الهيدروجين يغير صناعة الطاقة ويزيح الوقود الأحفوري كمصدر رئيسي للانبعاثات الكربونية
نيويورك تحظر وصلات الغاز الطبيعي في جميع المباني الجديدة بدءا من 2023..

أقر المشرعون في مدينة نيويورك، مشروع قانون يحظر وصلات الغاز الطبيعي في جميع المباني الجديدة، لتصبح أكبر مدينة أمريكية تسن إجراءات تحظر على المطورين تركيب مواقد تعمل بالغاز والأفران، وأنظمة تسخين المياه في الأبنية الجديدة.
هذه الإجراءات الجديدة سيبدأ تطبيقها من 2023 ، على المباني التي تحتوي على أقل من سبعة طوابق، ويمثل لوائح مماثلة أصدرتها بيركلي وسياتل؛ وهي جزء من جهود لحركة “كهربة كل شيء” (electrify everything) كوسيلة لخفض انبعاثات الكربون من استخدام الطاقة في المباني.
يشير الهيدروجين الأخضر إلى الهيدروجين المنتج بالكامل من مصادر الطاقة المتجددة، مثل طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية، بدلاً من استخدام الوقود الأحفوري.
ويمكن استخدام مزيج الغاز الطبيعي مع الهيدروجين هذا في الأجهزة المنزلية الاعتيادية مثل الأفران والمواقد ومجففات الملابس، حوالي 60% من منازل الولايات المتحدة تعتمد على تسخين الغاز، بما في ذلك ثلاثة من كل خمسة منازل في ولاية نيويورك، وفقاً لـ”إدارة معلومات الطاقة الأمريكية”.
لكن حتى عندما أشارت مدينة نيويورك إلى نواياها بالابتعاد عن الوقود الأحفوري، التزمت “ناشيونال جريد”، وهي شركة مرافق عامة محلية بجعل بنيتها التحتية الحالية للغاز الطبيعي أنظف وصديقة للبيئة بشكل أكبر.
وقد أعلنت “ناشيونال جريد” وبلدة هيمبستيد في لونج آيلاند عن مشروع “هاي جريد” (HyGrid)، وهو برنامج لمزج الهيدروجين “الأخضر” عديم الانبعاثات في نظام توزيع الغاز الطبيعي لتدفئة حوالي 800 منزل وتزويد ما لا يقل عن 10 محركات توزيع تابعة للبلدية بالطاقة.
وقال رودولف وينتر، رئيس قسم نيويورك لدى شركة “ناشيونال جريد”، في بيان: “نعتقد أن الهيدروجين يمكن أن يغير صناعة الطاقة، ونحن في طليعة هذه الجهود… يوضح هذا المشروع المثير أنه يمكن استخدام مزج الهيدروجين لإزالة الكربون من الشبكات الحالية”.
على الرغم من أن “هاي جريد” هو مجرد مشروع تجريبي في الوقت الحالي، إلا أن “ناشيونال جريد”، التي تعمل في نيويورك ورود آيلاند وماساتشوستس تتطلع إلى توسيع توافر الوقود الهجين على نطاق أوسع.
كما يشارك المرفق أيضاً مع جامعة “ستوني بروك” و”هيئة أبحاث الطاقة” في ولاية نيويورك و”مبادرة الموارد منخفضة الكربون” في بحوث إزالة الكربون.
معدات توليد الطاقة الشمسية والرياح الموجودة في بلدة هيمبستيد تنتج الهيدروجين، الذي سيتم مزجه مع الغاز الطبيعي التقليدي تدريجياً على مدى السنوات الثلاث المقبلة، بدءاً من 5% هذا العام وبعد ذلك تستمر الزيادة تدريجياً لتصل أخيراً إلى 20%.
ويعد مشروع هيمبستيد التجريبي واحداً من المشاريع الأولى في الولايات المتحدة التي توصل مزيج الهيدروجين إلى المنازل.
تقوم “ناشيونال جريد” في المملكة المتحدة بمشروع مماثل في اسكتلندا، وبدأت شركة غاز أسترالية في تزويد المنازل بمزيج هيدروجين أخضر 5% في مايو. ظهرت أيضاً نماذج تجريبية لمزج الهيدروجين في ولايتي كاليفورنيا وكولورادو.
يقول أرفيند رافيكومار، الأستاذ المشارك في قسم هندسة البترول والنظم الجيولوجية في “جامعة تكساس” التي تتخذ من أوستن مقراً لها، إن المشاريع التجريبية مثل “ناشيونال جريد” مفيدة لفهم أفضل طريقة لاستخدام الهيدروجين كوقود.
عند حرق الهيدروجين، ينبعث منه بخار الماء فقط، مما يجعله بديلاً جذاباً للوقود الأحفوري في الصناعات كثيفة الاستخدام للطاقة مثل صناعة الصلب وشاحنات الشحن التي ثبتت صعوبة كهربتها. يقول رافيكومار إن البحث عن فوائد أو عيوب الهيدروجين والدور الذي يمكن أن يلعبه في تحول الطاقة لا يزال مفقوداً.
ويضيف رافيكومار عن مشروع بلدة هيمبستيد التجريبي: “لا يمكننا القول إن هذا المشروع هو برنامج للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري… ولكن هذا مشروع بحثي مهم لمساعدتنا على فهم أفضل للكيفية التي سيتطور بها اقتصاد الهيدروجين وكيفية حل بعض التحديات التقنية داخل النظام البيئي للهيدروجين”.
بالنسبة للمستهلكين الذين يستخدمون الغاز الهجين في بلدة هيمبستيد، لا تتطلب المشاركة في البرنامج أي تعديلات على أجهزتهم ولن تأتي بأي تكلفة إضافية، وهو أمر قال وينتر إنه كان أكثر أهمية بالنسبة له عند التفكير في انتقال الطاقة.