التنوع البيولوجي

“السور الأخضر العظيم” ينقذ القارة الأفريقية من وباء التصحر والجفاف

تحتوي القارة السمراء علي 32% من الأراضي القاحلة

في الوقت الذي تأتي فيه القارة السمراء في مقدمة قارات العالم من حيث التأثر بمشكلة التصحر، حيث إن أنها تحتوي علي حوالي 32% من أراضي العالم الجافة، و73% من الأراضي الجافة بإفريقيا المستخدمة لأغراض زراعية قد أصابها التآكل أو التعرية، كما أنها  تفقد أكثر من 50 طنًّا من التربة لكل هكتار من الأرض سنويًا.، وهو ما يعادل فقدان 20 مليار طن من النيتروجين، و2 مليار طن من الفوسفور، و41 مليار طن من البوتاسيوم سنويًا، تستعد القارة لإنقاذ نفسها من وباء التصحر بإنشاء أطول سور أخضر في العالم يبلغ طوله أكثر من 8000 كيلو متر، ويمتد عبر القارة بأكملها، مما يخلق حاجزًا طبيعيًا لكبح الصحراء الكبرى حيث اجتاح تغير المناخ الرمال جنوبًا.

 

بدأ المشروع المسمى بالجدار الأخضر العظيم في عام 2007 برؤية مستقبلية لتمتد الأشجار مثل الحزام عبر منطقة الساحل الشاسعة، من السنغال في الغرب إلى جيبوتي في الشرق، ومن المقرر أن ينتهي المشروع بحلول عام 2030، رغم موت ملايين الأشجار خلال السنوات الماضية نتيجة ارتفاع درجات الحرارة المستمرة وتراجع هطول الأمطار، وإن كانت المحاولات في الغرب لم تتوقف ولم تيأس حتي ومازالت تتحرك من قرية لأخري، ويقوم المزارعون بري الشجيرات الصغيرة.

 

والحقيقة أن السنغال باعتبارها احد الدول المهددة بوباء التصحر مازالت تسعي بكل جهودها لكبح جماح الصحراء في السنغال، ولكن على نطاق أصغر، وتقوم السنغال بالاعتماد علي اشجار الليمون، والذي يوفر المحصول ملاذًا بعيدًا عن الحرارة والرمل المحيطين به، خصوصًا خارج أسوار القرية المنخفضة، والتي تضرب الرياح الرمال في الهواء ما يدعو إلى التصحر، وهي عملية تنتزع الحياة من التربة الخصبة وتحولها إلى صحراء، غالبًا بسبب الجفاف أو إزالة الغابات.

 

ورغم مرور أكثر من أربعة سنوات تم تحقيق 4٪ فقط من الهدف الأصلي للجدار الأخضر العظيم، وستكون هناك حاجة إلى 43 مليار دولار لتحقيق الباقي، ومع ضعف احتمالات استكمال الحاجز في الوقت المحدد، حاول المنظمون تركيزهم من زرع جدار من الأشجار إلى تجربة فسيفساء من المشاريع الأصغر والأكثر ديمومة لوقف التصحر، بما في ذلك الجهود المجتمعية المصممة لتحسين الحياة ومساعدة الزراعة الأكثر ضعفاً .

تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.

وقد طالبت أهم الفرق الأفريقية ممثلة في فريق SOS Sahel بضرورة مساهمة المجتمعات الأفريقية في تنفيذ ذلك المشروع، مبينه في بيان رسمي ان المشروع الذي لا يشمل المجتمع محكوم عليه بالفشل، وهو ما ساعد من قبل في برامج الزراعة في السنغال وبلدان أخرى عبر منطقة الساحل، وهي منطقة جغرافية واسعة بين الصحراء في الشمال والسافانا الإفريقية الأكثر اعتدالًا في الجنوب، مبينة إن البرامج تركز دائما على استعادة البيئة وإنعاش النشاط الاقتصادي في قرى الساحل، وأنه مع فقدان هطول الأمطار وزحف الصحراء، يمكن لهذا الشريط من الساحل أن يتحول إلي منطقة شديدة التأثر بتغير المناخ، “لذلك يجب أن يكون هناك مشاريع من المرجح أن تعيد بناء البيئة وإصلاح الكثبان الرملية وأيضًا المساعدة في حماية منطقة زراعة الخضروات.

 

وفي الغرب، وعلى الساحل الأطلسي في السنغال، تمتد أشجار الفيلاو في شريط يمتد من داكار حتى مدينة سانت لويس الشمالية، لتشكل ستارة تحمي بداية منطقة الجدار الأخضر، التي يتم زراعة أكثر من 80% من الخضروات التي يحتاجها الشعب السنغالي، وللأسف تم قطع نسبة كبيرة من تلك الاشجار منذ سبعينات القرن الماضي حتي اليوم، وذلك لاستخدام أخشابها، ورغم محاولة السنغاليين زراعة نفس الأشجار إلا أنهم يعانون صعوبة بالغة.

تابعنا على تطبيق نبض

Comments

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: