وجهات نظر

د.مصطفى الشربيني: cop 27 فرصة لإنقاذ العالم من “كارثة المناخ”

سفير ميثاق الاتحاد الأوروبي للمناخ - رئيس مبادرة المليون شاب للتكيف المناخي

بعد الاتفاقات في جلاسكو وعدم اعتماد التخلص السريع من الوقود الحفري واستخدام ذلك بتوصية التخفيض التدريجي للوقود الحفري، وبعد تأكيد التقرير السادس عن تغير المناخ الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ IPCC على عشرة حقائق صادمة قد تنهي البشرية والحياة علي ظهر الكوكب ناتجة أن الأنشطة البشرية أدت إلى زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

مما أدى إلى ارتفاع درجات الحرارة والتجارب نحو ذوبان الجليد القطبي، مع ذوبان التربة الصقيعية – الأرض المتجمدة – في سيبيريا ومناطق أخرى ، سيتم إطلاق غاز الميثان – وهو غاز دفيئة آخر – في الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى تفاقم تغير المناخ وارتفاع معدى سطح البحر مما سيغرق بلدان كاملة حول العالم .

فالمناطق الساحلية المنخفضة مهددة بالفيضانات بسبب ارتفاع منسوب مياه البحار ، فمنذ أكثر من 25 عاما، حين عُقدت أهم قمة للمناخ فى ريو دى جانيرو عام 1992وأعلن العالم، للمرة الأولي، التزامه تجاه الحد من الانبعاثات الغازية لمستويات يمكن السيطرة عليها.

بعد هذه القمة بسنتين تحديدا شهدت مصر أعنف موجة من السيول، حيث هطلت الأمطار بشكل غير مسبوق، خاصة فى الصعيد، وكان أكبر ضحاياها غرق قرية درنكة بأسيوط، وموت المئات يومها، وأصيبت الحياة فى بعض مناطق مصر بالشلل التام، كما تسببت الصواعق فى اشتعال العديد من الحرائق، وبلغ عدد المباني المنهارة والمتصدعة فب أسيوط والمنيا فقط نحو 6000 مبني، كما دمرت السيول آلاف الأفدنة من الأراضي الزراعية، ومن وقتها أصبحت السيول ضيفا دائما على مصر يتكرر كثيرا، ولم يكن ما حدث فى التجمع الخامس سوى استمرار لهذه التغيرات.

ولتوضيح ما يحدث نبدأ هنا بالإجابة على التساؤل.. ما هو تغير المناخ؟ بان المناخ هو متوسط الطقس في مكان ما على مدى سنوات عديدة. وان تغير المناخ هو تحول في تلك الظروف المتوسطة.

حيث تمر الأرض الآن بفترة تغير مناخي سريع، مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية بسبب الأنشطة البشرية، مثل حرق الفحم والنفط والغاز.

ووقد أصبحت أحداث الطقس متطرفة ومتقلبة – مثل موجات الحر والأمطار الغزيرة والعواصف – أكثر تواترا وشدة، مما يهدد الأرواح وسبل العيش وسيعاني الناس في البلدان الفقيرة، الأقل قدرة على التكيف، أكثر من غيرهم، كما أصبحت الظروف الجوية اللازمة لحرائق الغابات أكثر احتمالا.

مصر وتغير المناخ
وبالنسبة الي مصر، فالموقع الجغرافي للأسف يؤهلها لأن تكون أكثر المناطق تأثرا بتغّير المناخ، مصر تحضر قمم المناخ منذ اتفاقية كيوتو 1992، وتأخذ توصيات مطلوب العمل عليها، لكننا لم نستطع تنفيذ هذه التوصيات، حيث تقع مصر فى المرتبة الـ 20 فى تأثرها بهذه التغيرات المناخية وهذا مركز متقدم جدا، بينما تقع فى المرتبة الـ 100، فى تكيفها مع هذه التأثيرات، وتأثير التغيرات المناخية على مصر سوف يسبب غرق الإسكندرية والدلتا، واختفاء محاصيل زراعية وتأثر أخري، بسبب التقلبات المناخية الناتجة عن هذه التغيرات.

وسوف يسبب ذلك نقص الإنتاج الزراعي بسبب هذه التغيرات سوف يصل إلى نحو 15% فى كل المحاصيل الزراعية عدا القطن، واختفاء بعض أنواع المحاصيل، خصوصا الأكثر تأثراً بالتغيرات المناخية مثل الذرة والقمح والأرز، كما أن التأثير على مصادر المياه كبير جدا، فالمساحة التى ستغمرها المياه فى دلتا النيل تقدر بـ 1.4 مليون فدان وهو ما يمثل 25% من الأراضي الزراعية في مصر التي تبلغ مساحتها 6 ملايين فدان .

فمصر التى كانت تتميز بمناخ معتدل، حار جاف صيفا، ممطر معتدل شتاء، لن يبقى كذلك، حيث كان المناخ معتدلا، وسببا فى جذب السائحين إلى مصر، فسيكون الصيف شديد الحرارة، والشتاء متقلبا من شديد البرودة إلى شديد الحرارة، إلى وجود عواصف ورعد وبرق وغيرها.

التقرير السادس لهيئة تغير المناخ

التقرير السادس الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، لا يلفظ كلماته عند وصف التأثير الكارثي الذي يخلفه البشر على الكوكب، ومن يقرأ الملخص الافتتاحي للتقرير التاريخي “من الواضح أن التأثير البشري أدى إلى تدفئة الغلاف الجوي والمحيطات والأرض”.

يوضح التقرير أحدث العلوم المتعلقة بتغير المناخ، وما يمكن أن نتوقع حدوثه خلال العقود والقرون القادمة، باختصار، إنها ليست أخبارًا جيدة. بدون تخفيضات كبيرة للغاية في غازات الدفيئة على مدى العقود المقبلة، من المحتمل أن تتجاوز درجات حرارة سطح الأرض عتبة 1.5 درجة مئوية المحددة في اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015.

حتى لو قلصنا الانبعاثات، فمن شبه المؤكد أن مستويات سطح البحر ستستمر في الارتفاع طوال هذا القرن وقد تستمر في الارتفاع لعدة قرون أو آلاف السنين بعد ذلك أصبحت الظواهر الجوية المتطرفة – خاصة موجات الحر والأمطار الغزيرة – أكثر تواتراً منذ عام 1950 وستصبح أكثر تواتراً وشدة مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية.

ونعتقد أن مؤتمر الأطراف cop27، بشرم الشيخ سوف يعالج ما اخفق فيه مؤتمر الأطراف cop26، الذي وضع خطة طموحة من خمس نقاط للتضامن والازدهار والإنصاف ولم يحالفهم النجاح في قمة جلاسكو التي عقدتها الأمم المتحدة في نوفمبر 2021، وبرهن ذلك الي انعدام قدرة العالم الثري على تعزيز التضامن والإنصاف والازدهار مع البلدان الفقيرة ، التي عانت من أزمة المناخ، وكوفيد -19 والديون المتزايدة .

خطة خفض الانبعاثات

وفقًا لخطة الخمس نقاط التي دعمتها أكثر من 100 دولة نامية ” خفض الانبعاثات، تسريع التكيف مع تغير المناخ، مواجهة حقيقة الخسارة والضرر التي لحقت بالدول النامية من الدول المتقدمة، الوفاء بما تعهدت الدول الغنية المسئولة عن ذلك.

ففي عام 2009 بدعم 100 مليار دولار سنويًا في تمويل التخفيف من حدة تغير المناخ والتكيف، ووضع اتفاقية باريس موضع التنفيذ وآلية وتوضح كيفية قيام الحكومات بالإبلاغ عن التقدم الذي تحرزه في التخفيف، والدعم المالي ونقل التكنولوجيا”.

COP27

وتأتي قمة COP27 في شرم الشيخ في وقت تشتد فيه الحاجة وكذلك ستمثل أقصى فرصة للوفاء بوعد اتفاق باريس باستجابة عادلة ومنصفة وقوية لتغير المناخ، لقد دمر الوباء البلدان النامية، بالإضافة إلى آثار تغير المناخ المستمرة مثل الحرارة الشديدة، والجفاف والفيضانات والعواصف الاستوائية، إن الدعم في شكل الإلغاء التدريجي للديون وتخفيف عبء الديون من شأنه أن يرسل إشارة إلى أن الدول الأقل مسؤولية عن التسبب في تغير المناخ ليست وحدها في محاربته.

لا يمكن أن تكون الرسالة أكثر وضوحًا من ذلك، نحن بحاجة إلى بذل كل ما في وسعنا لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الوقت الحالي، ما لم نتخذ إجراءات رئيسية لوقف الانبعاثات، فإننا نواجه أرضًا أكثر سخونة ، وتعاني من طقس أكثر قسوة، وأقل ترحيباً من الكوكب الدافئ بالفعل الذي لدينا اليوم.

تابعنا على تطبيق نبض

Comments

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: