عضو الهيئة الدولية لتغير المناخ يشرح تأثير تغير المناخ على المناطق الساحلية والأراضي الزراعية
يهدد بموت الكائنات البحرية خاصة الطحالب الملونة التي تعيش بالشعاب المرجانية

كتب محمد ناجي
التغيرات المناخية من أبرز التحديات التي يواجهها قطاع المياه في مصر إلى جانب الزيادة السكانية ومحدودية الموارد المائية، الأمر الذي يستلزم وضع السياسات اللازمة واتخاذ العديد من الإجراءات وتنفيذ العديد من المشروعات الكبرى للتكيف مع هذه التأثيرات السلبية وتحقيق الإدارة المتكاملة والمثلى للموارد المائية، وزيادة المرونة في التعامل مع مختلف التحديات.
تأثيرات تغير المناخ على مصر
الدكتور سمير طنطاوي، استشاري التغيرات المناخية بالأمم المتحدة، وعضو الهيئة الدولية لتغير المناخ، شرح لـ”المستقبل الأخضر”، تأثيرات تغير المناخ على مياه مصر، قائلا: “التغيرات المناخية لها تأثيرات كثيرة ومتنوعة علي كافة مناحي الحياة، فارتفاع درجة الحرارة الناتج عن زيادة تركيزات غازات الاحتباس الحراري بغلاف الأرض له تاثيرات وتبعات سلبية كثيرة علي كافة القطاعات – نذكر علي سبيل المثال أهمها بالنسبة لمصر، فارتفاع درجة الحرارة يؤدي إلي ذوبان الكتل الجليدية بالقطبين مما يؤدي إلي ارتفاع مستوي سطح البحر، مهددا بغرق المناطق الساحلية المنخفضة والتأثيرات السلبية على الأراضي الزراعية الخصبة بهذه المناطق وتبويرها وتدهور الإنتاجية الزراعية، وما له من تأثير علي الأمن الغذائي، وتلوث مخزون المياه الجوفية بمياه البحر المالحة، هذا بالإضافة إلي التأثير السلبي علي البنية التحتية والمنشآت الساحلية ومناطق الجذب السياحي والصناعي”.
وأضاف عضو الهيئة الدولية لتغير المناخ: “كما يؤدي ارتفاع الحرارة إلي زيادة معدلات البخر من المسطحات المائية وفقد كميات كبيرة من المياه العذبة وزيادة الإجهاد المائي للكائنات الحية في محاولة للتغلب علي ارتفاع درجة الحرارة، كما تؤدي ارتفاعات الحرارة والرطوبة إلي هجرة أنواع من الحشرات الناقلة للأمراض غير المتوطنة نتيجة توافر الظروف المناخية لها كبعوضة الانوفيلوس الناقلة لمرض الملاريا”.
وأشار الدكتور سمير طنطاوي، إلى أن زيادة تركيزات غازات الاحتباس الحراري وامتصاص البحار والمحيطات لكميات كبيرة منها مع ارتفاع الحرارة يؤدي إلي ارتفاع حامضية مياه البحر، مما يهدد بموت الكائنات البحرية خاصة الطحالب الملونة التي تعيش بالشعاب المرجانية وبذلك تتحول هذه الشعاب إلي مواد كلسية بيضاء وتفقد الميزة النوعية التي تجذب بها العديد من سياح رياضة الغوص”.
واختتم قائلا:”ارتفاع للحرارة أيضا له تاثيرات سلبية علي التنوع الحيوي ويهدد بانقراض وهجرة العديد من الأنواع من أماكن معيشتها إلي أماكن أخري”.
احتياجات مصر من المياه
ومن المعروف، أن مصر تعتمد بنسبة 97% على مياه نهر النيل، وتصل احتياجات مصر المائية إلى نحو 114 مليار متر مكعب سنوياً يقابلها موارد مائية لا تتجاوز الـ60 مليار متر مكعب سنوياً، بعجز يصل إلى 54 مليار متر مكعب سنويا، ويجرى سد هذه الفجوة من خلال إعادة استخدام المياه، واستيراد محاصيل زراعية بما يعادل نحو 34 مليار متر مكعب سنوياً.
ومن المؤكد أن قضية التغيرات المناخية تُعد من أهم القضايا التي يواجهها العالم في الوقت الحالي، نظراً للآثار الواضحة والمتزايدة للتغيرات المناخية على جميع الحياة وخاصة التأثيرات السلبية على الموارد المائية، فتغير المناخ، يهدد الإنتاج الغذائي حول العالم، إضافة للتسبب في ارتفاع منسوب سطح البحر الذي يهدد الأراضي المنخفضة حول العالم ومنها دلتا نهر النيل، إضافة للتأثير غير المتوقع على كميات الأمطار بمنابع الأنهار، الأمر الذي يضع قطاع المياه على رأس القطاعات المتأثرة سلباً بالتغيرات المناخية.