“بقاءنا على قيد الحياة يعتمد على الحفاظ على البيئة”.. رحلة ليوناردو دي كابريو لمواجهة خطر تغير المناخ
محمد ناجي
لأن تغير المناخ يشكل تحديا بالغ الأهمية على الصعيد العالمي، حيث يفضي إلى عواقب طويلة الأمد تتأثر بها التنمية المستدامة في جميع البلدان، أكد النجم العالمي ليوناردو ديكابريو، الحاصل على عدة جوائز سينمائية، والذي رُشح أربع مرات لنيل جائزة الأوسكار، أنه يؤيد بجسارة قضايا البيئة منذ فترة طويلة من مسار عمله.
وفي عام 1998، عندما كان ديكابريو في الرابعة العشرين من عمره، أنشأ المؤسسة التي تحمل اسمه، والتي تضع على كاهلها مهمة حماية آخر المواقع البرية على سطح الأرض، وتطبيق حلول ترمي إلى زيادة التواؤم في علاقة الإنسان بعالم الطبيعة.
ويعمل ديكابريو من خلال تقديم المنح، والحملات الجماهيرية، والمشاريع الإعلامية، على استرعاء الانتباه إلى حماية التنوع الأحيائي، وحفظ المحيطات والغابات، وتغير المناخ، مع توفير التمويل اللازم.
وتقدم مؤسسة ليوناردو ديكابريو الدعم إلى ما يزيد على 35 مشروعا من المشاريع الابتكارية في مجال المحافظة على البيئة في شتى أرجاء العالم التي تستهدف حماية النظم الإيكولوجية الهشة وأنواع الأحياء المهمة.
كما يعمل ديكابريو أيضا في مجالس إدارة عدة منظمات تتولى حماية البيئة، منها الصندوق العالمي للأحياء البرية، ومجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية، والصندوق الدولي لرعاية الحيوان، ومنظمة المحافظة على البحار والمحيطات.
ويعمل أيضا مستشارا في منظمةThe Solutions Project (مشروع الحلول)، وهي منظمة تكرس جهودها صوب رفع مستوى استعمال الطاقة النظيفة والمتجددة، وخلال عام 2014، مُنح ديكابريو جائزة كلينتون للمواطن العالمي المرموقة تشريفا له وتقديرا لما يقوم به من أعمال خيرية.
وقد قام الأمين العام للأمم المتحدة في ذلك الوقت بتعيين ديكابريو سفيرا للسلام في مجال التركيز بوجه خاص على مسألة تغير المناخ، وذلك قبل انعقاد مؤتمر قمة المناخ عام 2014، بهدف تحفيز وتنشيط العمل في مجال المناخ صوب إبرام اتفاق عالمي بشأن المناخ عام 2015.
وبعد عودته من مؤتمر الأطراف الدولي السادس والعشرين للمناخ (cop 26) في [لاسكو شارك النجم ليوناردو دي كابريو في حفل إطلاق فيلمه الأخير “دونت لوك أب”، وذكر خلال الحفل أنه وافق على المشاركة في هذا العمل لأن قصته المتمحورة على مذنب يهدد بالقضاء على الحياة بأشكالها كافة على الأرض تشبه بشدة الوضع الحالي جراء الأزمة المناخية العالمية.
ويجري دي كابريو مقابلات مع أصحاب القرار في مختلف القطاعات في كل من الدول النامية والمتقدمة لاستمزاج آرائهم حول ما يجب القيام به من أجل منع وتخفيف الآثار المترتبة عن التغيّر المناخي.
وفي وقت ماضي عرضت “ناشونال جيوجرافيك أبو ظبي”، فيلم “قبل الطوفان” (Before the Flood) وهو من بطولة الممثل العالمي وسفير الأمم المتحدة للسلام ليوناردو دي كابريو الحائز على جائزة الأوسكار، الذي استمدّ إلهامه من رحلة طويلة للبحث عن حلول حقيقية لتأثيرات التغيّر المناخي وتسليط الضوء عليها، بما في ذلك مخاطر ارتفاع درجات الحرارة في منطقة الشرق الأوسط.
ويقول دي كابريو “إن التغير المناخي يشكل أكبر التهديدات الحقيقية التي يواجهها كوكبنا”، ويتابع “يجب علينا أن نعمل معاً كصوت واحد من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة فورا”، مؤكداً “أن بقاءنا على قيد الحياة يعتمد على ذلك. وهذا الفيلم الوثائقي يترجم أعراض وحلول التغيّر المناخي قبل أن يتم تشويه المعلومات كما جرت العادة من قبل أولئك الذين لديهم مصلحة مالية في إنتاج الوقود الأحفوري”.
