أخبارتغير المناخ

تحذيرات من فشل قمة المناخ الافريقية في عكس أولويات القارة

كتبت : حبيبة جمال

مع اعتلاء قمة المناخ الأفريقية المسرح “بمثابة منصة لعرض الحلول والابتكارات والمشاريع العالمية التي تهدف إلى التخفيف من تحديات تغير المناخ”، فإنها تمثل فرصة لإعادة تشكيل سرد العمل المناخي في القارة.

ولكن من الضروري أن ندرس بشكل نقدي ما إذا كانت القمة تعكس حقاً احتياجات أفريقيا وتطلعاتها، أو ما إذا كانت قد اختطفتها أجندات خارجية.

واكدت بيرثا ليتسوكو، القائدة التنظيمية لحملة المناخ والطاقة في منظمة السلام الأخضر بأفريقيا، أنه من الأمور المركزية في رؤية هذه القمة ضرورة تحفيز أنظمة الطاقة المتجددة والبنية التحتية للكهرباء في جميع أنحاء القارة الأفريقية، إنها رؤية تحمل الوعد بتغيير حياة الملايين، مع رسم الطريق نحو مستقبل أكثر استدامة.

ومن خلال تسخير الإمكانات الهائلة للطاقة المتجددة، لا يمكننا التخفيف من آثار تغير المناخ فحسب، بل يمكننا أيضًا دفع النمو الاقتصادي، وخلق فرص العمل، وإنهاء “فقر الطاقة” لأكثر من نصف مليار أفريقي، وتحقيق أمن الطاقة بنسبة 100٪، ومع انعقاد القمة، تظهر حقيقة مثيرة للقلق.

وبدلاً من العمل كمنصة لتعزيز مصالح أفريقيا وأولوياتها، يبدو أنها وقعت تحت سيطرة الجهات الفاعلة الخارجية.

الوقود الاحفوري

ويبدو أن الشركات الاستشارية مثل ماكينزي، التي تتمتع بعلاقات وثيقة مع صناعة الوقود الأحفوري، تمارس نفوذها، وتقدم أجندات قد لا تتماشى بالضرورة مع المصالح الفضلى لأفريقيا، وهذا يثير سؤالاً جوهرياً: هل تهدف هذه التدخلات حقاً إلى تمكين أفريقيا، أم أنها مجرد وسيلة لتعزيز المصالح الخارجية؟

ورغم أن التعاون والشراكات الدولية يشكلان أهمية بالغة، فمن الضروري ألا يتم طمس صوت أفريقيا أو تجاوزه، حتى في قمتها.

وينبغي أن تكون هذه القمة بمثابة مساحة للحوار الحقيقي، حيث يستطيع القادة الأفارقة والعلماء ورجال الأعمال في صناعة الطاقة المتجددة والشباب وغيرهم من الناشطين على مستوى القاعدة التأكيد على وجهات نظرهم واحتياجاتهم وحلولهم.

إن التحديات التي تواجهها أفريقيا متميزة ومعقدة، ويجب أن تكون الحلول محددة السياق ومتأصلة في المعرفة والخبرة المحلية، ومن أجل معالجة أزمة المناخ بشكل حقيقي، يجب ألا تكون التدخلات قابلة للحياة من الناحية الفنية والمالية فحسب، بل يجب أن تكون عادلة اجتماعيًا أيضًا.

وينبغي للقمة أن تعطي الأولوية للوصول العادل إلى الموارد والتكنولوجيا، وينبغي أن يساعد في تجنب السيناريو الذي تعود فيه فوائد أنظمة الطاقة المتجددة بشكل غير متناسب على الشركات الأجنبية أو النخب المتميزة.

إن أفريقيا لديها الفرصة لإعادة تعريف التنمية، مع التركيز على مبادئ الاستدامة والشمولية وتقرير المصير.

خطر أخر

وهناك خطر آخر يتمثل في مدى انفتاح القمة أمام المضاربين على ائتمان الكربون والدعاة لأسواق الكربون التي تعمل على غسل البيئة بدلاً من تقليل الانبعاثات الضارة، وكما ينبغي حظر بيع زيت الثعبان في نظامنا الصحي، فلا ينبغي لقمة المناخ الأفريقية أن تصبح ضجة للحلول الزائفة.

ولا تكمن الإمكانات الغنية التي تتمتع بها القارة في مواردها فحسب، بل في شعبها أيضا، الذي يمتلك القدرة على الصمود والإبداع والتصميم اللازم للتغلب على أزمة المناخ.

فلتكن قمة المناخ الأفريقية منارة للأمل والتمكين، ومنصة تُسمع فيها الأصوات الأفريقية، وتكون الحلول مدفوعة بالإبداع الأفريقي.

وهذا هو الوقت المناسب لاستعادة السرد وضمان توافق نتائج القمة مع الرؤية الجماعية لأفريقيا المزدهرة والمستدامة القادرة على تقرير مصيرها بنفسها..

تابعنا على تطبيق نبض

Comments

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: