
كتب : محمد كامل
رغم التحديات الملحة التي يفرضها التدهور البيئي وتغير المناخ الدول على استكشاف حلول مبتكرة توائم النمو الاقتصادي مع الحفاظ على البيئة ، في هذا المسعى ، ستشرع دولة الإمارات في رحلة ذات رؤية لاستغلال الموارد الوفيرة لمياه البحر المالحة ، وستبلغ ذروتها في إنشاء نظام بيئي فريد ومستدام للنهر الأزرق.
مجري مائي
تمكن الطالب ياسين ماهر من تقديم مشروع ” النهر الازرق ” عبارة عن مجري مائي ديناميكي يتجول في قلب الامارات فهو نظام بيئي فريد ومستدام يتضمن غابات مانجروف وأشجار مقاومة للملوحة ومجتمع حضري متكامل ،ومزارع تربية الأحياء المائية ، وزراعة الطحالب وذلك بهدف معالجة الظواهر البيئية الحرجة ، مثل ارتفاع مستويات سطح البحر ،وهذا يتوافق مع طموحات COP28 كما يمثل المشروع التزامًا ثابتًا بالتنمية الخضراء.
وتابع ياسين الهدف من تواجد اشجار المانجروف هو تثبيت للتربة ضد التعدي الذي لا هوادة فيه على ارتفاع مستويات سطح البحر ورعاية مجموعة من النباتات والحيوانات التي ستجد ملاذًا في أحضانها الوقائية.
كما أن ما يميز المشروع هي إنشاء مجتمع حضري يجسد روح الحياة المستدامة وستؤكد استراتيجية التخطيط الحضري الدقيقة التي تدعم العمارة الواعية بيئيًا واعتماد الطاقة المتجددة وأنظمة إدارة النفايات المبتكرة، التزام الإمارة بالنمو المسؤول ، سيكون هذا المجتمع الرائد بمثابة منارة للإلهام ، وإلهام تأثير مضاعف للممارسات الخضراء في جميع أنحاء البلاد.
واستكمل ياسين كما سيمتد مخطط المشروع إلى عالم الأحياء المائية ، ليشمل مزارع تربية الأحياء المائية التي لا تلبي فقط ذوق الطهي ولكن أيضًا لتوازن الطبيعة الدقيق ، تعتبر المزارع السمكية ومزارع اللؤلؤ وزراعة أسماك الكافيار بمثابة معاقل للإدارة المستدامة للموارد ، مما سيثبت أن الرخاء الاقتصادي والإشراف البيئي يمكن أن يندمجوا بشكل متناغم لافتا إلى أن هذا النهج الشمولي سيحول تربية الأحياء المائية من مجرد مسعى اقتصادي إلى محفز للتجديد البيئي.
وأوضح ياسين أن الخيط الجذاب المنسوج في نسيج الاستدامة هذا هو زراعة الطحالب ، وهي كائن متعدد الاستخدامات يعمل كمصدر للوقود الحيوي ومزود للمغذيات الطبيعية مشيرا أنه من خلال زراعة الطحالب داخل النظام البيئي ، سيعزز المشروع بشكل متآزر جودة المياه ، وسيساهم في الحيوية العامة للنهر الأزرق مع تقديم حل مستدام لمتطلبات الطاقة سيتردد هذا المسعى بعمق مع تطلعات COP28 من خلال تبني ممارسات التنمية الخضراء وإعادة تعريف العلاقة بين التقدم البشري ومرونة الطبيعة ، ستشكل دولة الإمارات سابقة للمجتمع العالمي ، سيمثل استغلال مياه البحر المالحة لبناء نظام بيئي مستدام للنهر الأزرق مثالاً على أهمية الابتكار والتآزر والتفاني الذي لا يتزعزع لمواجهة التحديات البيئية .

التدفق نحو الانسجام : تكوين النظام البيئي للنهر الأزرق
ستبدأ الرحلة بشبكة معقدة من الأنابيب والقنوات ، والتي من خلالها ستنطلق مياه البحر المالحة في رحلتها التحويلية وسيتعامل المهندسون والعلماء بعناية مع التدفق وسيوجهونه بدقة لتشكيل معالم النهر الأزرق ، من خلال هذه القنوات سيحدث سحر التحول حيث ستتخلص المياه المالحة من قوتها وستظهر كقوة لطيفة ومجددة مع وجود الإدارة الدقيقة لنوعية المياه وتدفقها ، تمامًا كما يرشد قائد الأوركسترا لإنشاء موسيقى متناغمة ، سيقوم القائمون على النظام البيئي بمراقبة وتنظيم سمات النهر بدقة كما أن لجودة المياه أهمية قصوي حيث تتوقف عليها صحة وحيوية النظام البيئي بأكمله.
واستكمل الطالب أنه لن يُترك تدفق النهر للصدفة بل مصمم للرقص مع إيقاعات الطبيعة في الاعتبار بجانب ستظهر غابات المانجروف ، بشبكة جذورها المعقدة ، كمهندسي الطبيعة ، مثل الحراس الأقوياء ، سيثبتون التربة بصلابة تتحدى قوى التعرية المستمرة ، سيوفر احتضان جذورهم درعًا طبيعيًا يحمي ضفاف النهر من قوى التآكل للتيارات والمد والجزر بالإضافة الى تحول كيميائي سحري سيتم تصفية الرواسب ، وامتصاص السموم ، وتنقية المياه ، مما سيضفي على النهر جودة نقية تحافظ على الحياة بجميع أشكالها إلى جانب غابات المانجروف ، ستقف الأشجار المقاومة للملوحة بمثابة شهادة على تعددية الحياة .

مجتمع حضري واعي بيئياً
أما بالنسبة للمجتمع الحضري الواعي بيئيًا فهو بمثابة منارة للأمل سيتجاوز هذا المجتمع المفاهيم التقليدية للتخطيط الحضري ، متجاوزًا الحدود بين المستوطنات البشرية والعالم الطبيعي ، كل مبنى هو شهادة على العمارة المستدامة ، رقصة أنيقة بين الجماليات والمسؤولية البيئية ، من المواد المستخدمة في البناء إلى تصميم كل مبني بالإضافة الى تزويد أسطح المنازل بالواح الطاقة الشمسية وتربينات الرياح لتوفير الطاقة النظيفة كما ستعمل مرافق إعادة التدوير ومراكز التسميد والتقنيات المبتكرة على تحويل النفايات إلى موارد ، مما سيقلل من بصمة المجتمع مع تغذية الأرض.
مزارع تربية الاحياء المائية
واضاف ياسين سيظهر فصل جديد في التنمية المستدامة ، وسط التدفق الهادئ للمياه ، تتجذر مبادرة ذات رؤية وهى إنشاء مزارع تربية الأحياء المائية ، ستعتبر المزارع السمكية ومزارع اللؤلؤ وزراعة أسماك الكافيار منارات للازدهار الاقتصادي والإشراف البيئي ؛ نظرًا لأن هذه المشاريع المائية ستزدهر في أحضان النهر الأزرق ، فإنها ستجسد فن الإدارة المسؤولة للموارد ، وتلبية المطالب المحلية بينما تشق طريقًا نحو التعايش المتناغم بين البشرية والطبيعة .
الطحالب
أما بالنسبة للطحالب يتكشف تكامل زراعة الطحالب في النظام البيئي للنهر الأزرق كرقصة دقيقة بين الإشراف البيئي والإبداع البشري ، من تنقية المياه إلى إنتاج الوقود الحيوي ، من رعاية المزارع المائية إلى إطلاق إمكانات الطبيعة ، ستبرز الطحالب كخيط نابض بالحياة ينسج من خلال نسيج البيئة والمجتمع.
التخلص من ظاهرة الاحتباس الحراري
واوضح الطالب أن إنشاء النظام البيئي للنهر الأزرق داخل دولة الإمارات فصلاً مؤثرًا في الكفاح العالمي ضد تغير المناخ ، من خلال عزل الكربون ، سيصبح الغطاء النباتي للنظام الإيكولوجي قوة صامتة تعيد التوازن إلى المقاييس ، وتمتص ثاني أكسيد الكربون وتعزز مستقبلًا يمكن أن يلتئم فيه مناخ الأرض ، بينما يتدفق النهر الأزرق عبر الزمن ، فإنه يحمل معه رسالة أمل – أنه من خلال الابتكار والتصميم والتعاون مع الطبيعة ، سيمكننا شق طريق نحو عالم أكثر استدامة ومرونة .
الفرص الاقتصادية والنمو المستدام
كما يمثل هذا النظام شهادة على الإمكانات غير العادية لمواءمة الفرص الاقتصادية مع الإشراف البيئي من خلال مزارع تربية الأحياء المائية المتكاملة وتطوير مجتمع حضري مستدام ، سيصبح النظام البيئي للنهر الأزرق مركزًا للازدهار ، حيث سيتعايش التقدم الاقتصادي والسلامة البيئية في وئام تام ، إنه يرسل رسالة قوية إلى العالم مفادها أن الطريق إلى النمو المستدام سيتم تمهيده من خلال الابتكار والتعاون والاحترام العميق الجذور للتوازن الدقيق للطبيعة ، نظرًا لأن النهر الأزرق سيتعرج عبر الزمن ، فإنه سيحمل في طياته إرثًا من التمكين الاقتصادي والتقدم المستدام ، وهو منارة ستوجهنا نحو مستقبل لا يُقاس فيه الازدهار بالمكاسب المالية فحسب ، بل أيضًا في حيوية الكوكب والرفاهية من سكانها .
واختتم الطالب أنه في اللوحة الشاسعة لدولة الإمارات ، تجذرت رؤية ، وطموح سيتجاوز حدود الإمكانيات ، بينما سنرسم الستائر على الاقتراح الخاص بتسخير مياه البحر المالحة ، وصياغة نظام بيئي للنهر الأزرق نابض بالحياة مزين بغابات المانجروف والنباتات التي تتحمل الملح ، تظهر حقيقة مدوية مشيرا إلى أنه ليس مجرد مشروع فقط إنها سيمفونية الأمل ، جوقة التناغم بين التقدم البشري واحتضان الطبيعة ، مع رسم الضربات النهائية على لوحة الإبداع هذه فهي قصة تحويلية ستحمل مفاتيح مكافحة ارتفاع مستويات سطح البحر وستعزز التنمية الخضراء كما هى نسيج منسوج بخيوط الاستدامة والازدهار الاقتصادي والحفاظ على البيئة .