جون كيري يشن حملة ضد منكري تغير المناخ ويتهمهم بـ”مهاجمة رواة الحقيقة ودجالون مستغلون”

دعا المبعوث الأمريكي للمناخ جون كيري الدول إلى اتخاذ ”خطوة أكثر أهمية“ في التصدي لتغير المناخ من خلال وقف أي طاقة جديدة تعمل بالفحم دون تردد، وذلك قبل ما يزيد قليلا عن ثلاثة أشهر من محادثات المناخ التي ترعاها الأمم المتحدة cop28 في دبي.

وأكد كيري أنه لا ينبغي السماح بإنشاء محطات جديدة للطاقة تعمل بالفحم في أي مكان في العالم، محذرا من أن ذلك قد يكون “خطوة حاسمة” في مكافحة تغير المناخ.

وفي معرض تذكيره بوضوح للحاضرين في العاصمة الاسكتلندية أدنبره، أن الولايات المتحدة والصين اتفقتا قبل عامين على عدم تقديم المزيد من التمويل الأجنبي لمحطات الطاقة التي تعمل بالفحم، قال كيري إن الوقت قد حان للذهاب إلى أبعد من ذلك.

وقال، بحسب نص خطابه بمناسبة إطلاق الحملة الاسكتلندية العالمية في ادنبره: “الآن هو الوقت المناسب لنا جميعًا لنتكاتف معًا ونتخذ خطوة أكثر أهمية – لا ينبغي السماح بأي طاقة جديدة تعمل بالفحم بلا هوادة في أي مكان في العالم، هذه الفترة”.

وذكر في كلمته “مع العلم بما نعرفه عن التأثيرات وبالنظر إلى الخيارات البديلة، لا يوجد سبب منطقي للمساهمة بشكل أكبر في المشكلة من خلال التحول إلى أكثر وقود ملوث في العالم يتم حرقه بأكثر الطرق تلويثا”.

مهاجمة رواة الحقيقة

صعّد جون كيري حملته ضد منكري التغير المناخي، واصفا إياهم بأنهم “طائفة” واتهمهم “بمهاجمة رواة الحقيقة”، وقال إن ميل البشر إلى “تحايل قوانين” الفيزياء والرياضيات والعلوم “يدمر كوكبنا”.

وقال كيري في المنتدى الذي يحمل عنوان “الحوارات العالمية الاسكتلندية” بدعم من المجلس الاسكتلندي للشؤون العالمية، “إننا نشهد لحظة أخرى تصبح فيها قوة الأدلة المقنعة ومعها مستقبل الأرض على المحك”، مضيفا أن كل ذلك لأن بعض الأصوات السياسية المتطرفة تصمد أمام الدول، وقد أعلنت المصالح الخاصة الحرب على الحقائق والعلم.

وأوضح “كل ذلك لأنهم يشوهون لتحقيق مكاسب سياسية وشخصية ما يمليه العلم والحس السليم علينا نحن البشر أن نفعله من أجل ترتيب بيتنا، مشيرا إلى أن أولئك الذين لا يؤمنون بظاهرة الاحتباس الحراري يعملون على “التحريض على حركة ضد ما يسمونه زورا بتعصب تغير المناخ”، قائلا إنهم “ينسون بسهولة أن تعريف القاموس للعبادة هو رفض الحقائق لصالح الكذب”.

وفي الشهر الماضي، قال كيري في بكين إنه “من الضروري أن تحقق الصين والولايات المتحدة تقدما حقيقيا” قبل محادثات المناخ العالمية COP28 التي تبدأ في أواخر نوفمبر، حيث من المرجح أن تتم مناقشة اعتماد الصين على الفحم.

وتعهدت الصين بالبدء في خفض استهلاك الفحم، ولكن ليس قبل عام 2026، وتسارعت الموافقات على مشاريع الطاقة الجديدة التي تعمل بالفحم منذ العام الماضي.

ووصف كيري التكرار المتزايد للظواهر الجوية المتطرفة قائلا إن الوضع اليوم هو “واحدة من أخطر اللحظات في تاريخ البشرية”.

تعزيز التمويل للتكنولوجيات الجديدة

وقال إنه لتغيير ذلك، يجب على الدول تعزيز التمويل للتكنولوجيات الجديدة، ويجب أن “تكثف” صناعة الوقود الأحفوري، ويجب على السياسيين الحذر من أولئك الذين “أعلنوا الحرب على الحقائق والعلم” من خلال إنكار تغير المناخ.

أخطر اللحظات في تاريخ البشرية

وأضاف: “هذه واحدة من أخطر اللحظات في تاريخ البشرية”، “لكنها قد تكون أيضًا أعظم لحظة لفرصة التقدم البشري”، قائلا” إن كل زيادة ضئيلة في ظاهرة الاحتباس الحراري ستكلف “تريليونات الدولارات” وبالتالي هناك حاجة إلى حكم حكيم وذكي ومدروس.

وفي تأكيده على عزمه على الحفاظ على هدف 1.5 درجة مئوية، قال: “إنه أمر قابل للتنفيذ”، وأضاف: “النقطة الأساسية هي أن الوصول إلى 1.5 درجة مئوية ليس في الواقع بعيد المنال تمامًا”، في حين أقر بأن تحقيق الهدف سيكون “صعبًا حقًا”.

وقال ، إن العقبات موجودة لأن صناع القرار يماطلون و”يواجهون حواجز المعلومات الكاذبة”، مضيفا أنه وأصوات أخرى تطالب باتخاذ إجراءات عاجلة بشأن المناخ يخوضون “معركة” مع أصحاب وجهات النظر المختلفة، الذين اتهمهم بتقديم أجندة متشككة بشأن المناخ لأسباب سياسية.

وقال: “لدينا للأسف مستغلون، دجالون، مستعدون فقط لأغراض سياسية لنشر الأكاذيب وإخبار الناس بأشياء تثير الخوف”، وأضاف أن إيجاد أرضية مشتركة مع الصينيين أمر أساسي للسيطرة على ظاهرة الاحتباس الحراري.

وشدد على أن “هذا أمر مهم: الصين تفعل أكثر من أي دولة أخرى في العالم فيما يتعلق بنشر مصادر الطاقة المتجددة”، “في الواقع، لقد قاموا بنشر مصادر طاقة متجددة أكثر من بقية دول العالم مجتمعة، لكن لديها تحديات أخرى أيضًا فيما يتعلق باقتصادها.

تابعنا على تطبيق نبض