضح في حدث تكنولوجيا المناخ في أبو ظبي: “إذا كنا جادين في الحد من الانبعاثات الصناعية، فنحن بحاجة إلى أن نكون جادين بشأن تقنيات احتجاز الكربون”، مضيفا “في أي سيناريو واقعي يجعلنا نصل إلى الصفر الصافي.. سيكون لتكنولوجيا احتجاز الكربون دور تلعبه، وبدون ذلك، لن تضيف الرياضيات شيئًا.
وأضاف الجابر: “نحن بحاجة إلى التخلص التدريجي من الانبعاثات”، مؤكداً موقفه بأن النفط الخام لا يزال لا غنى عنه للاقتصاد العالمي وحيويًا لتمويل انتقال الطاقة.
جدل احتجاز الكربون وتقليل الوقود الأحفوري
يتشكل الجدل بين احتجاز الكربون، وتقليل استخدام الوقود الأحفوري باعتباره ساحة معركة رئيسية في COP28، بدءًا من نوفمبر في دبي.
في وقت سابق من هذا العام ، قالت لجنة خبراء المناخ التابعة للأمم المتحدة (IPCC) إن العالم يخاطر بتجاوز عتبة الاحترار العالمي البالغة 1.5 درجة مئوية في حوالي عقد من الزمان ، وحث على خفض كبير في انبعاثات الاحتباس الحراري .
وقال التقرير، إن أحد أسرع التحولات يجب أن يكون في مجال الطاقة ، حيث تتوسع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بشكل كبير بالفعل.
تتخذ الاقتصادات الكبرى خطوات رئيسية، حيث يحظر الاتحاد الأوروبي مبيعات السيارات الجديدة التي تعمل بالوقود الأحفوري اعتبارًا من عام 2035 ويخطط لمضاعفة إنتاج الطاقة المتجددة تقريبًا بحلول عام 2030.
وقالت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من البنية التحتية الحالية للوقود الأحفوري ستظل تدفع العالم إلى ما بعد 1.5 درجة مئوية ما لم يتم استخدام تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه المكلفة والناشئة.
قال الجابر، الرئيس المعين لـ COP28 ، تظل التكلفة عائقا”، مضيفا أنه يجب على صانعي السياسات تقديم حوافز للشركات لتسويق الحلول التكنولوجية، بما في ذلك احتجاز الكربون وتخزينه (CCS) والتقاط الهواء المباشر (DAC).
يعمل نظام CCS على التخلص من تلوث ثاني أكسيد الكربون الناتج عن إنتاج الطاقة والصناعات الثقيلة وتخزينه تحت الأرض، وبالتالي منعه من دخول الغلاف الجوي.
على النقيض من ذلك، فإن الالتقاط المباشر للهواء – الذي لا يزال في مهده – يزيل ثاني أكسيد الكربون مباشرة من الهواء المحيط ، مما يجعله تقنية “انبعاثات سلبية”.
الانبعاثات الصناعيةعملية احتيال
يتشكك بعض دعاة حماية البيئة في التركيز على احتجاز الكربون، حيث وصفه ريكس ويلر من منظمة السلام الأخضر العام الماضي بأنه “عملية احتيال”.
وقال جوليان جريساتي، مدير البرامج في جرينبيس مينا، لوكالة فرانس برس، إن “تقنيات تعويض الكربون هي إلهاء لا يمكننا تحمله”، مضيفا “لا يزال يتعين عليهم الاستمرار تجاريًا، ولم يتم إثباتهم على نطاق واسع على الرغم من سنوات من التطوير واستثمارات بمليارات الدولارات.”
في جميع أنحاء العالم ، هناك حوالي 35 منشأة تجارية تطبق احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه في العمليات الصناعية وتحويل الوقود وتوليد الطاقة، مع قدرة استيعاب سنوية إجمالية تقارب 45 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.
تبلغ انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية الحالية من جميع المصادر حوالي 40 مليار طن.
قال أول تقييم عالمي لإزالة ثاني أكسيد الكربون في يناير، إن تقنيات DAC الجديدة لا تمثل سوى جزء صغي – حوالي 0.1 % – من إزالة ثاني أكسيد الكربون في جميع أنحاء العالم.
يتم أكثر من 99 % من الاستخراج من خلال التقنيات “التقليدية” مثل استعادة وتوسيع الغابات والأراضي الرطبة التي تمتص ثاني أكسيد الكربون، وفقًا لتقرير حالة إزالة ثاني أكسيد الكربون.
وذكر التقرير، أن وضع حد للاحتباس الحراري عند مستويات مناسبة للعيش سيكون مستحيلاً دون زيادة كبيرة في استخراج ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.
