دراسة تقترح تبطين الترع باستخدام البكتريا والحجارة.. وكل حالة لها ما يناسبها
خلط البكتيريا مع الطمي واضافة مواد لتنشيطها أفرزت كربونات الكالسيوم التي ساعدت في لحم حبيبات التربة ببعضها البعض ومنعت التسرب

كتب : محمد كامل
ليس كل الترع بحاجة الى تبطين فالأراضي الطينية لا تحتاج لصعوبة تسريب المياه
يقول الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عن بداية تبطين الترع أنه في أحدي اللقاءات قيل بأن هناك تسريب لـ 4 مليار متر مكعب مياه من الترع، مما أسفر عن تدبير المبالغ لتبطين الترع، وتوفير هذه الكمية المهدرة من المياه، ولكن حقيقة الأمر أن المياه المهدرة ليست كلها من الترع كما يعتقد البعض، بل إن عمليات الري بالغمر في الأراضي الزراعية القديمة هي سبب هدر هذه الكميات.
وأضاف، أنه رغم ذلك تم المشروع القومي لتبطين 20 ألف كيلو من الترع حتي يتم توفير الـ 4 مليار متر مكعب بتكلفة 80 مليار جنيه، كانت المرحلة الأولي تبطين 7 ألاف كيلوا بتكلفة 18 مليار، والتي تم تنفيذ 95 % منها بحوالي 6 ألف كيلوا إلى أن جاءت الأزمة الاقتصادية وعطلت المشروع.
وأوضح عباس، فى تصريح لـ “ المستقبل الأخضر “، أنه ليس كل الترع تحتاج الى تبطين، كان يجب ضرورة حصر ومراجعة الشكاوي من المزارعين الخاصة بالترع لمعرفة الترع التي بها مشاكل وتحتاج بالفعل إلى تبطين، وخاصة أن كل ترعة لها بوزارة الري السجل الخاص بها وبحالتها، فكانت المرحلة الأولي تبدأ بالترع التي بها مشاكل أكبر، مشيرًا إلى أن الترع في الأراضي الطينية التي تشبه الطمي لا تحتاج إلى تبطين نتيجة لصعوبة ترسب المياه بين حبيبات الطين، وهذاه الاراضي في الدلتا والوادي، بينما الاراضي الرملية هي بحاجة إلى التبطين، نظرا لتسريب المياه، وهذه الأراضي في توشكي، مشيرا أن التبطين بهذا الشكل وهذه التكلفة لا تتناسب مع ظروفنا الاقتصادية، وكان الأولي أن يذهب جزء من هذه الأموال الى المشروعات الإنتاجية وتطوير بعض محطات رفع المياه وغيرها.
واستكمل د.عباس، أن التبطين له بعض الفوائد ، والتي منها زيادة تسريع حركة المياه والمحافظة على جودتها وتقليل جزئي لعملية التسريب، بالإضافة إلي المظهر الحضاري ونظافة الترع، ولكن من العيوب التي شاهدناها هي عملية القضاء على الأشجار الموجودة بالترع، والتي كانت متنفس للأهالي المنطقة.
واقترح عباس بعض الحلول التي من الممكن أن تكون ذو جدوي، وأقل في التكلفة الاقتصادية والتي منها:
أولا: التبطين باستخدام الحجارة فهو مناسب جدا، ولم يحدث له أي تشققات بخلاف الخرسانة المنفذة بطرق غير صحيحة.
ثانيا: تبطين الترع باستخدام البكتيريا، وهناك دراسة بحثية تم اجراءها وهي ، تقنيات تبطين الترع باستخدام البكتريا وخلطها مع تربة رملية وجيرية وطينية لتقوية التربة على جانبي الترع حتي تصبح متصلبة وتمنع أي تسريب.
وأضاف د. عباس المشرف على هذه الدراسة للباحثة د.نهاد شريدح مهندسة زراعية بوزارة الري، أن هذا النوع من البكتريا هو ” spoyosarcina pasteurii تم استيراده من ألمانيا، وتم إضافة له مادة أخري، وتم خلطة مع الطمي، مشيراً تم تجربتها على ثلاثة أنواع من التربة رملية وطينية وجيرية، وهذه الانواع التي بها الترع وأسفرت عن نتائج جيدة في كون هذه المادة بعد خلطها واضافة مواد لتنشيطها أفرزت كربونات الكالسيوم الذي يشبه الاسمنت، والذي ساعد على لحم الحبيبات بعضها البعض، وأصبحت متماسك لا يمكن للمياه اختراقها موضحاً أن هذه التجارب غير مكلفة بعكس الخرسانة.
لذلك نحتاج إلي تطبيقها علي احدي الترع كنموذج تجريبي، ليتم قياس التكلفة الاقتصادية، وبعدها يتم تعميمها على بعض الترع اذا ثبت أن التكلفة أقل من الخرسانة.