جون كيري: إفريقيا تقدم فرصة كبيرة للعالم في كسب معركة المناخ لكن الديون تقيدها وتبتلع إيراداتها

أكد مبعوث الرئيس الأمريكي للمناخ، جون كيري ، أن إفريقيا تقدم فرصة كبيرة للعالم، لكسب معركة المناخ، موضحا أن “الكلام سهل، ولكن الحقيقة صعبة”، فالإشكالية التي تواجه العالم وهي التلوث وزيادة انبعاثات الاحتباس الحراري هي من صنع البشر، والتغلب علهيا ليس أمرا صعبا، ولا يحتاج إلى عالم أو رياضي لتفهم الاسكالية التي نحن بصددها.

وأوضح في كلمته في أمام قمة المناخ الأفريقية المقامة في نيروبي، أنه في هذه اللحظة إفريقيا تمثل فرصة رائعة للعالم لكسب هذه المعركة، ولكن الديون تبتلع إيرادات بعض الدو ، فلا تستطيع أن تقوم بدورها، فكيف يمكن لنا أن نعيش في بيوتنا ونقوم بتدفئتنا ونقود سياراتنا؟

كيري الذي ألتقى مساء أمس الرئيس الكيني وليامز روتو، على دعمه لكينيا التي اعتبرها شريكًا عظيمًا في الجهود العالمية لمعالجة أزمة المناخ، ونشر المزيد من مصادر الطاقة المتجددة، معلنا دعم بلاده للرئيس الكيني.

وشدد كيري على أن هدف قمة المناخ الأفريقية، تقديم حلول بقيادة أفريقية لهذه الأزمة وفتح فرص استثمارية إضافية، وهو تجمع رئيسي لقادة القارة قبل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28)، قائلا” نحن فخورون بدعم شركائنا الأفارقة وهم يقودون استثمارات مناخية جديدة في جميع أنحاء أفريقيا وينشرون حلولاً بقيادة أفريقية للتكيف والتخفيف.

وطالب بضرورة مساعدة 22 دولة الأكثر تضررا من أثار تغير المناخ 17 دولة في القارة الإفريقية.

وكانت دولة الإمارات أطلقت اليوم، خلال فاعليات القمة الإفريقية للمناخ، مبادرة تمويل جديدة بقيمة 16.5 مليار درهم (4.5 مليار دولار) لتعزيز قدرات أفريقيا في مجال الطاقة النظيفة.

برامج التكيف الأمريكية

وأشار كيري، إلى أن برامج التكيف مع المناخ كانت في صدارة المناقشات سابقا، وأصبحت في صدارة الاعمال والمشروعات اليوم، قائلا” التكيف ينقذ الأرواح ويخلق فرص عمل، وهو أمر منطقي بمنتهى البساطة، فلا يمكن أن تحقق النمو وتقلل الفقر، بالتالي علمنا أن كثير من الطرق تعاني فيها إفريقيا من أسوأ تادعيات أزمة المناخ”.

وعدد مبعوث الرئيس الأمريكي للمناخ الجهود الأمريكية لدعم برامج التكيف مع المناخ في إفريقيا والدول النامية، منها مساعدات لنصف مليون شخص من الدول النامية، خاصة في افريقيا، لتتمكن الدول الإفريقية من التكيف ومواحهة التغيرات المناخية، ويتم توفير 3 مليارات دولار سنويا لأغراض التكيف من خلال برنامج بقيمة 12 مليار دولارـ معتبرا ذلك التزام بمسؤوليات الولايات المتحدة للتكيف مع الازمة ، كما تعمل الإدارة الأمريكية مع الشركاء لتنظيم صندوق فاعل لمساعدة الدول الهشة للاستجابة للخسائر والاضرار .

وأضاف كيري، أن هناك عمل على توفير مزيد من التمويل قدره 30 مليون دولار لتحقيق الامن الغذائي في إفريقيا، خلافا إلى 20 مليون دولار لمبادرة التكيف في إفريقيا، وخلق سلسلة امدادت مستقلة خاصة بها، و10 ملايين دولار لتمويل الدول لمواجهة التكيف، للمساعدة في دعم وزياة الإنتاج من المحاصيل الزراعية.

وأضاف كيري، أن الرئيس بايدن، أيد ودعم مشاركة العالم والشركاء في أوروبا لأهمية استكمال آليات إنشاء صندوق الخسائر والاضرار عندما نلتقي خلال أشهر قليلة في قمة المناخ cop28 في دبي.

واختتم كيري كلمته بالتأكيد على “سنصل إلى اقتصاديات منخفضة الكربون، وأري كثير من المباردات والمشروعات حول العالم، منها تخزين الطاقة وتطوير صناعة البطاريات ونشر محطات الطاقة النظيفة حول العالم”، فالقمة الحالية تمهد للتالية وعلينا القيام بما يجب القيام به “.

العمل والتعاون مع الشركاء في مختلف أنحاء العالم

وكان الدكتور سلطان الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الرئيس المعيَّن لمؤتمر الأطراف COP28 أكد في كلمته، أنه تماشياً مع توجيهات القيادة في دولة الإمارات، تحرص رئاسة COP28 على العمل والتعاون مع الشركاء في مختلف أنحاء العالم لتعزيز النمو والتقدم الاقتصادي والاجتماعي المستدام، وحماية البيئة وتحسين حياة الأفراد في كل مكان، وخاصة في الدول الشقيقة والصديقة في إفريقيا، مشدداً على ضرورة تمكين الدول الأفريقية من تعزيز قدراتها في مجال الطاقة النظيفة، من خلال تقديم التمويل المناخي الكافي.

ودعا د.سلطان، قادة الدول الأفريقية إلى تعزيز أطر السياسات والتشريعات التنظيمية لجذب الاستثمارات طويلة الأجل اللازمة لتسريع نشر مشروعات الطاقة النظيفة والمتجددة.

وأشار إلى عدد من النقاط التي تتطلب جهوداً منسقة من جانب القادة الأفارقة والمجتمع الدولي لتذليل العقبات أمام جذب الاستثمار، موضحاً أن هذه النقاط تشمل: استعادة الاستدامة المالية للمرافق المحلية، وتحديث البنية التحتية الأساسية للطاقة، وتوضيح مسارات عمليات التنمية وإجراءاتها، والتغلب على العوائق الروتينية التي تؤخر دخول الشركات إلى السوق، بالإضافة إلى إزالة القيود المفروضة على تدفقات رأس المال والوصول إلى تدابير كافية ومعقولة التكلفة لتخفيف المخاطر.

تابعنا على تطبيق نبض