تحول الطاقة في مصر الطريق لمواجهة التغيرات المناخية 2050
من جلاسكو إلى شرم الشيخ

أكد خبراء الطاقة الجديدة والمتجددة والبيئة علي أهمية الاستراتيجية الوطنية لمواجهة التغيرات المناخية 2050، والتي تأتي تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، مبينين ان عملية التحول في الطاقة في مصر من طاقة مسببة لتدمير المناخ إلي طاقة جديدة ومتجددة قادرة علي الحفاظ علي البيئة، كطاقة الشمس وطاقة الرياح يمكنه ان يساهم في الحد من عملية الاحتباس الحراري.
جاء ذلك خلال المؤتمر الذي نظمه مركز الأهرام للدراسات السياسية، بالتعاون مع مؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية، تحت عنوان “الاستراتيجية الوطنية لمواجهة التغيرات المناخية 2050 وتحول الطاقة في مصر: من جلاسكو إلى شرم الشيخ”، وشارك فيه عدد كبير من القيادات علي رأسهم، السفير محمد نصر، مدير إدارة البيئة في وزارة الخارجية، ود. محمد فايز فرحات، مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، ود.ريتشارد بروبست، الممثل المقيم لمؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية، ود.أحمد قنديل، رئيس برنامج دراسات الطاقة في مركز الأهرام، ود.محمد صلاح السبكي، أستاذ هندسة الطاقة بكلية الهندسة جامعة القاهرة، ود.ماجد كرم الدين، المدير الفني بالمركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، بالإضافة إلي عدد من الإعلاميين والبرلمانيين.
يهدف المؤتمر إلى استعراض أهم الأفكار الواردة في كتاب يصدره مركز الأهرام للدراسات بنهاية هذا العام حول السياسات والآليات المناسبة لتحقيق تحول الطاقة في مصر خلال الثلاثين عاما القادمة، وطرح مقترحات، من جانب كبار الخبراء والمتخصصين، لمساندة الدولة في تطبيق الاستراتيجية الوطنية لمواجهة التغيرات المناخية حتى عام 2050، والتي أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسي، في قمة جلاسكو للمناخ مؤخرا، لذا من المقرر أن يتم إطلاق تقرير، أعدته مؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية بالتعاون معهد فوبرتال الألماني حول التحول المستدام لنظام الطاقة في مصر.

ويشار إلى أن التحضير لهذا المؤتمر شمل عقد ثمان مجموعات عمل في المجالات ذات الصلة بالاستراتيجية المصرية لمواجهة التغيرات المناخية حتى عام 2050، وضمت هذه المجموعات خبراء وأكاديميين في التنمية المستدامة، والطاقة المتجددة والغاز الطبيعي والهيدروجين، والتمويل، والمدن الذكية والمستدامة، والمجتمع المدني، والتعاون الدولي، والموارد المائية والمناطق الساحلية والنقل النظيف، مثل د. حسين أباظة، والدكتور جلال عثمان، والمهندس عماد حسن، ود. هند فروح، ود.صلاح عرفة، والسفير جمال بيومي، ود.عباس شراقي، وغيرهم.

وأوضح الدكتور ريتشارد بروبست، الممثل المقيم لمؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية في القاهرة، إن “المؤتمر يأتي في الوقت الذي تستعد فيه مصر لاستضافة المؤتمر السابع والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “cop 27” في شرم الشيخ العام المقبل 2022، لمواجهة التغيرات المناخية وبحث سبل التحول نحو الطاقة المتجددة في مصر”، مشيرا إلى أنه “يعتبر دعوة للحوار بين الأكاديميين والحكومة والمجتمع المدني بشأن الاستراتيجية المصرية لمواجهة التغيرات المناخية”، مؤكدا في الوقت نفسه اتجاه لإتاحة مصادر الطاقة المتجددة والطاقة البديلة للجميع بشكل لا مركزي، وذلك في محاولة لمواجهة التغيرات المناخية على الساحة العالمية.
من جانبه قال الدكتور أحمد قنديل، رئيس وحدة الدراسات الدولية وبرنامج الطاقة في مركز الأهرام، إن المؤتمر يأتي في وقت مهم للغاية نتيجة تسارع الجهود العالمية لمواجهة التغير المناخي العالمي، وهو ما برز بوضوح في السجال السياسي العنيف في قمة جلاسكو الأخيرة للمناخ، مشيرا إلى أن المؤتمر اقترح العديد من التوصيات من أجل مساندة الدولة في إنجاح استضافة مصر لقمة رؤساء الدول والحكومات والمؤتمر السابع والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “cop27” في شرم الشيخ عام 2022، وفي تطبيق الاستراتيجية المناخية الجديدة، التي تعد الأولى من نوعها في تاريخ مصر.

في حين يري وليد منصور، مدير برنامج المناخ والطاقة بمؤسسة فريدريش إيبرت، أن “المؤتمر يأتي في إطار الاستعداد لاستضافة مصر لقمة cop27، وسيتم خلاله إطلاق تقرير عن مستقبل الطاقة المتجددة في مصر، تم إنجازه في إطار التعاون بين مؤسسة فريدريش إيبرت ومعهد فوبرتال الألماني والإعلان عن الانتهاء قريبا من كتاب جديد مع مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بمؤسسة الأهرام، يتناول التحول المستدام للطاقة في مصر مع مراعاة الآثار الاجتماعية والاقتصادية”، مشيرا إلى أن “المؤتمر نتاج للحوار المستمر بين مؤسسة فريدريش إيبرت والمؤسسات المصرية بشأن مواجهة التغيرات المناخية، ومناقشة جهود مصر في هذا المجال”.
أما مانفريد فياشديك، رئيس معهد فوبرتال الألماني، إن “قمة المناخ المرتقبة في مصر العام المقبل تعتبر مهمة للغاية، حيث ستبني على نتائج وانعكاسات قمة جلاكسو “كوب 26″، والتي جاءت في وقت حرج فيما يتعلق بالتغيرات المناخية لتحقيق الهدف، وهو عدم تجاوز ارتفاع حرارة الكوكب 1.5 درجة مئوية.
وقال توماس هيرش، المدير التنفيذي لمؤسسة نصائح حول المناخ والتنمية بألمانيا، إنه رغم كل الجهود فالوصول إلى درجة حرارة 1.5 درجة مئوية لم يتحقق بعد، وهنا تكمن أهمية قمة cop 27 المقرر انعقادها في مصر العام المقبل، لمتابعة تعديل الدول لخططها الوطنية للاعتماد على الطاقة المتجددة، واصفا قمة cop 27 بأنها ستكون قمة التأقلم مع نتائج التغيرات المناخية، وتأثيراتها الاقتصادية على دول العالم، فهي قمة إفريقيا التي ستبحث كيفية تقليل مخاطر التغيرات المناخية، وحماية الزراعة ومصادر المياه، والمدن الساحلية من تأثيرات الاحتباس الحراري.