د.علاء النهرى: مستجدات التغيرات المناخيه 2021
نائب رئيس المركز الإقليمى لعلوم وتكنولوجيا الفضاء بالأمم المتحدهة

الاحتباس الحرارى وذوبان الجليد فى القطبين وارتفاع مناسيب المحيطات والبحار
الانشطه الصناعيه للدول الكبرى أدت الى زياده غازات الدفيئه والمتمثله فى ثانى واول اكسيد الكربون وبخار المار والهبدروكربونات والايروسولات، مما كان له أثرا هائلا فى رفع درجه حراره الارض مما أدى الى ذوبان كميات هائله من الجليد فى القطبين الشمالى والجنوبى والذى أدى بدوره فى ارتفاع مناسيب البحار والمحيطات فى العالم.
ومن خلال دراسه المرئيات الفضائيه لأقمار المناخ العالميه، تبين أن جرينلاند قد فقدت 18.4 مليار طن من الكتلة السطحية جراء ذوبان الجليد وتفاقم الذوبان بسبب ارتفاع درجات الحرارة في المنطقة، إضافة إلى ارتفاع درجات حرارة المحيط، مما يؤثر على مستويات سطح البحر، وانهيار الجبال الجليدية الضخمة.
ولقد أدى ارتفاع درجات الحرارة في منطقة القطب الشمالي، الى اذابه صفائح جليدية في جرينلاند بسرعة كبيرة، لدرجة أن الجليد الذي ذاب فى يوم واحد فقط، سيكون كافياً لتغطية مساحه وقدرها 170 كم 2 بمياه يبلغ ارتفاعها 5 سم.
والجدير بالذكر أن ذوبان الجليد يؤدى الى ارتفاع منسوب سطح البحر، مما يؤدى الى غرق المناطف الواطئه والتى يقترب منسوبها من منسوب سطح البحر ومن أكثر المناطق تأثراً فى العالم بالاحتباس الحرارى هى دلتا نهر النيل، نظراً لأن منسوب الأجزاء الشمالية بها لا يتعدى 50 سم، ولقد أجريت دراسات علمية عام 2010 مع عدد من العلماء الألمان بجامعة هوهنهايم بمدينة شتوتجارت عن تأثير ارتفاع منسوب سطح البحر على أراضى دلتا النيل، وأثبتت الدراسات من خلال 3 سيناريوهات لارتفاع منسوب سطح البحر، متزامناً مع ارتفاع درجات الحرارة، غرق دلتا نهر النيل بعد مع حلول عام 2100 من خلال ثلاثه سيناريوهات.
ففى حالة زيادة منسوب سطح البحر متراً واحداً سنفقد مساحة قدرها 6000 كيلومترمربع من أجود الأراضى الزراعية، وأهم مدن مصر على ساحل البحر المتوسط، وفى حالة زيادة المنسوب متراً ونصفاً سنفقد مساحة قدرها 7600 كيلومترمربع، وفى حالة الزيادة مترين سنفقد نصف مساحة الدلتا أى حوالى 12500 كم2.
ارتفاع درجه الحراره والفيضانات والسيول بالدول الصناعيه
يؤدي ارتفاع درجة حرارة الكوكب إلى زيادة نسبة تبخر الماء من المحيطات والأنهار مع العلم بأن زياده درجه مئويه واحده تؤدى الى زياده بخار الماء فى الجو بمقدار 7% ما يتسبب في دخول كميات أكبر من المياه إلى الغلاف الجوى وهذه الظاهرة تؤدى الى هطول أمطار غزيرة وعنيفة مما أدى الى جدوث فيضانات خطيره فى أوروبا وهى سلسلة من الفيضانات الشديدة المستمرة التي بدأت في 12 يوليو 2021. وقد أثرت على العديد من أحواض الأنهار، وخاصة في ألمانيا ولوكسمبورغ وهولندا وبلجيكا وتركيا وبريطانيا والعديد من المدن الاوروبيه الاخرى مثل لندن مع العلم بان الدول الاوربيه مسئوله عن 10 % من انبعاثات غازات الدفيئه مثل أول وثانى اكسيد الكربون والاوزون والفلوروكلوروكاربون وأكسيد النيتروز وبخار الماء.
ولايفوتنا فى هذا المقام أن نغفل الاثار المدمره للسيول والفيضانات فى أسيا وماحدث فى الصين والمسئوله وحدها عن 30 % من غازات النبعاث الحرارى من انهيار لسدود والفيضانات العارمه بدول كثيره جنوب شرق اسيا.
فشل ملئ سد النهضه الاثيوبى وفيضانات السودان
تتزايد المخاوف في السودان من احتمال تكرار مأساة فيضانات العام الماضي التي أودت بحياة 117 شخصا، ودمرت 100 ألف منزل، وشردت نحو 600 ألف شخص.
حيث أن فشل الملأ الثانى لسد النهضه الإثيوبى أدى الى زيادة تدريجية لمناسيب مياه النيل الأزرق ستزداد حدتها فى شهر أغسطس جنوب خزان الروصيرص وشماله وحتى مدينه الخرطوم. كما حدث ارتفاع في منسوب نهر عطبرة، مما أدى إلى وصول كميات غير متوقعة من المياه إلى بحيرة سد مروي في شمال السودان. ومن أبرز الأسباب التي تعزز مخاوف تكرار كارثة الفيضانات في السودان هذا العام استمرار هطول الأمطار الغزيرة في الهضبة الأثيوبية مع تحرك خط المطر بمقدار نصف دائره عرض أى حوالى 55 كم شمالا بالاضافه الى كميه الماء المخزنه فى بحيره سد النهضه والتى سوف تزيد بخار الماء فى المنطقه بواسطه التبخر ومع عدم اتخاذ أي خطوات لتوسيع مجرى النيل في الخرطوم. كل تلك العوامل تؤكد وجود مخاطر فيضانات وسيول وشيكه يجب الاستعداد لتدارك مخاطرها من الان.
تحذير من مخاطر السيول بمصر
لقد ثبت فى السنوات السابقه إن معظم السيول فى مصر تحدث بسبب وجود منخفض السودان الموسمي وهوكتلة مدارية افريقية المنشأ وتمثل منخفض استوائي ينشأ على وسط افريقيا ويتمركز على الهضبة الاثيوبية والسودان . وهذا المنخفض يكون محملا بنسبه عاليه من بخار الماء لمروره على مسطحات مائيه ممثله بخزان سد النهضه وخزانات سدود الروصيرص وسنار ومروى وكذلك خزان السد العالى والبحر الأحمر والمنخفض هذا يجذب معه رياح جنوبية شرقية مشبعة بسحب عالية من البخار وهواء شديد الحرارة ، وفي حالة مصاحبته لمنخفض آخر في طبقات الجو العليا يكون مصحوبا بتيار شديد البرودة، وهذا بدوره يؤدي إلى تكون السحب المنخفضة والرعدية والتي ينتج عنها سقوط أمطار رعدية غزيرة والتي تصل لحد السيول وخاصة على جنوب سيناء وسلاسل جبال البحر الأحمر وجنوب البلاد وذلك نظرا للطبيعة الجغرافية لهذه المناطق
جهود مصر لمجابهه الاحتباس الحرارى.
تلجأ جميع مؤسسات الدوله الى تفعيل مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي للربط بين اتفاقيات ريودي جانيرو والخاص بالتغير المناخى، التنوع البيولوجي ومكافحة التصحر والذى عقد عام 1992 ، وتم تفعيله عام 1994 وجميع الاتفاقات الاطاريه المهتمه بالتغيرات المناخيه والتنوع البيولوجى مرورا بمؤتمر باريس للمناخ فى 2015 ، ومؤتمر التنوع البيولوجي (COP 14) والذى عقد بشرم الشيخ برئاسة مصر في 2018 حيث أعدت مصر إستراتيجية وطنية للتكيف مع آثار التغيرات المناخية والتقليل من انبعاثات الكربون، وتواصل البحث عن شركاء ومستثمرين دوليين من أجل تمويل مشروعات الطاقة المتجددة.
ولقد تم التوسع فى استخدام الطاقه النظيفه والمتجدده مثل الطاقه الكهرومائيه من السد العالى والطاقه الشمسيه وطاقه الرياح من خلال انشاء محطه بنبان للطاقه الشمسيه والتى تقع على بعد نحو 35 كيلو شمال غرب أسوان فى قرية بنبان التابعة لمركز دراو، وهو أكبر مشروع لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية فى أفريقيا، حيث تنتج كهرباء تعادل 90% من انتاج السد العالى وكذلك انشاء مزارع رياح لانتاج الطاقه النظيفه من الرياح وتنتشر تلك المزارع فى منطفه الزعفرانه وجبل الزيت على البحر الاحمر وخليج السويس ومن المتوقع أن تصل طاقة الرياح إلى 15٪ من إجمالي إنتاج الكهرباء فى مصر.