“المساجد الخضراء” حل مثالي لمكافحة أزمة المناخ
تحويل 10مساجد فقط لإنتاج الطاقة الشمسية يولّد 22.3 جيجا واط والاستغناء عن حرق 5 ملايين ليتر من البنزين

تحول 10 مساجد كبرى على مستوى العالم إلى إنتاج الطاقة الشمسيّة يمكن أن يولّد حوالي 22.3 جيجا واط-ساعة من الطاقة الكهربائيّة في السنة، وأن يخفض 12،025 طن متري من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ما يعادل الاستغناء عن حرق أكثر من 5 ملايين ليتراً من البنزين، أو عدم استخدام 2203 مركبة خفيفة على الطرقات، أو الحفاظ على 1107 هكتاراً من الغابات، كما سيساهم التحوّل في خلق ما بين 93 و 153 فرصة عمل جديدة.
هذا هو المغزى من “مبادرة المساجد الخضراء ، التى أطلقتها منظمة جرينبيس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تَهدُف إلى إبراز الإمكانات الكبيرة للمجتمعات المحليّة في مكافحة أزمة المناخ من خلال تحويل المساجد إلى الطاقة الشمسيّة حول العالم، للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وتقديم مثالا يُحتذى به للمجتمعات الأخرى، وتمكينها من تطبيق الحلول ورسم معالم مستقبل مستدام، خالٍ كليّاً من الوقود الأحفوري.
وتبني مبادرة “المساجد الخضراء” على الحلول المماثلة التي يتم تَبنّيها حول العالم، من ضمنها تركيب أنظمة الطاقة الشمسيّة لمسجد جلاسكو المركزي والذي تم بتمويل كامل من منظمة الإغاثة الإسلامية – إحدى أعضاء تحالف “أمّة لأجل الأرض،” ومسجد الاستقلال في جاكارتا حيث تم الانتقال الجزئي للطاقة الشمسيّة العام الماضي.
المبادرة مبنيّة على دراسة علميّة مفصّلة للفوائد الاقتصادية والبيئيّة والاجتماعية لتحويل عشرة مساجد رئيسية حول العالم إلى الطاقة الشمسيّة كنموذج، وكميّة الانبعاثات الكربونيّة التي يمكن أن يوفرها هذا التحوّل، بالإضافة إلى ما ينتج عن ذلك من خلق فرص عمل جديدة، وقد أنجزت من قبل فريق متخصص من “معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية” في الجامعة الأمريكية في بيروت، بالتعاون مع “المؤسسة اللبنانية للطاقة المتجددة” و”المجلس الوطني للبحث العلمي” في لبنان.
المساجد العشرة التي شَمَلها التقرير (بحسب الترتيب الأبجدي):
الجامع الأزهر – القاهرة، مصر
مسجد الاستقلال – جاكرتا، إندونيسيا
الجامع الأموي – دمشق، سوريّا
جامع الجزائر الكبير – الجزائر العاصمة، الجزائر
المسجد الحرام – مكّة المكرّمة، السعوديّة
مسجد الحسن الثاني – الدار البيضاء، المغرب
مسجد جلاسكو المركزي – جلاسكو، اسكتلندا
الجامع الكبير – لاهور، باكستان
المسجد النبوي الشريف – المدينة المنوّرة، السعوديّة
مسجد النظاميّة – جوهانسبرج، جنوب إفريقيا

ويتبع نشر التقرير حملة رقميّة سيتم تنظيمها على شبكة قنوات التواصل الاجتماعي لمنظمة جرينبيس والحلفاء في “امّة لأجل الأرض”، لدعوة المجتمعات والمساجد في جميع أنحاء العالم إلى الانضمام إلى المبادرة من خلال البدء في دراسة الجدوى وتحليل المنافع – كما تم عرضه في التقرير، وذلك لمساعدتهم وتمكينهم من تطبيق هذا التحوّل على أرض الواقع خلال العام القادم.
وقالت نُهاد عوّاد، مسؤولة الحملات في تحالف “أمة لأجل الأرض” في جرينبيس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: يُجسِّد هذا المشروع الإمكانات الكبيرة المُتوفِّرة، وأهميّة مشاركة الأمة الإسلامية في العمل الجاد والسريع لتنفيذ الحلول المستدامة للأزمة المناخية المتفاقمة من حولنا، كما يُمثّل نداء للقيادات المسلمة المشاركة في مؤتمر المناخ للعمل وفق طموحات الأمة والأجيال الصاعدة والتخلّي عن الوقود الأحفوري.”
وقال طفيل حسين، مدير منظمة الإغاثة الإسلامية العالميّة في المملكة المتحدة:”ضمن عملنا كمنظمة إغاثة إنسانيّة حول العالم، تشهد فرق الإغاثة الإسلامية عن كثب الألم الذي تسببه الكوارث الطبيعيّة في الخطوط الأماميّة لأزمة المناخ، والتي تتسبب في تشريد عشرات الملايين من البشر، بينما يواجه الملايين غيرهم خطر المجاعة بسبب تلف المحاصيل، وبما أنّ اكثر من 80 في المائة من سكان العالم يتبعون عقيدة ما، يقع على عاتق القادة والرموز والشخصيّات المسؤولة في مجتمعاتهم باتخاذ مواقف جريئة من ما يجري حولنا من خراب بيئي وتدمير ممنهج للنظم البيئيّة على الكوكب.”
وكمثال على ذلك، فالمسجد النبوي في المدينة المنورة سينتج 6190 كيلوواط من الطاقة في السنة، ما يوفر مبلغا يصل إلى 395 ألف دولار، وكذلك خفض 3199 طن من انبعاثات الغازات الدفيئة. وهو ما يعادل في حالة هذا المسجد، عدم استخدام 586 سيارة سنويا، وتوفير 1.3 مليون لتر من البنزين، وتدوير أكثر من ألف طن من النفايات.

“فعلينا العمل جديّاً على تشجيع الجهود والمبادرات المماثلة على المستوى العالمي، ونأمل أن تؤدي إلى إلهام عدد كبير من المجتمعات لتبني الحلول المستدامة في دور عبادتها فتكون منارات مضيئة في العمل المشترك في مواجهة أزمة المناخ.”
“أمة لأجل الأرض” هي مبادرة تحالف أُنشئت من أجل التصدّي للتحديات المناخيّة الملحّة التي تواجه عالمنا. يجمع التحالف منظمات بيئية، شخصيات الدينية وقادة فكر يعملون سويّا لتمكين المجتمعات المُسلمة من إنشاء حركة بيئية بين الشباب في العالم الإسلامي.