متابعاتأخبار

تفاصيل مشروع تطوير وتحسين نظم الزراعة القائمة على الهالوفيت بالبحر المتوسط

حقيقة نتائج التجارب الأولية..زراعة الطماطم مع الساليكورنيا على أرض أكثر ملوحة حققت انتاجية عالية ونمو حضري للطماطم

كتب : محمد كامل

زراعة الطماطم مع الساليكورنيا على أرض أكثر ملوحة حققت انتاجية عالية ونمو حضري للطماطم

كشف الدكتور أحمد يوسف رئيس مركز بحوث الصحراء الأسبق عن أخر ما وصلت إليه التجارب حول مشروع تطوير وتحسين نظم الزراعة القائمة على الهالوفيت في التربة المتأثرة بالملوحة في دول البحر المتوسط ، موضحاً أن المشروع الذي مدته 3 سنوات بدأ في العام 2021، وسوف ينتهي بنهاية 2023 هذا المشارع قائم بمشاركة 6 دول منها مصر ممثلة في مركز التميز المصري للزراعة الملحية، يلها تونس والبرتغال وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا، وهذا المشروع ممول من منظمة شركاء البحث والابتكار بمنطقة حوض البحر المتوسط PRIM التي يمولها الاتحاد الأوروبي، بالتعاون مع البحث العلمي المصري.

وعن أسباب اختيار المشروع، يقول الدكتور إن منطقة الساحل الشمالي الغربي من أكثر الأماكن الحساسة والمتأثرة بالتغيرات المناخية، ومن ضمن هذه التأثيرات تغيرات في كميات الامطار وانخفاضها في بعض الأماكن، خاصة في الـ 20 عام الماضية ثم ما حدث من ارتفاع لدرجات الحرارة ومنسوب سطح البحر، فكل ذلك كان له تأثير على المنطقة الساحلية والخزانات الجوفية.

وأضاف، أن المنطقة الغربية تعتمد في زراعتها على الأمطار ولكن نتيجة لانخفاض كميات الأمطار في السنوات الاخيرة، بدأ المزارعين الاعتماد على الري التكميلي من المياه الجوفية، مما تسبب في السحب الجائر لهذه الابار وكانت النتيجة زيادة ملوحة هذه المياه، مشيرا إلى أنه في السبعينات كانت المياه الجوفية عبارة عن عدسات من المياه العذبة، وكانت الآبار تدار يدوياً من تركيب طلمبات تعمل بطواحين الهواء فكانت المياه تخرج عذبة نتيجة للإدارة السليمة وعدم حدوث السحب الجائر الذي نشاهده اليوم، والذي أدي الى تملح المياه من 8 الى 10 ألاف جزء في المليون ببعض المناطق.

وأوضح، أنه نتيجة لفقد مساحات كبيرة من الاراضي بتأثرها بتملح المياه والتربة ، جاء هذا المشروع لتعظيم الاستفادة من المناطق الهامشية المتأثرة بالملوحة سواء في التربة أو المياه، وذلك باستخدام زراعات “Halophytes”، موضحاً هناك نوعين من النباتات التي تتحمل الملوحة النوع الأول وهو نبات السورجم وهذا النبات يستخدم كأعلاف أما النوع الثاني وهى نباتات الـ Halophytes ، وهذه نباتات شرهة للملوحة، فهي تعيش في الأراضي الملحية ويوجد منها في غرب مطروح ومنطقة براني وشمال الدلتا.

واستكمل يوسف، أن هذه النباتات لها العديد من الاستخدامات فعلى المستوى العالمي هناك بعض الدول تستخدم الساليكورنيا، وهو نوع من الـ Halophytes ، لإدخالها كغذاء للإنسان والحيوان وادخالها في المستحضرات الطبية أما على المستوى المحلي ففي مصر لم يتم اعطاء الساليكورنيا حقها في الاستخدامات.

وأكد د. يوسف لـ ” المستقبل الاخضر ” ، أنه من خلال هذا المشروع أجرينا تجاربنا على هذه النباتات للاستفادة منها في غذاء الانسان والحيوان، ولكن دورها الأساسي بالنسبة للمشروع ” هي استخدامها في الزراعة المتداخلة “، بمعني زراعة نباتات تتحمل الملوحة مع نباتات أخري لا تتحمل الملوحة وهذا ما تم تجربته مع محصول الطماطم، حيث قمنا بعمل ثلاثة نماذج لدراسة المقارنة بينهم كان النموذج الأول زراعة محصول الطماطم في تربة مالحة منفرداً، ثم النموذج الثاني زراعة الساليكورنيا منفردة ثم النموذج الثالث زراعة الطماطم مع الساليكورنيا والتي جاء ترتيبها على سطح الأرض، كالاتي صف أول من نبات الساليكورنيا يليه صف من نبات الطماطم .

وأوضح د. يوسف أن الهدف من هذه النماذج الثلاثة، هي دراسة جميع خواص التربة والنبات والمياه، ولمعرفة تأثير الساليكورنيا على الطماطم من حيث الانتاج والنمو الخضري للنبات، فكانت النتائج الأولية أن زراعة الطماطم المتداخلة مع الساليكورنيا حققت إنتاجية أفضل ونمو خضري عن الطماطم المزروعة بشكل منفرد، موضحاً أن نباتات الـ Halophytes التي منها الساليكورنيا تعمل على تخفيف ملوحة التربة من خلال امتصاص الأملاح، مما ينتج عنه تهيئة الظروف البيئية في التربة للنبات الأخر وهو الطماطم في العيش والنمو على نسبة أقل من الملوحة، فكانت هذه التجربة ناجحة كما يتوقع د. يوسف أن تقوم الساليكورنيا بنفس المهام مع النباتات الأخرى.

وتابع يوسف، فبعد زراعة 3 مواسم قيمنا التجربة اقتصادياً وأسفرت عن مؤشرات مبشرة على المستوى التجريبي والبحثي ، ونسعي لتعميم التجربة على كافة المناطق الهامشية سواء في الساحل الغربي أو سينا أو الدلتا للتقليل السلبي من تغير المناخ.

ولفت يوسف إلى أن مصر وتونس وإيطاليا يعملون على هذه التجربة في الحقل المفتوح بينما إسبانيا والبرتغال يعملان في الصوب الزراعية والمعامل وأشار الى مشروع أخر سيتم تطبيقه في منطقة الساحل الشمالي ضمن مشروعات FTDF لتعظيم الاستفادة من النباتات متحملة الملوحة.

تابعنا على تطبيق نبض

Comments

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: