تركت المدينة وعاشت في الغابة.. أنجلينا جولي من هوليوود إلى دعم قضايا المناخ والإنسانية
من الظلم أن يكون الأشخاص الأكثر تعرضًا لتغير المناخ والذين ساهموا بأقل قدر في ذلك هم الأكثر تضررًا

كتب محمد ناجي
“أشعر أن الغابة موطني، إذ تتغنى بروائح وأزهار خلابة لا يمكن العثور عليها في أي مكان آخر، فنرى الياسمين منتشرة في كل أرجائها، إلا أن أكثر ما يسودها هو تناغم الأصوات الفريدة في الغابة المطرية فتستيقظين وترينها تنبض بالحياة”، هكذا وصفت النجمة العالمية أنجلينا جوليا الملقبة بأميرة الإنسانية، والتى اتخذت منزلا وسط الغابة الاستوائية في شمال غرب كمبوديا، للاستمتاع بالبيئة النظيفة وجمالها.
وللتعبير عن اهتمامها بالبيئة وحمايتها من التغيرات المناخية والتلوث، وكذلك دعم لدعم قمة المناخ الماضية، التي استضافتها مدينة جلاسكو الأسكتلندية، واختارت أنجلينا موضوع حرائق الغابات التي التهمت مساحات واسعة من الأشجار في العديد من دول العالم في الفترة الأخيرة ، ناشرة صوراً من هذه الحرائق في صفحاتها الرسمية بمواقع للتواصل الاجتماعي وذلك للتنديد بتلك الظاهرة التى تساعد بشكل كبير في ارتفاع نسب تلوث المناخ والهواء.
وكتبت جولي على صفحاتها الرسمية بموقع للتواصل الاجتماعي: أزمة المناخ أزمة إنسانية، بعد عقود من التقاعس عن العمل ، تتسارع حالة الطوارئ المناخية ، ويعد نزوح البشر أحد أكثر عواقبها تدميراً”.
وأضافت: على الصعيد العالمي ، يأتي 80٪ من الأشخاص الفارين من الصراع والاضطهاد من بلدان تقع في الخطوط الأمامية لحالة الطوارئ المناخية، يؤدي تغير المناخ إلى تضخيم نقاط الضعف والتهديدات مثل الصراع والفقر وانعدام الأمن الغذائي ، مما يؤدي بشكل متزايد إلى نزوح الناس من ديارهم، في مالي، على سبيل المثال ، جفت البحيرات الحيوية ، مما جعل الأسر غير قادرة على الزراعة أو صيد الأسماك أو تربية الماشية – دون وسائل العيش. يضطر العديد من الأشخاص إلى الفرار إلى منازلهم – ليجدوا أن هناك أيضًا أشخاصًا يعانون من الجفاف وارتفاع درجات الحرارة وانخفاض هطول الأمطار وحرائق الغابات.

وتابعت: “من الظلم أن يكون الأشخاص الأكثر تعرضًا لتغير المناخ – والذين ساهموا بأقل قدر في ذلك – هم الأكثر تضررًا، لا يوجد حل لتغير المناخ وعدم الاستقرار العالمي لا يبدأ بدعم حقوق واحتياجات الناس على خط المواجهة في الأزمة ، وكذلك حماية البيئة.”
كما أطلقت النجمة العالمية مسحًا للتنوع البيولوجي بالتنسيق مع مؤسسة “Flora Fauna International ” والخاصة بحماية الحياة البرية المناطق المهددة في الكوكب، وذلك لرسم خريطة للنباتات والحيوانات التي لا تزال في غابة منطقة Samlout في كمبوديا كخط أساس لحمايتها والحفاظ عليها في المستقبل.

وقالت: نظرًا لأننا لا نعرف حتى الآن مقدار الحياة البرية المهددة بالانقراض. إنه مجرد مثال واحد على التأثير المدمر لإزالة الغابات على مستوى العالم – ولماذا يجب أن يلتزم قادة العالم بوعودهم”.
ونشرت أنجلينا جولي كتابها الجديد برسالة للشباب فى جميع أنحاء العالم، وقالت عنه: “لقد ألهمني الشباب في جميع أنحاء العالم الذين يقفون في الخطوط الأمامية للنضال من أجل حقوق الإنسان، وحماية البيئة والمساواة والتمييز، فإنهم دائماً ما يتدخلون بالعمل الذي يجب أن يقوم به الكبار، ولكنهم فشلوا حتى الآن في القيام به”.
كما يشكل موضوع الاستدامة حيزاً كبيراً من أعمال أنجلينا جولي ، إذ بدأت عملها في كمبوديا منذ سبع عشرة سنة في مجال الحفاظ على الغابات، إلى جانب القيام بنشاطات مع الكثير من المدارس والمستشفيات، وتنطوي أهميّتها على حماية تلك الموارد الطبيعية.
وقالت: “تكثر أعمال التنجيم واستخدام الأخشاب غير الشرعيّة والصيد غير القانونيّ وعمليّات إزالة الأحجار الكريمة، لذا ما حاولنا القيام به هو تحويل أولائك الصيّادين غير القانونيّين إلى حارسين ليؤّمنوا لقمة العيش من دون إصابة الحيوانات بأيّ أذيّة”.
وتبرعت النجمة العالمية بملايين الدولارات من أجل حماية البيئة والمناخ، كما بكامل عائداتها من الحملة الترويجيّة لعطر Guerlain للأعمال الإنسانية التي تكرّس لها جزءاً كبيراً من وقتها في كمبوديا.

ومع زوجها السابق الفنان العالمي، براد بيت، فقد دعما مشروع “الشوارع النظيفة” فى القارة الأمريكية، والمعروف أن بيت وانجلينا تبرعا بمليون دولار لتقديم مساعدات تعليمية للأطفال الذين تأثروا بحرب العراق في ذلك البلد وفي الولايات المتحدة، كما أن مؤسسة جولي ـ بيت منحت 500 ألف دولار إلى جماعات في العراق لمساعدة حوالي 5700 طفل.