وجهات نظر

د.محمد المليجي: كرسي خيزران.. فرص مصر لحل أزمة استيراد الأخشاب

أستاذ علم أمراض النبات- عضو اتحاد الكتاب العرب

تحفر في ذاكرة الطفل احداث معينة وقد تكون عن أشياء لا قيمة لها عند الكبار ولكنها عند الطفل كبيرة وتسيطر على فكره وعالمه الصغير احيانا.

كان بيتنا بالقرية يحتوي ادوات واشياء لا تتوفر في بيوت غالبية الناس في قريتنا ومنها طاقم كراسي خرزان كما نسمية بالقرية او خيزران كتسميته الصحيحة.

كانت عشرة من كراسي الخرزان القيمة في المنزل وكان شكلها جميل ومريحة للغاية. ولكنها لم تكن المقاعد الاساسية في منزلنا وتظل احتياطية ومتنقلة من مكان الى آخر في البيت حسب الطلب والحاجة اليها.

كانت الكراسي مصنوعة من البامبو الناعم الملمس بينما القاعدة فقط من شرائح الخيزران المجدول بشكل بديع.

لم تكن كراسي الخيزران تستقر كثيرا في بيتنا بل تخرج دائما في جولات حول البلد حين يكون هناك فرح او ميتم.

ففي الأفراح كانت كراسينا تنعم بجلوس العروسة عليها حيث كان اهل العروسة يقترضون كرسي للعروسة التى تجلس وسط البنات الذين يغنون ويرقصون، وقد وضعت قدميها المصبوغة بالحنة في طشت به به أعواد البرسيم، عسي ان تكون حياتها الزوجية خضراء، ولكن المهم انها تجلس على أحد كراسينا الخرزان.

أما العريس فكان يسير في الزفة وسط الموسيقي والطبل ويمر في شوارع البلد منتقلا من بيت التجهيز آو الاستحمام عند صديق او قريب متجها الى بيت الزوجية، وكان أهم شيء بالنسبة لي هو أن الكلوب وكرسي الخرزان من بيتنا.

كان أحد اصدقاء العريس يحمل الكرسي، ويسير خلف العريس ليجلس عليه للراحة أمام بيوت الجيران وفرقة الموسيقي تجمع النقطة.

كان العطب يصيب هذه الكراسي أحيانا ، ويأتي عم جابر السروجي من بلد آخر يصيح باعلى صوت امام بيتنا ” اصلح الكراسي”،ونخرج له الكراسي ليصلح نسيج الخيزران المقطوع، وهو يتعجب ويسأل عن من خرق هذه المقاعد، فقلت له انا خرقت أحدهم،وانا اقفز عليه، نظر لي وقال ” جدع يا ولد” أنت قطع وأنا اصلح، لم أفهم حينها لماذا قال ذلك.

الخيزران هو في الواقع نبات البامبو الذي تقوم عليه صناعات عديدة في دول شرق آسيا.

من البامبو يمكن صناعة اساس بالكامل ومنازل ويمكن ان يدخل في صناعة السيارات وصناعة المنازل السابقة التجهيز.

هذا النبات يمكن زراعته بنجاح في مصر على ضفاف الترع والمصارف ويمكن زراعته في مزارع خاصة.

إنتاج البامبو يمكن آن يحل جزئيا مشكلة استيراد الأخشاب.

صناعات البامبو عديدة، وتحتاج عقول نيره وموهوبه لتشكل منه تحف من الأثاث، لا يقتصر البامبو على مقاعد المصائف والشرفات، كما يعتقد البعض بل تصنع منه المقاعد والطاولات وإطارات الصور والحقائب، وأشياء كثيرة نستخدمها لا يمكن حصرها.

ارفق لكم بعض منتجات البامبو، وفيلم عن أحد مزارعه التى تستخدم خامتها لصناعة الكراسي الخيزران التى ولدت لاراها في بيتنا، وعشقت اللعب والقفز عليها في اعوام طفولتي المبكرة

تابعنا على تطبيق نبض

Comments

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: