أهم الموضوعاتصحة الكوكب

الصيام ومكافحة تغير المناخ .. هكذا يحمي الصائم البيئة ومواردها فى شهر رمضان

كتب محمد ناجي

أكدت دراسات طبية عديدة، أن الصيام له تأثيرات إيجابية كبيرة على صحة الإنسان، ومن أبرزها الوقاية من الأمراض المزمنة. ولكن أيضا كعلاج لأمراض النظام الهضمي والسمنة، وأمراض أخرى نتعرف، لكن هل هناك علاقة بين الصيام والحفاظ على البيئة والمناخ، هذا ما سنتعرف عليه في السطور التالية.

والصوم في الشرع الإسلامي عبادة بمعنى، الإمساك عن المفطرات على وجه مخصوص، وشروط مخصوصة من طلوع الفجر الثاني، إلى غروب الشمس، بنية.. ولا يقتصر على صوم شهر رمضان، بل يشمل جميع أنواع الصوم، وهو إما فرض عين وهو صوم شهر رمضان من كل عام، وما عداه إما واجب مثل: صوم القضاء أو النذر أو الكفارة.

الامتناع عن الإضرار بالبيئة

 

لذلك فمن الطبيعي أن يعني الصيام أيضاً الامتناع أي أفعال تؤدي إلى الإضرار أو تلويث البيئة وإفساد مواردها وإستنزافها والاستهلاك والإستخدام المسرف، بل على العكس، يجب على الصائم حماية البيئة ومواردها خاصة فى شهر رمضان.

فلا يكون الصيام صحيحاً مع الافساد والتلويث للموارد البيئية، ولذلك فالصيام فرصة للتنقية سواء للنفس والبدن والنظم الإيكولوجية.

وفي مبادرة فرنسية تتلازم مع المبادرة العالمية التي أطلقت في 2013، والتي استنكرت عدم التزام بعض الدول بوسائل المحافظة على البيئة والتغيرات المناخية في العالم، طالبت العديد من الجمعيات الأهلية الفرنسية تخصيص أول يوم من كل شهر للصيام وذلك من أجل الحفاظ على المناخ.

وتهدف من الصيام هو مقاومة المجتمعات المستهلكة التي تنفق الكثير والحد من التلوث الذي يؤثر في المناخ ويضر بالطبيعة والانسان.

البنوك الخضراء وحماية البيئة

استطلاع للرأي

وكشف استطلاع للرأي أن أكثر من نصف الألمان يرون التخلي عن مأكولات أو سلع استهلاكية معينة خلال فترة الصيام فكرة جيدة، وأظهر الاستطلاع الذي نشرت نتائجه في 2017، أن 43 % من الألمان يرون الامتناع عن تناول أصناف من الحلوى أو الكحول أو اللحوم أو مشاهدة التليفزيون لعدة أسابيع أمر جيد.

بل ويرى 14 % من الذين شملهم الاستطلاع أنه أمر جيد للغاية، وأشار الاستطلاع إلى أن التدخين والإنترنت وقيادة السيارة من بين  الأشياء التي يرى الألمان أنه يمكن الامتناع عنها خلال فترة الصيام.

صيام المناخ

كما تدعو عدة كنائس بروتستانتية وكاثوليكية في ألمانيا حالياً إلى ما يسمى بـ”صيام المناخ”، والذي يهدف إلى حث الصائمين على إعادة التفكير في سلوكياتهم الخاصة بالاستهلاك بغرض تقليل استهلاك الطاقة وممارسة أسلوب حياة بسيط. وأجرى الاستطلاع معهد “فورسا” لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من شركة التأمين الصحي الألمانية “دي إيه كيه”.

ويقول د. محمد عبد الرءوف، المنسق العالمي للمجتمع المدني لمجموعة البحث العلمي التابعة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إن وجود الإنسان في هذه الحياة مؤقت واستخلافه فيها مؤقت ، وبالتالي هذا التحديد الزمني للبقاء يترتب عليه تحديد الاستخلاف والانتفاع.

حقوق الأجيال القادمة

ومن هنا تبرز أحقية الأجيال المتعاقبة في الانتفاع بالموارد الطبيعية، وضرورة أن يحفظ الجيل الحالي للأجيال التي بعده حقها في الانتفاع بما خلق الله في هذا الكون (أي فكرة العقد الضمني بين الأجيال التي قام عليها مفهوم التنمية المستدامة) وأن على الإنسان أن يسلم البيئة.

على الأقل، على نفس الصورة التى تسلمها من أجداده إن لم يعمل على زيادة صلاحها، فوظيفة الإنسان الأساسية، على الأقل، هي الإبقاء على صلاح الصالح إن لم يزده صلاحاً ويعمر الأرض أو كما يقول علم البيئة الحديث: تحسين أو الإرتقاء بجودة (نوعية) الحياة.

تصميمات صديقة للبيئة

وما سبق يتماشى تماماً مع مفهوم التنمية المستدامة. فالتنمية المستدامة هي التي تعمر الأرض بمراعاة كافة الجوانب التنموية المختلفة ولا يترتب عليها آثار سلبية.

ويشر إلى أن التحول لنمط الحياة الخضراء للمسلم فى الملبس والمأكل والاستهلاك والعادات واستخدام الموراد الطبيعية كالطاقة والمياه …الخ خلال شهر رمضان ليس فقط مسؤولية اجتماعية، ولكن أيضا واجب ديني، يقول الحق سبحانه وتعالى “وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ”.

تابعنا على تطبيق نبض

Comments

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: