كيف تسهم الطاقة النووية في التنمية الاقتصادية وتوفير بيئة نظيفة؟

كتب محمد حسن
تعد الطاقة هي المحرك الرئيسي لدفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للأفراد والمجتمعات، وتسعى العديد من الدول النامية لتطوير مجتمعاتها مما نتج عنة زيادة غير مسبوقة في الطلب على الكهرباء.
طبقاً للتقديرات من المتوقع أن يتضاعف الاستهلاك العالمي من الطاقة بحلول عام 2050 خاصة مع التوقع بوصول عدد سكان العالم إلى 9 مليار نسمة على مدار الخمسين عاماً القادمة.
تأتي معظم الطاقة اللازمة لإدارة المصانع والآلات والأجهزة والمركبات وإنارة وتدفئة المنازل عن طريق حرق الوقود التقليدي “الأحفوري” من بترول وفحم وغاز طبيعي لتوليد الكهرباء.
وتوصف هذه المواد الأحفورية بأنها ناضبة، حيث أن كميتها على كوكب الأرض ثابتة ويتم استهلاكها بسرعة فائقةمما ينذر بأنها ستستنزف خلال فترة محدودة.
ونظراً لأن المصادر الأحفورية هي مواد ناضبة يتم استنفاذها بمعدلات سريعة، لذا كان لزاماً على الدول أن تسعى لسد الفجوة بين العرض والطلب على الكهرباء وذلك عن طريق تطوير منظومات تعتمد على توفير بدائل للطاقة لاتعتمد على المصادر الناضبة.
كما تسعى دول أخري إلى زيادة دور الطاقة النووية في تنمية مجتمعاتها، ومنها باكستان وفيتنام والإمارات والأرجنتين والبرازيل وكندا وفنلندا، بالإضافة إلى المزايا الاقتصادية وتأمين مصار الطاقة.
وتتميز الطاقة النووية، بأنها صديقة للبيئة، حيث لا ينبعث عن المفاعلات النووية، غاز ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي لا تساهم في ظاهرة الصوب الزجاجية ونتائجها الخطيرة من حيث رفع درجة حرارة الجو وما يتبعها من مشاكل مثل التصحر والفيضانات وخلافة.
كما لا تنبعث من المحطات النووية أى مواد معدنية سامة مثل الرصاص أو الزئبق أو أى غازات سامة.
ولا تنطلق العواد الناتجة عن تشغيل المحطات النووية مباشرة إلى البيئة بل يخضع تصريفها لقواعد ومعايير بيئية صارمة.
كمية الطاقة المنتجة من الوقود النوي تعادل آلاف المرات كمية الطاقة المنتجة من الوقود الأحفوري لنفس الحجم وبالتالي فإن حجم المخلفات الناتجة عن المحطات النووية تكون ضئيلة للغاية ويتم تركيزها في حيز أصغر وتعالج أو تحفظ بطريقة آمنة.
في المقابل يتخلف عن حرق الوقود الأحفوري كميات ضخمة من النفايات يصعب التحكم فيها، مما يستدعى تصريفها للبيئة.
ويضاف إلى ذلك أن عمليات نقل المواد النووية لم تتسبب حتى الآن في أى خطر على البيئة، حيث تنقل في حاويات مصممة لتتحمل أى ظروف تواجهها بينما لاتحظي ناقلات النفط مثلاً بمثل هذه التدابير مما يتسبب في العديد من حوادث التسرب وغرق الناقلات مخلفة ورائها دماراً كبيراً بالبيئة البحرية والثروة السمكية بالعديد من البحار والمحيطات.
تعتبر الطاقة النووية هي المصدر الوحيد القادر على إنتاج كميات ضخمة من الكهرباء اللازمة لتحقيق التنمية، ولذلك تبدي الكثير من الدول إصراراً قوياً على استخدام الطاقة النووية في توليد الكهرباء ومنها فرنسا، والصين والهند والولايات المتحدة وروسيا وكوريا .
يتضمن إنشاء المحطات النووية تحقيق منافع قومية، حيث يتم الاستفادة من الاستثمارات الكبيرة التي وضعتها الدولية في البنية الأساسية وتأهيل العاملين في المجال النووي.
وكذلك توفير سلع استراتيجية وقومية مثل الكهرباء والمياه العذبة وخاصة في الأماكن النائية والبعيدة عن الوادي، بالإضافة إلى تالحفاظ على بيئة نظيفة نتيجة خفض الاعتماد على محطات الوقود الأحفوري.
كما تسهم الطاقة النووية إلى تطوير الصناعة الوطنية والارتقاء بمستواها إلى المستويات العالمية من خلال الدخول في التكنولوجيا المتقدمة المصاحبة للبرامج النووية.