العلم يؤكد: زيادة أسعار البنزين أو الضرائب لا تقلل الاستخدام ولا انبعاثات الكربون.. الحل في دعم وتحفيز نشر الطاقة الجديدة

الحلول الأخرى القائمة على السوق ضرورية لمكافحة تغير المناخ

في جميع أنحاء العالم، حاولت الحكومات على نطاق واسع استراتيجيتين تهدفان إلى تقليل استخدام البنزين من خلال جعله أكثر تكلفة.

الأول هو تطبيق الضرائب من أجل رفع السعر الذي يدفعه المستهلكون لتموين سيارتهم؛ والآخر هو تقليص الدعم الطويل الأمد الذي قدمته الحكومات للمنتجين، بهدف جعل الغاز أكثر تكلفة على الشركات لبيعه.

لكن دراسة بقيادة جامعة كاليفورنيا، نُشرت في Proceedings of the National Academy of Sciences ، وجدت أن مثل هذه الإصلاحات يتم تقليصها بسرعة بحيث لا تُمنح أي فرصة لإحداث أي تأثير.

خلص المؤلفون إلى أن الرؤساء ورؤساء الوزراء والملوك مقيدون بشدة في قدرتهم على تغيير ضرائب الغاز والدعم، وكشفوا عن حقيقة قد يكون من الصعب على مؤيدي تسعير الكربون ابتلاعها.

التحليل الأكثر شمولاً

هذه الدراسة هي التحليل الأكثر شمولاً والأبعد مدى لتسعير الكربون حتى الآن، اكتشف الباحثون أن 62٪ من الوقت، تم إلغاء الزيادات الضريبية وخفض الدعم خلال عام واحد،و87٪ من الوقت، تم إلغاؤها في غضون خمس سنوات.

وصف مايكل روس، المؤلف الرئيسي للورقة، وهو أستاذ العلوم السياسية بجامعة كاليفورنيا وعضو معهد UCLA للبيئة والاستدامة، النتائج بأنها “مفاجئة ومقلقة”.

وقال روس: “من النادر للغاية أن تزيد الحكومات في أي مكان ضرائبها على البنزين بشكل مستدام أو تخفض الدعم”.

زيادة الضريبة وتخفيض الدعم لم يدم طويلاً

في ضوء إخفاقات هذه التدابير، كتب المؤلفون، فإن السياسات الأكثر فعالية للحد من انبعاثات الكربون ستشمل تمويل الطاقة المتجددة، وخفض تكلفتها على المستهلكين وجعلها متاحة على نطاق أوسع.

وجدت الدراسة، أن الزيادات الضريبية وتخفيضات الدعم لم تدم طويلاً حتى عندما تمت رعايتها من قبل القادة السياسيين الذين تتوافق ديموغرافيتهم وأيديولوجيتهم مع أولئك الذين من المرجح أن يهتموا بتغير المناخ: النساء والشباب، وأولئك الذين هم أكثر تعليما ويسار الوسط سياسيا.

النتائج غير مثمرة في جميع المجالات

ووجدت الدراسة، أن الأمر الأكثر إثارة للصدمة هو أنه عندما تم تنفيذ التدابير من قبل القادة الوطنيين الذين حصلوا على جائزة أبطال الأرض من برنامج الأمم المتحدة للبيئة، فقد كانت أقصر عمرا من تلك الخاصة بالدول النظيرة.

قال روس: “لا يبدو أن هناك من يقوم بعمل أفضل من أي شخص آخر”، “النتائج غير مثمرة تمامًا تقريبًا في جميع المجالات.”

استغرق جمع البيانات وتحليلها أكثر من عقد من الزمان حتى تكتمل، قام فريق من الباحثين يتحدث 12 لغة بتجميع سجلات من 155 دولة للفترة من 1990 إلى 2015، بالنسبة لـ 17 دولة، حيث لم تكن السجلات متاحة في البداية، قام الباحثون بتعيين متعاقدين محليين لزيارة الأقسام المالية شخصيًا.

تجارب دولية

أمثلة على إخفاقات الضرائب والإعانات تمتد عبر العالم. في البرازيل، قام لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، بزيادة ضرائب الغاز خلال رئاسته الأولى، في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لكن تم التراجع عنها بعد تولي خليفته، ديلما روسيف ، السلطة في عام 2011.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في عام 2018 بذل جهودا لتحقيق رفع الضرائب على الغاز وواجهت حركة وطنية قوية لدحرها، وقد حدثت مواقف مماثلة في بوليفيا وغانا وإندونيسيا وكازاخستان ونيجيريا.

الحروب الأهلية والانهيارات الاقتصادية

قال روس، إن المرات القليلة التي ظلت فيها إجراءات تسعير الكربون سارية لفترات أطول من الوقت عادة ما جاءت عقب أزمات شديدة ، مثل الحروب الأهلية أو الانهيارات الاقتصادية.

من بين جميع الدول الـ 155 التي شملتها الدراسة ، قطعت الولايات المتحدة أطول مدة دون رفع ضرائب البنزين: ظلت الضريبة الوطنية 0.18 دولار للجالون، كما كانت في 1993، في قانون خفض التضخم لعام 2022، قانون المناخ التاريخي، البنزين، قال روس، إنه تم استبعاد الضرائب والإعانات بالكامل ربما بحكمة.

عدم شعبية ضرائب الغاز

وقال روس، إن استطلاعات الرأي والاحتجاجات وأعمال الشغب تشير جميعها إلى عدم شعبية ضرائب الغاز.

وأضاف: ” السياسة المفضلة للاقتصاديين والعديد من خبراء السياسة تصطدم بالواقع القاسي البارد للسياسة”، “هذه القضية شديدة السمية بحيث لا ينبغي لصناع السياسة الاعتماد على ضرائب الغاز كأداة قابلة للتطبيق”.

تظهر استطلاعات الرأي أن السياسات التطلعية التي لا تبدو عقابية تتمتع بدعم أقوى – حوافز لتصنيع السيارات الكهربائية وتركيب الألواح الشمسية، على سبيل المثال، تم تضمين هذه الأنواع من التدابير في خطة المناخ التي وضعها الرئيس جو بايدن، والتي أصبحت قانون خفض التضخم.

ويعتقد روس أن الحلول الأخرى القائمة على السوق ضرورية لمكافحة تغير المناخ، مختتما “لا يمكننا أن نفعل ذلك من قبل الحكومات وحدها”، “إنها مهمة كبيرة جدًا.”

تابعنا على تطبيق نبض