د.هبة يوسف سليمان: جامعة مستدامة لمستقبل مستدام
أستاذ هندسة الاتصالات اللاسلكية بكلية الهندسة- مقرر لجنة الاستدامة بجامعة بورسعيد
مفهوم الاستدامة بمعناه الشامل يعنى منع استنفاذ الموارد الطبيعية والمادية، للحفاظ على استدامة العمليات والإجراءات، مما يضمن للأجيال القادمة حصولها على جودة حياة لا تقل عما نتمتع به اليوم، وتنقسم مبادئ الاستدامة إلى ثلاث أبعاد رئيسية: البعد الاقتصادي، والبعد الاجتماعي، والبعد البيئي.
يركز البعد الاقتصادي على الحفاظ على الموارد الطبيعية التي تمثل مدخلات للإنتاج الاقتصادي، بما في ذلك المدخلات المتجددة والقابلة للنفاذ. بينما يضيف البعد البيئي مزيدًا من التركيز على العناصر الداعمة للحياة، مثل التربة، والمياه، وجودة الهواء، والتي يجب الحفاظ عليها من أجل المتطلبات الأساسية للحياة البشرية.
في المقابل يركز البعد الاجتماعي على الآثار البشرية للنظم الاقتصادية ، وتشمل محاولات القضاء على الفقر والجوع، وكذلك مكافحة عدم المساواة.
الاستدامة في المناهج
والجامعات كمؤسسات رائدة قائدة للمجتمعات نحو الإصلاح والتطور، انتبهت إلى مفهوم الاستدامة، واتخذته ركيزة أساسية في مناهجها التعليمية، اقتناعا بتحديات العصر القادم، وعملا على إطلاع طلابها على هذه التحديات، والتي قد تمثل حافزا لإطلاق طاقاتهم الإبداعية، لتوفير حلول مستدامة لهذه التحديات.
تغيرات جذرية في الأداء المؤسسي
وعملا بمبدأ الإدارة بالقدوة، حرصت الجامعات حول العالم على إحداث تغيرات جذرية في أدائها المؤسسي، لتمثل نموذجا حيا لمؤسسات تتخذ من أهداف التنمية المستدامة، دستورا ومنهجا، لتطوير الأداء، ومن مؤشرات أداء هذه الأهداف مقياسا رقميا تستشف منه الجامعات، تقييم أدائها في هذا الإطار.
التقييم
وتقديرا لاختلاف دور الجامعات عن دور الحكومات أو الهيئات أو الشركات، كان لابد من صياغة أكثر تخصصا لتقييم أداء الجامعات في هذا الإطار، وهو ما وفرته بشكل واضح التصنيفات الدولية للجامعات، مثل Times Higher Education Impact Ranking و QS sustainability ranking، والتي تركز على تقييم البرامج التعليمية والبحث العلمي، والنشاط الطلابي، والخدمة المجتمعية لتعزيز أهداف التنمية المستدامة.
كما تهتم بتقييم الجامعة كمؤسسة مستدامة توفر الأجور العادلة والرعاية الصحية للعاملين بها وتحسن استغلال الموارد من مياه و طاقة ومستهلكات وتتبنى فكر المساواة و عدم التمييز وتتبع أحدث الأساليب الإدارية كمؤسسات قوية تسعى للريادة.
فالجامعة هي قاطرة التغيير في المجتمعات المعاصرة.
