
كتب : محمد كامل
يتقدم ياسين ماهر الطالب بكلية الطب، إنشاء أكبر لوحة جدارية خضراء في العالم من رؤية جماعية لإشراك الحضور بمؤتمر المناخ COP28 الذي سيعقد في الامارات وتثقيفهم وتحفيزهم نحو العمل المستدام، يتعمق هذا المشروع في التصور الأولي والتخطيط الدقيق الذي سيكون بمثابة حجر الأساس لهذا المسعى الفني الضخم .
يذكر ياسين، أن مفهوم اللوحة الجدارية الخضراء جاء للرغبة في تعزيز علاقة هادفة بين الحاضرين في مؤتمر COP 28 والحاجة الملحة للوعي البيئي فاللوحة الجدارية ستكون بمثابة تمثيل ملموس للموضوعات الشاملة للمؤتمر ، مما سيسمح للمشاركين تصور الإمكانات التحويلية للتنمية المستدامة ،بجانب سيتم تصورها كمنصة ديناميكية ليس فقط لنشر المعرفة ولكن لاستحضار ردود أعمق التي سيمكن أن تشعل التغيير الإيجابي .
واستكمل، يعتمد تحقيق مشروع الجدارية الخضراء على التآزر بين أصحاب المصلحة المتنوعين ، سيجتمع دعاة حماية البيئة ، والفنانين المشهورين ، وسلطات المطارات ذات التفكير المستقبلي ، ومنظمي الأحداث الدؤوبين لوضع الأساس لهذا المشروع الضخم.
استراتيجية شاملة للتنفيذ
وتابع ياسين ماهر، أنه مع نضوج مرحلة وضع المفاهيم ،سيتحول التركيز نحو وضع استراتيجية شاملة لتنفيذ اللوحة الجدارية ، ستسهل ورش العمل التخطيطية عملية عصف ذهني قوية وصقل أهداف اللوحة الجدارية وعناصر التصميم والاعتبارات اللوجستية ، سيتم إيلاء اعتبار عميق لموضع اللوحة الجدارية حول مطار أبوظبي ،مما سيضمن أقصى قدر من الرؤية والتأثير ،كما سيضيف اختيار الصخور من مختلف البلدان من خلال طائرات المطارات بعدًا دوليًا ، مما سيدل على التعاون العالمي في السعي لتحقيق الاستدامة البيئية .
المبعوثون البيئيون والمحفزات الإبداعية
وذكر أنه سيكون هناك دور للفنانين في تشكيل السرد الجداري بالغ الأهمية وتكليفهم بمسؤولية تغليف جوهر الرحلة البيئية لكل دولة ويكون ذلك من خلال دعوة فنانين من جميع أنحاء العالم للمشاركة في إنشاء هذه التحفة.
إشراك القلوب والعقول : شعار الإمكانية
واستكمل،ستتوج مرحلة وضع المفاهيم والتخطيط الأولي بإطلاق مشروع جدارية خضراء ضخمة ، ستبرز هذه الأعجوبة الفنية كرمز للأمل ، وشهادة على الإبداع البشري، ونقطة حشد للحاضرين في الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف ، من خلال الجمع بين الفن والوعي البيئي.
ويعتمد انشاء أكبر لوحة جدارية خضراء على مجموعة من المراحل منها :
المرحلة الاولي : مصادر المواد والخدمات اللوجستية للجدارية الخضراء
يقول الطالب الجامعي، الفن مثل الطبيعة لا يعرف حدودًا وسيجسد إنشاء أكبر لوحة جدارية خضراء في العالم لمؤتمر COP 28 هذه الروح من خلال نسج الصخور معًا بسلاسة من مختلف أنحاء العالم لافتاً ستعمل مصادر المواد والخدمات اللوجستية كخيوط غير مرئية تربط هذه الصخور بلوحة مطار أبوظبي ، مما سيضفي على اللوحة الجدارية أهمية دولية ، سيتعمق هذا المشروع في العملية المعقدة لاختيار ونقل وإدارة هذه الأجزاء الجيولوجية ، مما سيؤكد دور اللوحة الجدارية كدليل على التعاون العالمي والإشراف البيئي المشترك .
أولاً : اختيار للأهمية الجمالية والجيولوجية
سيكمن قلب اللوحة الجدارية في اختيار الصخور ، كل منها شهادة على التاريخ الجيولوجي الغني للأرض حيث أنها مهيأة لأن تصبح قماشًا للأعمال الفنية التعبيري موضحاً أن هذا الاختيار المتعمد للصخور من جميع البلدان يرفع اللوحة الجدارية من مجرد محاولة فنية إلى تجسيد ملموس للنسيج الجيولوجي للأرض .
ثانيا: الشروع في رحلة عالمية : طائرات المطار كقنوات للوحدة
ستنطلق الصخور المشبعة بقصص أماكن نشأتها في رحلة غير عادية لأنها ستجتاز القارات على متن طائرات المطارات ، ستؤكد عملية نقل هذه الصخور عبر الهواء على الطابع الدولي للجدارية ، وسترمز إلى التزام جماعي لمواجهة التحديات البيئية العالمية.
ثالثًا : فن الدقة ..إدارة لوجستية فعالة
خلف الكواليس، هناك سيمفونية للتنسيق اللوجستي ستضمن التسليم السلس للصخور إلى أبو ظبي كما سيتم تصميم رحلة الصخور بدقة متسقة مع إيقاع الاستعدادات للمؤتمر ستضمن الإدارة اللوجستية الفعالة أن اللوحة الجدارية مزينة بالحجارة من مختلف البلدان ، لتكون جاهزة لتلقي ضربات التعبير الفني .
رابعًا : معالم الوحدة العالمية.. الصخور تصل أبوظبي
مع وصول الصخور إلى أبو ظبي ، فإنها ستمثل تتويجًا لرحلة عابرة للقارات وبداية ستحولها إلى عمل فني ضخم ، سيشكل وجود صخور من دول عديدة نسيجًا من الوحدة ، مما سيؤكد الالتزام المشترك للثقافات المتنوعة تجاه التنمية المستدامة.
خامسًا : ما وراء الحدود .. الرسالة الدائمة للجدارية
إن مصادر المواد والخدمات اللوجستية التي ستجعل اللوحة الجدارية تنبض بالحياة هي أكثر من مجرد عمليات فنية ؛ إنها خيوط تنسج سرديات الوحدة العالمية والعمل التعاوني ، نظرًا لأن الحاضرين في الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف سينظرون إلى اللوحة الجدارية ، سيتم تذكيرهم بالترابط بين الدول والمسؤولية الجماعية لحماية مستقبل كوكبنا.
المرحلة الثانية ..المنافسة الفنية والتعبير في الجدارية الخضراء والتي منها :
اولًا : الدعوة إلى الإبداع .. كشف النقاب عن لوحة الفنان العالمي
سيتردّد صدى دعوة دولية للفنانين عبر القارات ، وسيغري العقول المبدعة للمساهمة في اللوحة الجدارية الخضراء الضخمة ، هذه الدعوة هي أكثر من مجرد دعوة ، إنها صرخة حاشدة للأصوات الفنية لتتحد في سمفونية متناغمة من الألوان والأفكار ، سيستجاب الفنانون القادمون من مختلف أنحاء العالم لهذه الدعوة ، مدركين أهمية دورهم في تشكيل سرد سيتجاوز الحدود الثقافية ويدافع عن المسؤولية البيئية .
ثانيًا : لوحة التراث الثقافي والمبادرات الخضراء
في قلب المسابقة الفنية تكمن مهمة مزدوجة : الاحتفال بالتراث الثقافي الفريد لكل بلد مع تعزيز خطواتهم في التنمية الخضراء وتكليف الفنانين بالتحدي المتمثل في غرس عروضهم بجوهر هوية أمتهم ، ونسج التاريخ والتقاليد والتطلعات معًا ، حتى تصبح المبادرات الخضراء والاستدامة بمثابة الالتفاف واللحمة التي ستتداخل مع اللوحة الفنية ، وستتوج بسرد مرئي سيتحدث عن الماضي والمستقبل .
ثالثًا : التقاء الحالمين .. الدور الحاسم للجنة التحكيم
مع تدفق الطلبات المقدمة ، ستحتل لجنة من أعضاء لجنة التحكيم المتميزين مركز الصدارة ، ستتألف لجنة التحكيم هذه من فنانين مشهورين وخبراء بيئيين متمرسين لتقييم الجدارة الفنية مقابل الرسالة الشاملة للجدارية حتي يكشف التقارب بين التعبير الفني والوعي البيئي ذروته.
رابعًا : ملحمة الأفكار .. من الرؤية إلى التحقيق
ستقدم العروض التي قدمها الفنانون لمحة عن عالم الأفكار ، رحلة جماعية من الحالمين الذين سيعتنقون اللوحة الجدارية كوسيلة للتغيير ، ستصبح كل ضربة طلاء شهادة على مرونة الثقافة ، وخيال الفنان ، والتزام الأمة بمستقبل مستدام .
المرحلة الثالثة : إنشاء الجداريات التعاونية كمحفز للتبادل الثقافي والوحدة
أولًا : التقاء العقول الفنية : التعاون في العمل
مع بدء عملية إنشاء اللوحات الجدارية ، سيصبح الفنانون المختارون مؤلفين مشاركين في سيمفونية بصرية كما سيساهمون ببراعتهم الإبداعية في تحفة فنية مشتركة ، متحدون من أجل هدف مشترك ، سينحدر هؤلاء الفنانون من ثقافات ولغات وخلفيات مختلفة ، ومع ذلك ، في عالم الإبداع الفني ، ستصبح هذه الاختلافات خيوطًا تنسج نسيجًا من الوحدة.
ثانيًا : الحوار الثقافي من خلال اللون والشكل
من خلال الرسم يتم إضافة طبقة جديدة من التعبير إلى السرد المتطور للجدارية ، سينخرط الفنانون, الذين يمتلك كل منهم صوتًا فنيًا فريدًا مما يجعل الفنانون ينخرطون في تبادل ديناميكي للأفكار الامر الذي سيعزز فهمًا أعمق للخلفيات الثقافية لبعضهم البعض .
ثالثًا : من المنافسة إلى الرفقة : بناء الصداقة الحميمة
بينما سيشارك الفنانون في مسابقة تختار مساهماتهم ، ستتجاوز عملية إنشاء اللوحات الجدارية التعاونية الجوائز الفردية، إنه سيغذي بيئة من الصداقة الحميمة والاحترام المتبادل والغرض المشترك.
رابعاً : ما وراء اللوحة : إرث حي للوحدة
مع كشف النقاب عن الجدارية بأكملها حول مطار أبوظبي ، فإنها ستشع بحالة من الوحدة ستمتد إلى ما هو أبعد من حدودها المادية ، إنه دليل على قدرة الفن على تجاوز الاختلافات وتعزيز التفاهم بين الثقافات ، ستصبح العملية التعاونية لإنشاء الجداريات منارة ، ستذكرنا أنه عندما تجتمع العقول المبدعة ، ستتحلل الجدران ، وستُبنى جسور الاتصال.
المرحلة الرابعة : التنفيذ الفني في صياغة الجدارية الخضراء
اولًا : لوحة من الاستدامة .. مواد صديقة للبيئة كمحفزات للتغيير
بينما سيشرع فنانو اللوحات الجدارية في رحلتهم الإبداعية ، سيصبح اختيارهم للمواد امتدادًا للرسالة التي يسعون إلى نقلها ، ستحتل الاستدامة مركز الصدارة ، حيث سيتم اختيار المواد الصديقة للبيئة بعناية لتتماشى مع موضوع اللوحة الجدارية للحفاظ على البيئة ، ستصبح الدهانات المشتقة من الأصباغ الطبيعية والمواد اللاصقة منخفضة التأثير والركائز المعاد تدويرها هي اللوحة الفنية.
ثانيًا : فن وعلم طول العمر .. تقنيات مقاومة الطقس
سيشمل التنفيذ الفني التطبيق الدقيق للتقنيات المتقدمة التي ستضمن قدرة التحمل الجدارية ضد العناصر ، ستصبح الطلاءات المقاومة للعوامل الجوية درعًا ضد قوى الطبيعة حيث ستحمي العمل الفني من أشعة الشمس القاسية والمطر والرياح ، سيؤدي هذا التزاوج بين الفن والعلم إلى إطالة عمر اللوحة الجدارية.
ثالثًا : صياغة قماش حي .. تآزر التقنية والنية
لن يحمي التنفيذ الفني الشكل المادي للجدارية فحسب ، بل سيصبح أيضًا جزءًا لا يتجزأ من سردها ، كل خيار ، كل أسلوب، مشبع بالنية ، سيعكس الانسجام بين التعبير الفني والدعوة البيئية وسيصبح التطبيق الدقيق للمواد المستدامة والطلاءات المقاومة للطقس إعلانًا صامتًا عن تفاني الفنانين في ابتكار فن لن يأسر فحسب ، بل سيقف أيضًا كدليل على الإشراف المسؤول على كوكبنا.
رابعًا : إرث من المسؤولية الفنية : نقل القيم من خلال التنفيذ
سيعد التنفيذ الفني للجدارية بمثابة سرد تعليمي سينقل بمهارة قيم الاستدامة والوعي البيئي ،عندما يتفاعل المشاهدون مع الجدارية ، سيصبحون شهودًا على اندماج الفن والحرفية المسؤولة ، ستصبح اللوحة الجدارية حافزًا للحوار ، مما دفع المناقشات حول أهمية استخدام المواد الصديقة للبيئة في المساعي الإبداعية وإلهام المشاريع الفنية الأخرى.
المرحلة الخامسة :محو الأمية الترويجية وزيادة الوعي من خلال الجدارية الخضراء الضخمة
اولًا : صياغة نسيج رقمي ..تسخير إمكانات وسائل التواصل الاجتماعي
ستقف وسائل التواصل الاجتماعي كمنصة ديناميكية ستصل عبر القارات وتربط الأفراد بطرق غير مسبوقة ، وإدراكًا لهذه الإمكانات ، فإن الترويج للجدارية الخضراء الضخمة سيعزز منصات وسائل التواصل الاجتماعي لنسج نسيج رقمي من الوعي ، سيؤدي استخدام المرئيات ، ولمحات من وراء الكواليس ، والتحديات التفاعلية إلى خلق تجربة تشاركية ستدعو الأفراد ليس فقط لمشاهدة إنشاء اللوحة الجدارية ولكن أيضًا ليكونوا جزءًا من حركة من أجل التغيير المستدام.
ثانيًا : احتضان التقاليد .. وسائل الإعلام التقليدية كمضخمات للرسالة
بينما ستُلقي وسائل التواصل الاجتماعي بشبكة واسعة ، ستظل وسائل الإعلام التقليدية وسائل فعالة لنشر المعلومات لجمهور أوسع ، ستنسج الحملة الترويجية روايتها بشكل استراتيجي من خلال الصحف والمجلات والبرامج التلفزيونية
والإذاعية ، ستتخلل المقابلات مع الفنانين والخبراء والمنظمين المشهد الإعلامي، وسترسم صورة شاملة لإنشاء اللوحة الجدارية والأهمية البيئية التي ستمثلها ، من خلال تبني التقاليد ، سيتردد صدى رسالة اللوحة الجدارية عبر الأجيال والتركيبة السكانية ، مما سيعزز الوعي متعدد الأوجه الذي يتجاوز الحدود الرقمية.
ثالثًا : قوة الشراكة ..التعاون مع المنظمات البيئية غير الحكومية
ستضفي الشراكات مع المنظمات البيئية غير الحكومية على الحملة الترويجية طبقة من المصداقية والغرض ، ستصبح هذه المنظمات ، المسلحة بالتزام مشترك بالحفاظ على البيئة ، قنوات سيتم من خلالها توسيع رسالة الجدارية إلى الجماهير العالمية ، ستعمل الأحداث التعاونية وورش العمل وحلقات النقاش على تضخيم أهمية الجدارية والأهداف الأوسع لمؤتمر COP 28 ، من خلال توحيد الجهود ، ستشكل المنظمات غير الحكومية الجدارية والبيئية تآزرًا متناغمًا سيترك تأثيرًا لن يمحى .
رابعًا : تنوير العقول : إعلانات الخدمة العامة والأفلام الوثائقية
ستأخذ الحملة الترويجية دورًا تعليميًا حيث ستبرز إعلانات الخدمة العامة والأفلام الوثائقية أهمية الجدارية في سياق تغير المناخ والتنمية المستدامة ، ستتجاوز هذه الروايات المرئية مجرد التقدير الفني ، حيث ستقدم للمشاهدين فهمًا شاملاً للغرض من اللوحة الجدارية ومدى إلحاح رسالتها.
واختتم ياسين، بأن دمج اللوحة الجدارية الخضراء الضخمة في مكان انعقاد المؤتمر الثامن والعشرين لمؤتمر الأطراف سيتجاوز مجرد الجماليات كما سيصبح جسرًا بين الفن والنشاط ، ومحفزًا للحوار ، ومنارة للإلهام ، بينما ستنسج الجلسات التفاعلية والجولات المصحوبة بمرشدين روايتها في خطاب المؤتمر ، وتصبح اللوحة الجدارية تجسيدًا حيًا للوحدة العالمية وشهادة على قوة سرد القصص المرئية ، سيمتد إرثها إلى ما وراء حدود المؤتمر ، تاركًا وراءه آثارًا للوعي والتمكين والالتزام المشترك بصياغة مسار مستدام في المستقبل .