جامعة عين شمس.. شاشة لقياس البصمة الكربونية لحظياً وخطة لتقليل البصمة الكربونية بـ 25%..
د.أحمد ماهر: وضعنا أول تطبيق إلكتروني في مصر لقياس الانبعاثات.. والمستشفى تمثل 50 % من البصمة الكربونية للجامعة

كتب : محمد كامل
البصمة الكربونية عبارة عن مدى تأثير الأنشطة البشرية من استخدام الطاقة بشكل مباشر أو بعض النشاطات غير المباشرة، والبصمة الكربونية يمكن أن يتم حسابها للفرد أو المؤسسة، سواء كانت جامعة أو شركة أو مدينة.
وتنقسم البصمة الكربونية العادية لثلاثة أقسام:
– القسم الأول: بصمة كربونية نتيجة نشاط مباشر، كالاستخدامات المنزلية، على سبيل المثال كاستخدام البوتاجاز، وهو نشاط استهلاك طاقة يصدر عنه حرق الغاز الطبيعي، فينتج أبخرة ثاني أكسيد الكربون.
– القسم الثاني: نشاط غير مباشر وهو استخدام الطاقة من خلال تشغيل الأجهزة الكهربائية، مثل التلفزيون، والتكيفات، هذه الطاقة صادره من محطات ومولدات تستخدم أيضا الغاز الطبيعي.
– القسم الثالث: نشاط الطرف الثالث، والمقصود به هو قائد المركبة الذي يقدم خدمة النقل للمواطن، هو المتسبب في الانبعاثات، نتيجة حرق الوقود، وهذا ما يسمى بالبصمة الكربونية من طرف ثالث.
يقول الدكتور أحمد ماهر، أستاذ الهندسة البيئية بكلية الدراسات العليا للبحوث البيئية بجامعة عين شمس، في تصريح خاص لـ ” المستقبل الاخضر“، إن قياس البصمة الكربونية للفرد أصبح من السهل جداً، نظرا لوجود العديد من التطبيقات على الأجهزة الإلكترونية المحمولة، مؤكداً أن كلية الدراسات البيئية بجامعة عين شمس، أول جهة تضع تطبيق لقياس البصمة الكربونية على التليفون المحمول في مصر، ويعد أول التطبيقات العربية المعربة في مصر.

البصمة الكربونية للفرد
وأوضح، أن حساب البصمة الكربونية للأفراد مبني على مدى استهلاك الطاقة إلى كيلو جرام من ثاني أكسيد الكربون، مشيرا إلى أن كل واحد كيلو وات من استخدام التلفاز أو التكييف أو أي جهاز كهربائي ينتج عنه نصف كيلو جرام من ثاني أكسيد الكربون.
وأشار ماهر إلى أن بعض الدول يصل الكيلووات إلى كيلو جرام من الكربون، وأفضل دول العالم في هذا الاتجاه، هي، السويد، والدنمارك، ويصل الكيلووات في بريطانيا إلى 0.8 كيلو جرام من ثاني أكسيد الكربون، وفى مصر يصل الكيلو وات، أحياناًإالى 0.9 كيلو جرام أو 95 % من ثاني أكسيد الكربون.
وذكر ماهر، أنه لكي يتم الوصول إلى نصف كيلو جرام من الكربون، هناك حاجة إلى تكنولوجيا حديثة في توليد الطاقة من خلال تحويل الوقود الأحفوري إلى طاقة كهربائية بنسبة عالية، مضيفا أن حساب البصمة الكربونية للفرد تقريبا 5.4 طن ثاني أكسيد الكربون في السنة لكل فرد.
البصمة الكربونية لجامعة عين شمس
وبالنسبة للبصمة الكربونية لجامعة عين شمس، يقول د. ماهر، إنه تم حساب البصمة الكربونية لجامعة عين شمس في العام 2021 واسفرت النتائج الى 49 ألف طن من ثاني أسيد الكربون، موضحاً أن البصمة الكربونية يتم تقسيمها على عدد الطلاب، وهو ما تم بالفعل على 220 ألف طالب بالجامعة، ونتج ما يسمى بالعامل الكربوني لكل طالب، وهو 3.2 طن ثاني أكسيد الكربون، لكل طالب سنوياً، بعكس الجامعة التي حققت بحسب أبحاثهم 2.9 طن ثاني أكسيد الكربوني لكل طالب في السنة.

مستشفى الجامعة
وأكد د. ماهر أن أكثر الأنشطة إنتاجا لانبعاثات الكربون داخل الجامعة هي استخدامات الباور، وهى التكيفات والكومبيوترات، بجانب المحارق في المستشفيات التابعة للجامعة، حيث على سبيل المثال مستشفى جامعة عين شمس ينتج عنها 24 ألف طن ثاني أكسيد الكربون سنوياً ما يمثل 50 % من البصمة الكربونية للجامعة ككل.
جامعة خضراء
ويرى د. ماهر، أن التحول إلى جامعة خضراء، ومستشفى خضراء، أحد الحلول لتقليل البصمة الكربونية، وهناك توجه من الجامعة لذلك، بحيث يتم استغلال المساحات الخضراء بما يوازي المساحات المبنية بالجامعة، بخلاف وجود بعض السيارات الكهربائية حاليا بالجامعة، واستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة في بعض الانشطة وهناك خطة لجامعة عين شمس لتقليل البصمة الكربونية بنسبة 25% خلال العام القادم.
شاشة البصمة الكربونية
وكشف د. ماهر لـ ” المستقبل الأخضر”، عن وجود العديد من الأبحاث لقياس البصمة الكربونية بشكل مباشر، وأنه سيتم قريبا وضع شاشة داخل كلية البيئة لقياس البصمة الكربونية بشكل لحظي، وما يسمي بـ IN deed ، كما نسعى من خلال بحث لأحد الطلاب بهندسة البيئة لنثبت من خلاله هل يتم قياس البصمة الكربونية لحظة بلحظة من اختلاف التيار الكهربائي تحديدا، ومن خلال هذا البحث توصلنا إلى نتائج مبدئية، أنه يمكن قياس البصمة الكربونية لحظة بلحظة.
وأضاف، أن هذا النظام لم يتم تطبيقه على الجامعات نهائيا، ولكن يتم تطبيقه على بعض المؤسسات في بعض الدول الأخرىن كما هناك بحث أخر لدراسة الحياد الكربوني داخل الجامعة، بهدف الوصول إلى نسبة الكربون الناتجة من الأنشطة في ظل وجود الطاقة الجديدة والمتجددة والمساحات الخضراء، ما يستوعب هذه الكمية من الكربون.