أخبارالتنمية المستدامة

تحذير دولي من تأثير الأحداث العالمية على إنتاج وحركة الوقود والغذاء والاقتصاد طويل الأمد

محمود محيي الدين يطالب بحلول فورية على المدى القصير وتضافر العالم لتجنب الأزمات الغذائية والمجاعات

أكدت ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي رئيسة اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة، أن حكومة دولة الإمارات تتبنى أهداف التنمية المستدامة ودعم رؤى الأمم المتحدة في تسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لخير المجتمعات والشعوب.

جاء ذلك، خلال أعمال منتدى أهداف التنمية المستدامةـ ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات 2022، الذي نظم تحت شعار “آفاق جديدة لمستقبل الإنسانية” الذي تنظمه حكومة دولة الإمارات في “إكسبو 2020 دبي” بمشاركة قادة دول ورؤساء حكومات ووزراء ومسؤولي منظمات دولية وخبراء عالميين ومستشرفي المستقبل.

وشارك في المنتدى كل من وافيل رامكالاوان رئيس سيشيل، وماريا خوليانا رويز السيدة الأولى في كولومبيا، ود.محمود محيي الدين، المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي، وإدوارد نجيرينتي، رئيس مجلس الوزراء في رواندا، وريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي رئيسة اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة، وسهيل بن محمد المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية في دولة الإمارات، وأمينات شونا، وزيرة البيئة والتغير المناخي والتكنولوجيا في جزر المالديف.

كما شارك في المنتدى ماري إيلكا بانجيستو، مدير عام سياسات التنمية والشراكات في البنك الدولي، وزيرة السياحة والاقتصاد الإبداعي في إندونيسيا، وعبد الله ناصر لوتاه، مدير عام مكتب رئاسة مجلس الوزراء في وزارة شؤون مجلس الوزراء، نائب رئيس اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة،

وأكدت ريم بنت إبراهيم الهاشمي أن انطلاق منتدى أهداف التنمية المستدامة، من أرض “إكسبو 2020 دبي”، يعبر عن رسالة دولة الإمارات وسعيها لخير المجتمعات الإنسانية واستدامة الكوكب، ويترجم توجيهات القيادة الرشيدة بضرورة تكثيف الجهود لتحقيق الأهداف التنموية العالمية، وتعزيز أطر العمل الدولي الهادفة لتسريع تحقيق الأهداف العالمية للتنمية المستدامة.

وأضافت إن أهمية هذا المنتدى تكمن في كونه يؤطر الرؤى والتوجهات للمرحلة المقبلة، ويساهم في تعزيز دور المجالس العالمية في دورتها الثانية بما يواكب التوجهات العالمية للمستقبل، ويسهم في تمكين الحكومات والمجتمعات من المشاركة الفاعلة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، معربة عن شكر حكومة دولة الإمارات لكافة الجهود الدولية التي يتم بذلها والتي تلاقت على أرض الإمارات من خلال إكسبو 2020 دبي، وحملت رسالة دولة الإمارات في المحبة والسلام، وتعزيز الشراكات لخدمة الإنسانية لكافة شعوب العالم.

استشراف مستقبل مستدام للمجتمعات

وقال سهيل بن محمد المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية إن هذا التجمع العالمي في المنتدى يسهم من خلال القمة العالمية للحكومات في استشراف مستقبل مستدام للمجتمعات البشرية، وبناء القدرات في تسريع جهود تحقيق مستهدفات التنمية المستدامة، وذلك عبر الاستثمار في الحلول المستدامة، وبناء الكفاءات والخبرات، وريادة الفكر التنموي المستدام ووضع استراتيجية واضحة، للتأكد من مواكبتنا لمتطلبات الأجيال القادمة، عبر توظيف كافة أدوات استشراف المستقبل، التي تساعدنا على توقع الفرص والتحديات والتداعيات المستقبلية، وتحليل آثارها، ووضع الحلول المبتكرة لها، وتوفير البدائل عنها، إضافة إلى تحفيز ودفع الموارد والتقنيات والمعلومات والثقافة والخبرات والابتكارات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وبما يتواءم مع مستهدفات أجندة التنمية المستدامة 2030″.

عهد جديد ومشرق من التنمية المستدامة

من جهته، قال عمر سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، مدير مؤسسة القمة العالمية للحكومات: أن القمة العالمية للحكومات تشكل منصة عالمية تدشن عهداً جديدا ومشرقاً جديداً من التنمية المستدامة بما يجسد جهود الإمارات الرائدة على مستوى العالم والرؤية الاستشرافية لقيادتها الرشيدة في بناء مستقبل أكثر استدامة للإنسانية جمعاء”

وأضاف: “إن المجالس العالمية لأهداف التنمية المستدامة مثلت إضافة نوعية للجهود الدولية الهادفة لتسريع تحقيق الأهداف التنموية، وأن الدور الملقى على عاتقها يعتبر دوراً رئيسياً مهماً منذ تحولها من فكرة إلى مبادرة دولية شاملة من خلال منصة القمة العالمية للحكومات التي توفر للمجالس البيئة الأمثل للجمع بين صانعي القرار وقادة الفكر من تخصصات ودول متعددة لمعالجة القضايا والملفات الأكثر أهمية في العالم على صعيد الاستدامة”.

مشاركات دولية

وفي كلمتها أمام الملتقى أشادت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بالدور المهم الذي تقوم به دولة الإمارات على صعيد تعزيز دور المنظمات العالمية العاملة في مجال دعم الطفولة، وقالت: “لقد قمنا بجهود ممتازة لدعم الطفولة، وتكريس حق الأطفال في التعليم الجيد، والحصول على الرعاية الصحية اللازمة، والحياة الكريمة، إلا أنه مازال أمام العالم سواء الحكومات أو المنظمات الدولية أو القطاع الخاص، الكثير لتقوموا به خاصة في ظل كوارث تحيط بالطفولة حول العالم، سواءً كنتيجة لتداعيات جائحة كوفيد، أو جراء للأزمات الجيوسياسية حول العالم” .

وقالت راسل: إن دول العالم اتفقت منذ 7 أعوام على تبني أهداف التنمية المستدامة، وبأن اليونيسيف كانت محظوظة للتعاون مع دول الإمارات من أجل تحقيق هذه الأهداف، وتابعت، “في الوقت الذي أحرزنا فيه تقدماً في هذا الإطار، فقد شهدنا أيضاً بعض التراجع بسبب تحديات الوباء والتغير المناخي والصراعات الحالية التي تهدد مسيرة هذا التقدم. يجب علينا أن نضع حقوق الطفل في صميم الخطط العالمية، كما يجب علينا الاستثمار في برامج الحماية الاجتماعية. إن نحو 23 مليون طفل لم يحصلوا على اللقاحات الأساسية في العام 2020 وحده، كما يتعين علينا التعامل مع مشكلة الصحة النفسية التي تواجه العديد من الأطفال والمراهقين حول العالم”.

وأضافت راسل: “يجب التركيز على الأطفال في المجتمعات منخفضة الدخل. كما يجب ضمان عودة الأطفال إلى الصفوف الدراسية والتعليم. لقد أجبر الوباء الملايين من النساء حول العالم على خسارة وظائفهن، وثمة عشرة ملايين طفلة معرضة إلى مخاطر الزواج المبكر. وهناك ملايين الأطفال الذين لا يملكون نفاذاً إلى المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي. لذا لا يمكننا تحقيق أهداف التنمية المستدامة بدون إحراز تقدم ملموس في مجال الأطفال”.

الحفاظ على الموارد

من ناحية أخرى، شهد المنتدى مشاركة وفال رامكالاون، رئيس جمهورية سيشل، الذي حاوره عبد الله ناصر لوتاه مدير عام مكتب رئاسة مجلس الوزراء في وزارة شؤون مجلس الوزراء نائب رئيس المجالس العالمية لأهداف التنمية المستدامة.

وأشار رئيس سيشل خلال الجلسة الحوارية إلى أن أهداف التنمية المستدامة كانت جزءاً لا يتجزأ من حياته منذ الطفولة، منوهاً بأن سكان سيشل حريصون على عدم هدر المياه والحفاظ على الموارد، مؤكداً أن أهداف التنمية المستدامة 13 و14 و15 تعالج بشكل خاص مكامن الضعف التي تواجهها دولة جزرية مثل سيشل التي تحيط بها المياه من كل جانب.

وقال حول أثر الشباب ودورهم في المستقبل، “يجب أن ننقل القيم الهامة إلى جيل الشباب وأن نمنحهم مستقبلاً أفضل لكي يتمكنوا من توفير هذا المستقبل الواعد للأجيال التي تليهم، كما يجب أن يتذكر الشباب أن أفعالهم تؤثر على العالم بشكل أو بآخر”.

آفاق جديدة لمستقبل الإنسانية

وحول موضوع “القيادة التحولية: آفاق جديدة لمستقبل الإنسانية”، ألقت ماري إلكا بانجستو، المدير العام لسياسات التنمية والشراكات بالبنك الدولي، وزيرة سابقة للسياحة والاقتصاد الإبداعي في جمهورية إندونيسيا، كلمة أشارت خلالها إلى أن أهداف التنمية المستدامة تمثل خارطة لمستقبلنا المشترك الذي نريد بناءه للأجيال القادمة، مؤكدة بأن اجتماع 150 دولة على هذه الأهداف كان أمراً صعباً، وبأن أداء أي دولة في تحقيق هذه الأهداف يعتمد على قياداتها.

وقالت  “إن أهداف التنمية المستدامة هي أهداف مترابطة ومتعددة الأغراض، لذا ينبغي علينا تبسيطها وتحويلها إلى أهداف سهلة، كما يجب أن يكون هناك تعاون بين الحكومات المحلية والمركزية والشركات والجهات الأكاديمية والمجتمع ككل، وأن نسمح للمواطنين بالانخراط في هذه العملية”.

خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون 70% بحلول 2050

وشهدت جلسة حوارية أخرى حول نفس الموضوع مشاركة سهيل بن محمد المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية في الإمارات، ود. محمود محيي الدين، المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي، المبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بتمويل خطة عام 2030، وروز ماري هوارو، وزيرة الحكم المحلي وتنمية المجتمع بجمهورية سيشل.

وقال سهيل المزروعي في الجلسة: “لقد أصدر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان،توجيهات بوقف حرق الغاز المصاحب لعمليات الإنتاج، ما أسهم في انطلاق مبادرة لوقف حرق الغاز تماماً في شركاتنا الوطنية، وذلك في الوقت الذي كانت فيه الشركات العالمية الأخرى تحرق الغاز الطبيعي، وفي العام 2007، بدأنا بالتفكير بتنويع مزيج الطاقة لدينا، وأطلقنا كذلك أول برنامج نووي سلمي في المنطقة، حيث احتفلنا مؤخراً ببدء تشغيل المحطة النووية الثانية، حيث توفر المحطتان 1400 ميجاواط من الطاقة”.

وأضاف: “نسعى إلى خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بنحو 70% بحلول العام 2050، وتنويع مزيج الطاقة أيضاً، وهذا ساهم في التأثير على أكثر من 40 دولة في مشاريع الاستدامة. لا شك أن هذه الجهود تأتي بفضل وجود قيادات حكيمة، وهذا يتجسد بشكل واضح في الإمارات”.

مواجهة تحديات أهداف التنمية المستدامة

وقال الدكتور محمود محيي الدين: “لا شك بأهمية القيادة في التعامل مع أهم التحديات، وأهمية منظمات مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لمجابهة التحديات التي تواجه أهداف التنمية المستدامة، هناك العديد من المؤسسات القوية التي تتواجد في كل دولة، وينبغي الاستفادة من هذه المؤسسات لتوفير الحلول للتحديات التي تواجهنا، وإن أثر الأحداث العالمية الأخيرة سيكون كبيرا على الوقود والغذاء والمسائل المالية والاقتصاد والسماد لذا سيكون هناك أثر طويل الأمد على الإنتاج الغذائي، يجب أن تتوفر لدينا حلول فورية على المدى القصير، وأن يتضافر العالم لكي نتجنب الأزمات الغذائية والمجاعات.

دعم القطاع الخاص لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة

ومن جانبها، قالت روز ماري هوارو، وزيرة الحكم المحلي وتنمية المجتمع بجمهورية سيشل: “عندما أصبحت وزيرة قبل 17 شهراً، كنت حريصة على تحفيز فريق عملي وتمكينهم من فهم خطط الحكومة الجديدة، كما حرصت على التحدث إلى زملائي الوزراء في الحكومة لكي يتمكنوا من فهم دور وزارتنا، وقد بدأنا بتنفيذ برنامج للتغيير، وركزنا على تشجيع الجميع والتواصل معهم. إن حكومة سيشل ملتزمة جداً بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، لكن لا نستطيع تنفيذها وحدنا، بل نحتاج إلى دعم القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية ودعم شعبنا أيضاً”.

تعزيز الاقتصاد الدائري والتنافسية وتطوير القطاع الخاص

وفي ما يتعلق بموضوع دفع عجلة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة لازدهار الإنسانية، ألقى فلورين ساباتارو، وزير الاقتصاد بجمهورية رومانيا، كلمة قال فيها: “يجب على القادة أن يوفروا حلولاً مستدامة على المدى القصير والمتوسط والطويل، كما يجب أن نضمن أن النمو العالمي هو أكثر شمولية.

وأضاف “كما يتعين علينا كذلك تعزيز الاقتصاد الدائري والتنافسية وتطوير القطاع الخاص، وإعادة التفكير باستراتيجيات تطوير القيادات. إن القطاعين العام والخاص بحاجة إلى شكل جديد من تطوير القيادات لإعادة تكوين استراتيجياتنا بما يساعد على تحقيق أهداف التنمية المستدامة”.

250 مليون طفل خارج المدارس

وشهدت جلسة حوارية أخرى، مشاركة كل من د. طارق محمد القرق، الرئيس التنفيذي لدبي العطاء، ود. منال تريم، المدير التنفيذي لقطاع الرعاية الصحية الأولية في هيئة الصحة بدبي، المدير التنفيذي وعضو مجلس أمناء مؤسسة “نور دبي”، والدكتورة سونيا بن جعفر، الرئيس التنفيذي لمؤسسة عبد الله الغرير للتعليم.

وقال د. طارق محمد القرق: “هناك نحو 250 مليون طفل خارج المدارس، و750 مليون طفل ومراهق لا يستطيعون القراءة أو الكتابة، لا يمكننا حل هذه المشاكل إذا لم نكن متوحدين وعملنا بشكل جماعي. وإذا لم نقم بالتنسيق والتعاون فإن هذه العقبات والمشاكل ستستمر. يجب على الدول أن تتبنى أنظمة تعليمية جديدة لاستبدال الأنظمة القديمة التي طُبقت منذ 120 عاماً”.

وأضاف  “لقد عملت دبي العطاء على تصميم نظام تعليمي جديد خلال السنوات الخمس السابقة، ويسعدني أن أعلن عن هذا النظام في هذه الجلسة. لقد وافقت جميع هيئات الأمم المتحدة والمؤسسات متعددة الأطراف على هذا النظام، وسوف نكشف عنه قريباً”.

30 مليون مستفيد

من ناحيتها، قالت الدكتورة منال تريم: “إن تنفيذ استراتيجيات التنمية والحفاظ عليها ليس أمراً سهلاً. ومن الأهمية بمكان أن نوفر النفاذ إلى رعاية صحية عالية الجودة بأسعار معقولة. ولدينا برامج عديدة في عدة دول تتناسب مع ثقافة وتنوع كل دولة. وما ساعدنا على الوصول إلى أكثر من 30 مليون مستفيد هو فهم ماهية البيئة التي نعمل فيها وثقافة الناس والشركاء الذين نتعاون معهم”.

التعليم الإلكتروني أداة سحرية

وقالت الدكتور سونيا بن جعفر: “في شهر مارس 2020، لم يعد 13 مليون طالب جامعي في العالم العربي قادرين على الدراسة في جامعاتهم بسبب الوباء المفاجئ، لكن التعليم الإلكتروني كان بمثابة أداة سحرية ساعدت على استمرار التعليم. وقد تعلمنا من ذلك أن التغيير ممكن، وأن من الأهمية بمكان الاضطلاع باستراتيجيات جديدة في هذا الإطار. يجب التحرك نحو منظومات جديدة من الشراكات المبنية على قيم مشتركة حول أهداف التنمية المستدامة”.

سفراء التغيير لإمكانيات لا حدود لها

وفي جلسة بعنوان “المجالس العالمية لأهداف التنمية المستدامة: سفراء التغيير لإمكانيات لا حدود لها”، ألقى أيمن المؤيد، وزير الشباب والرياضة في مملكة البحرين، كلمة قال فيها: “نعتمد في البحرين على 5 ركائز هي تبادل الأفكار، حيث نجتمع نحن الوزراء كل يوم خميس للتواصل وتبادل الخبرات والتجارب والدروس المستفادة، إضافة إلى توطين التجارب والبرامج، والتواصل والتوعية، وتعزيز مشاعر الأمثل والثقة، والركيزة الخامسة تعتمد على إعادة هذه الدورة، الأمر الذي يحولنا إلى سفراء تغيير حقيقيين”.

الأثر للحصول على التمويل

بدورها، قالت ماري إيمي بوري، المدير العام للتمويل ذي التأثير الإيجابي لدى “سوسيتيه جنرال” للخدمات المصرفية والاستثمار في الجلسة نفسها: “أرى أنه يجب التركيز على الأثر أولاً للحصول على التمويل، لأن إظهار القيمة والأثر الإيجابي يساعد على دعم مسألة الحصول على تمويل، ويمكن أن يتم ذلك من خلال المبادرات الحالية عوضاً عن الاضطلاع بمبادرات جديدة”.

وتحدث إبراهيم الزعبي، الرئيس التنفيذي للاستدامة في شركة ماجد الفطيم القابضة، قائلاً: “يجب الحفاظ على الزخم في القطاع الخاص، لقد استطعنا تحديد المشكلة والتحديات والتركيز على الحلول والفرص بشكل فوري، وقمنا بدمج هذه الحلول في نموذج أعمالنا لزيادة العائدات، لا شك أن الإمارات تشكل مثالاً ممتازاً على صعيد المجالس العالمية لأهداف التنمية المستدامة بحيث يمكن استنساخه على المستوى الحكومي والقطاع الخاص”.

ولفتت خولة المهيري، النائب التنفيذي للرئيس لقطاع الاستراتيجية والاتصال الحكومي بهيئة كهرباء ومياه دبي، إلى أهمية دعم صناع السياسات على المستوى المحلي والدولي لفهم أهداف التنمية المستدامة، منوهة بأن المجالس العالمية لأهداف التنمية المستدامة تمثل نموذجاً جيداً للشراكات التعاونية، وبأن هذه المجالس قادرة على تطوير حلول سياسات متكاملة.

الاستثمار في القدرات البشرية

وشهدت جلسة أخرى بعنوان “تمكين المجتمعات ومستقبل التعليم والصحة والتكنولوجيا” مشاركة كل من أمينات شونا، وزير البيئة والتغير المناخي والتكنولوجيا، جمهورية المالديف، وإيزابيل أبو الهول، المدير التنفيذي وعضو مجلس أمناء مؤسسة الإمارات للآداب، وكلينت براون، مدير هندسة المنتجات في “إزري”، وكلير كاسي، المدير العالمي للسياسات والرؤى في “إيكونوميست إمباكت”.

وقالت أمينات شونا: “إن بناء دولة مرنة وقادرة على التكيف مع التغير المناخي يتطلب الاستثمار في القدرات البشرية والتعليم والرعاية الصحية. إن الطريقة الوحيدة التي تمكننا من مجابهة التغير المناخي هي الاستثمار في رأس المال البشري وتحضير الشباب لأثر التغير المناخي. لقد حصل أكثر من 90% من شعب المالديف على اللقاح، واستطعنا أن نفتح بلدنا مجدداً للسياحة بعد ثلاثة أشهر من الإغلاق. وقد اعتمدنا على التكنولوجيا بشكل مكثف خلال الوباء من أجل التنمية ومراقبة المناخ”.

ومن ناحيتها، قالت إيزابيل أبو الهول، المدير التنفيذي وعضو مجلس أمناء مؤسسة الإمارات للآداب: “لقد جئت إلى الإمارات في العام 1968، ولم تكن الحياة آنذاك مثلما هي الآن وكان هناك ندرة في المياه. لذا كان السكان حريصين على عدم إهدار الموارد، وكان لذلك أثراً إيجابياً عميقاً على نفسي، كما إن دبي معروفة بقدرتها على إيجاد الحلول لكل مشكلة، وقد تمكنا بدورنا من إيجاد الحلول، وفي ظل الجائحة أقمنا الفعاليات في الهواء الطلق مع الالتزام بالتباعد الاجتماعي واستعملنا التكنولوجيا أيضاً”.

تطور التكنولوجيا

وقال كلينت براون: “لقد تطورت التكنولوجيا خلال العامين الماضيين أكثر من تطورها خلال العشرة أعوام السابقة. وبعد خمس سنوات من الآن، سوف يدخل طلاب المرحلة الثانوية إلى قوى العمل. لذا هناك الكثير من الجهود التي ينبغي بذلها لدعمهم وتدريب الجيل القادم من المهنيين. وسوف يتعين عليهم أيضاً تعلم طرق العيش المستدام وإعادة التدوير بطرق لم نكن نتخيلها. وإن جيل الشباب قادر على المساهمة في هذا السياق”.

وقالت كلير كاسي: “إن ما يساعدنا على تعزيز المرونة الاجتماعية هو اتخاذ قرارات مبنية على الأدلة والبيانات والقياس. وهذه الأداة مناسبة في تمكين صنّاع السياسات من اتخاذ القرارات. يجب أن نتعلم كيفية الاستجابة لتحسين أنظمتنا وتطوير هيكليات جديدة لكي نكون أكثر استعداداً لأي أزمة قادمة”.

التعاون لتحقيق هدف مشترك

بدوره، ألقى إدوارد نجيرينتي، رئيس مجلس الوزراء في جمهورية رواندا، كلمة ختامية أشار فيها إلى أن العالم يجتمع اليوم تحت قبة القمة العالمية للحكومات بشكل حضوري بعد عامين من الوباء، مشيراً إلى أن هذا يعكس ما يمكن تحقيقه عندما تتعاون الدول مع بعضها البعض لتحقيق هدف مشترك.

وقال كذلك: “توفر أجندة 2030 مساراً وهدفاً عاماً تلتزم فيه جميع الدول. إننا نطمح إلى توفير جودة عالية لجميع المواطنين، وقد تم دمج أهداف التنمية المستدامة بشكل كامل في أجندتنا الوطنية”.

وأضاف  “يجب أن تضطلع عملية التعافي من الوباء باقتصادات ومجتمعات أكثر ملاءمة للبيئة. لقد حصل 60% من سكان رواندا فوق الـ18 عاماً على اللقاحات، وأظهرت البلاد مؤشرات واعدة على التعافي. ولا شك بأن هذا المنتدى يمثل مناسبة مثالية للتفكير في استراتيجياتنا وتعزيز التزاماتنا والحفاظ على الزخم في هذا العقد. إن أجندة 2030 هي أجندة طموحة وتتطلب موارد مالية كبيرة”.

جلسات حوارية

وناقش المشاركون قدرة المجالس العالمية لأهداف التنمية المستدامة، بشبكتها الفريدة وتعدد شراكاتها وتخصصاتها، على وضع حجر الأساس لمرحلة القيادة التحولية، والسعي لتحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030، ورسم مستقبل باهر للأجيال المستقبلية. بالإضافة إلى العديد المواضيع التي تشغل بال العالمي في موضوع الاستدامة، وسبل تحقيق الأهداف العالمية.

وتتميز الدورة الجديدة للمجالس العالمية لأهداف التنمية المستدامة بتطبيق نموذج أكثر شمولاً، بحيث ينتقل التركيز من عمل كل لجنة على هدف واحد بشكل حصري، إلى العمل على نموذج مترابط يضمن منهجية تدعم معالجة أهداف عالمية مختلفة في مشروع واحد، بحيث يمكن أن يحتوي إطار العمل الجديد لكل مجلس على هدف “تركيزي” واحد، يمكن أن يتضمن أيضاً مجموعة من الأهداف الأخرى.

الجدير بالذكر، أنه تم إطلاق مبادرة المجالس العالمية لأهداف التنمية المستدامة عام 2018 ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات 2022، التي تشكل منصة عالمية رائدة تجمع تحت مظلتها نخبة من قادة الحكومات والوزراء وكبار المسؤولين وصنّاع القرار ورواد الأفكار والمختصين في الشؤون المالية والاقتصادية والاجتماعية من مختلف دول العالم، لتبادل الخبرات والمعارف والأفكار التي تسهم في استشراف مستقبل الحكومات، وتستضيف مجموعة متنوعة من الورش والجلسات والمبادرات التي تركز على أحدث الاتجاهات وأفضل الممارسات في قيادة الحكومات، وتقديم حلول مبتكرة لاستباق التحديات العالمية.

تابعنا على تطبيق نبض

Comments

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: