تتسابق مصادر الطاقة المتجددة بسرعة لتصبح “الحمل الأساسي الجديد” لنظام الطاقة العالمي، ومن المتوقع أن تشكل نصف مزيج الطاقة بحلول عام 2030 و 85٪ بحلول منتصف القرن، وفقًا لأحدث تقرير سنوي عن القطاع لشركة ماكينزي وشركاه.
لكن شركة الاستشارات، في أحدث تقرير لها حول آفاق الطاقة العالمية ، تحذر من أنه بينما يستمر انتقال الطاقة، مع توقع وصول الطلب على النفط إلى ذروته في وقت مبكر من عام 2025، فإن الالتزامات الحكومية الحالية تسير على الطريق الصحيح لرؤية ارتفاع درجة الحرارة العالمية يتجاوز 1.7 درجة مئوية بحلول عام 2100، أعلى بكثير من الأهداف التي حددها اتفاق باريس.
من المتوقع أن ترتفع حصة الطاقة المتجددة من مزيج توليد الطاقة في جميع أنحاء العالم من 29٪ إلى 60٪ في الـ 5 عامًا القادمة ، ومن المتوقع أن تشكل الرياح الشمسية والبرية ، التي يغذيها انخفاض التكاليف ، 43٪ و 26٪ من التوليد على التوالي بحلول عام 2050 في ظل السيناريو الأكثر تقدمًا ، بينما قد تظل الرياح البحرية مقيدة بأقل من 7٪ من الإجمالي العالمي بسبب التصاريح المستمرة وعقبات السياسة.
خفض تكلفة الطاقة الشمسية إلى النصف
قال معدو التقرير: “أدت التطورات التكنولوجية السريعة وتحسين سلسلة التوريد بشكل جماعي إلى خفض تكلفة الطاقة الشمسية إلى النصف، بينما انخفضت تكاليف الرياح أيضًا بنسبة الثلث تقريبًا”، وقال كريستر تريجيستاد، أحد كبار الشركاء في شركة ماكينزي، “نتيجة لذلك، 61٪ من وحدات الطاقة المتجددة الجديدة أسعارها أقل بالفعل من بدائل الوقود الأحفوري”.
وذكر التقرير أنه لا يزال من المتوقع أن يكون للتوليد الحراري دور مهم، كمزود لمرونة الشبكة حتى 2040 ، مع توقع أن يلبي الغاز حصصًا كبيرة من طاقة الحمل الأساسي في العقد المقبل “في المناطق ذات تكاليف الوقود الملائمة”.
وأضاف تريجستاد، أن السنوات القليلة الماضية، شهدنا بالتأكيد تسارع وتيرة انتقال الطاقة، واقتربت ذروة الطلب على النفط، في ظل افتراضاتنا للسيناريو المتوسط ، يمكن أن يصل الطلب على النفط إلى ذروته في السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة، مدفوعًا بشكل أساسي بتبني السيارات الكهربائية (EV) ،
وأضاف، مع ذلك، حتى لو أوفت جميع البلدان التي لديها التزامات صافية صفرية بتطلعاتها، فلا يزال من المتوقع أن يصل الاحترار العالمي إلى 1.7 درجة مئوية. للحفاظ على مسار 1.5 درجة مئوية حسب اتفاق باريس في الأفق، هناك حاجة إلى تسريع أكثر طموحًا.
مزيج الطاقة يتجه نحو حلول منخفضة الكربون
وأوضح “من الآن فصاعدًا، من المتوقع أن يتحول مزيج الطاقة العالمي نحو حلول منخفضة الكربون، مع دور قوي بشكل خاص للطاقة، والهيدروجين والوقود الصناعي”، مع توقع التقرير نمو الطلب العالمي على الهيدروجين 4-6 مرات بحلول عام 2050 ، مدفوعًا طلب قطاع النقل البري والبحري والجوي ، والوقود الصناعي الأخضر بنسبة 10٪ من إجمالي استهلاك الطاقة.
لاحظ مؤلفو تقرير ماكينزي، أن أسواق الطاقة العالمية كانت تواجه “مجموعة غير مسبوقة من الشكوك”، بما في ذلك آثار الغزو الروسي لأوكرانيا، ولكن “مع ذلك، لا يزال الانتقال طويل الأجل إلى أنظمة الطاقة منخفضة الكربون يشهد زخمًا قويًا و من نواحٍ عديدة “.
في الفترة التي تسبق مؤتمر COP26 تعهد ما مجموعه 64 دولة، تغطي أكثر من 89 % من الانبعاثات العالمية، أو سن تشريعات لتحقيق صافي صفر في العقود المقبلة، لمواكبة هذه الطموحات الصفرية، قد يحتاج نظام الطاقة العالمي إلى تسريع تحوله بشكل كبير.
ارتفاع استهلاك الطاقة
من المتوقع أن يرتفع استهلاك الطاقة على مستوى العالم بمقدار ثلاثة أضعاف بحلول عام 2050 مع توسع الكهرباء وارتفاع مستويات المعيشة، كما قال مؤلفو التقرير، مشيرين إلى أن قطاع النقل هو الأكثر احتمالية لرؤية “أسرع انتقال إلى الكهرباء” حيث تصل المركبات الكهربائية إلى التكافؤ في التكلفة مع سيارات محرك الاحتراق الداخلي في وقت مبكر. في منتصف عام 2020.
ستكون الأصول المرنة – بشكل رئيسي مصانع الغاز والبطاريات والمحللات الكهربائية للهيدروجين – أساسية لاستقرار الشبكة في المستقبل وإزالة الكربون، وفقًا لتوقعات تقرير ماكينزي، مع “سعة تخزين تقليدية وجديدة”، يبلغ إجماليها حوالي 24TW بحلول عام 2050 اللازمة لضمان أمن النظام.
نمو تقنيات التقاط الكربون
قال المؤلفون: “من المرجح أن تشهد تقنيات مثل CCUS (التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه) والنووية نموًا إضافيًا إذا ظل تراكم مصادر الطاقة المتجددة مقيدًا”، وسلطوا الضوء على أن قطاع تكنولوجيا التقاط الكربون وتخزينه (CCUS) يمكن أن يتوسع “أكثر من 100 ضعف من قطاع غير البصمة الحالية اليوم، مع فرص الاستثمار التي تتجاوز أسواق الغاز الطبيعي المسال (LNG) اليوم “.
