انبعاثات غاز الميثان تصل إلى ارتفاع قياسي لأول مرة منذ 63 عام
انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المحرك الرئيسي لتغير المناخ الذي يسببه الإنسان

كتب مصطفى شعبان
انبعاثات الميثان العالمية قفزت بمقدار قياسي في عام 2021، يعد أسرع معدل زيادة منذ بدء المراقبة قبل 63 عامًا.
فالميثان مكون رئيسي للغاز الطبيعي، أقوى 84 مرة من ثاني أكسيد الكربون، ولكنه لا يدوم طويلاً في الغلاف الجوي قبل أن يتحلل.
وأعلنت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، إن الزيادة السنوية في غاز الميثان في الغلاف الجوي العام الماضي كانت 17 جزءًا في المليار، وهي أكبر كمية مسجلة منذ بدء القياسات المنهجية في عام 1983.
وأضافت الإدارة، أن الانبعاثات العالمية من الميثان، ثاني أكبر مساهم في تغير المناخ الذي يسببه الإنسان بعد ثاني أكسيد الكربون، قفزت بمقدار قياسي في عام 2021 .
من بين المساهمين الرئيسيين في انبعاثات غاز الميثان استخراج النفط والغاز ومدافن النفايات ومياه الصرف وتربية الماشية.
قال ريك سبينر اد، مدير الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) ، في بيان: ”تُظهر بياناتنا أن الانبعاثات العالمية تستمر في التحرك في الاتجاه الخاطئ بوتيرة سريعة”، ″الدليل ثابت ومثير للقلق ولا يمكن إنكاره”.
وشرحت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، أن الزيادة في غاز الميثان بلغت خلال عام 2020، 15.3 جزءًا في المليار، وفي عام 2021، بلغ متوسط مستويات الميثان في الغلاف الجوي 1895.7 جزء من المليار، أو ما يقرب من 162 %، أعلى من مستويات ما قبل الصناعة.
تحالف لخفض انبعاثات غاز الميثان
يأتي التقرير بعد أن انضمت أكثر من 100 دولة إلى تحالف لخفض انبعاثات غاز الميثان بنسبة 30% بحلول عام 2030 من مستويات 2020.
يشمل التعهد العالمي بشأن الميثان لعام 2021 ستة من أكبر 10 مصادر لانبعاثات غاز الميثان في العالم – الولايات المتحدة والبرازيل وإندونيسيا ونيجيريا وباكستان والمكسيك. ولم تنضم الصين وروسيا والهند وإيران إلى التعهد.
في العام الماضي، أعلن تقرير تاريخي للأمم المتحدة، أن خفض الميثان بشكل كبير ضروري لتجنب أسوأ نتائج الاحتباس الحراري.
وقال التقرير، إنه إذا كان بإمكان العالم خفض انبعاثات الميثان بنسبة تصل إلى 45٪ حتى عام 2030، فإنه سيمنع 255 ألف حالة وفاة مبكرة و775 ألف زيارة للمستشفيات مرتبطة بالربو على أساس سنوي.
وسيلة رخيصة وسهلة
قال كاسي سيجل، مدير معهد قانون المناخ التابع لمركز التنوع البيولوجي، إن تقليل الميثان هو وسيلة رخيصة وسهلة نسبيًا لتحقيق فوائد مناخية كبيرة.
وقال سيجل في بيان: ”يجب أن تكون تخفيضات غاز الميثان جزءًا من جهد عالمي تحويلي للتخلص التدريجي من الوقود الحفري القاتل لصالح طاقة متجددة نظيفة حقًا”، ″أي شيء أقل من ذلك يضعنا على طريق كارثي إلى عالم لا يمكن التعرف عليه.”
وجدت دراسة نُشرت في دورية ” رسائل أبحاث البيئة”، أن خفض انبعاثات الميثان من صناعة النفط والغاز والزراعة والمصادر البشرية الأخرى يمكن أن يبطئ تغير المناخ، بنسبة تصل إلى 30%، كما حذرت NOAA من أن ثاني أكسيد الكربون مستمر في الارتفاع بمعدلات عالية تاريخيًا.
وقالت الوكالة، إن متوسط السطح العالمي لثاني أكسيد الكربون العام الماضي بلغ 414.7 جزء في المليون، بزيادة 2.66 جزء في المليون عن متوسط عام 2020.
أسرع معدل زيادة
يمثل القياس العام العاشر على التوالي الذي يرتفع فيه ثاني أكسيد الكربون بأكثر من جزأين في المليون، وهو أسرع معدل زيادة منذ بدء المراقبة قبل 63 عامًا.
وقالت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، إنه بينما كان هناك بعض الجدل حول سبب الارتفاع المستمر في انبعاثات الميثان، فإن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون هي المحرك الرئيسي لتغير المناخ الذي يسببه الإنسان.
وقال بيتر تانس، العالم البارز في مختبر الرصد العالمي :” تأثير انبعاثات ثاني أكسيد الكربون تراكمي”.قال تانس: ”حوالي 40% من انبعاثات فورد موديل تي من عام 1911، لا تزال في الهواء اليوم”، ″نحن في منتصف الطريق لمضاعفة وفرة ثاني أكسيد الكربون التي كانت موجودة في الغلاف الجوي في بداية الثورة الصناعية.”