أهم الموضوعاتأخبارالتنمية المستدامة

الحاجة لرقابة عالمية أقوى بكثير.. إنشاء مجلس الأمم المتحدة للتنمية المستدامة أحد الخيارات

الباحثون يدعون إلى إصلاحات كبيرة في أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة

في الفترة من 18 إلى 19 سبتمبر، ستعقد الأمم المتحدة قمة كبرى لمراجعة حالة أهداف التنمية المستدامة ــ الأهداف العالمية السبعة عشر التي اتفقت عليها الحكومات في عام 2015 لتوجيه العمل نحو مستقبل مزدهر وعادل.

ومع إظهار الأبحاث أن أهداف التنمية المستدامة لم يكن لها تأثير سياسي يذكر منذ ذلك الحين، يجب على قمة الأمم المتحدة أن تمهد الطريق لأربعة تغييرات رئيسية في كيفية تنفيذ أهداف التنمية المستدامة وإدارتها على مستوى العالم، كما يقول فريق دولي من الخبراء في العلوم .

وقد جمع هذا المقال، الذي يستند إلى بحث أجرته جامعة أوتريخت في هولندا، مجموعة من الباحثين ذوي الخبرة الواسعة في مجال حوكمة الاستدامة العالمية.

يقول فرانك بيرمان، الأستاذ بجامعة أوتريخت والمؤلف الرئيسي لهذه الدراسة: “لقد أظهر بحثنا أن أهداف التنمية المستدامة تفتقر إلى أي تأثير كبير على الأنظمة السياسية”.

ويواصل قائلا: “لقد حان الوقت للتغيير، ويجب على الحكومات أن تطلق بشكل عاجل عملية لتعزيز إطار أهداف التنمية المستدامة من خلال أربعة تدابير إصلاحية حاسمة.”

هناك حاجة إلى أربعة إصلاحات

أولا، يدعو فريق الخبراء إلى تعزيز أهداف التنمية المستدامة بطريقة تلزم البلدان ذات الدخل المرتفع باتخاذ إجراءات أقوى وأكثر واقعية، وحتى الآن، تركز البلدان الأكثر ثراءً في كثير من الأحيان على أهداف التنمية المستدامة التي يمكنها تحقيقها بسهولة أكبر، وربما يعمل النهج العالمي الذي تتبناه الأجندة على حجب أنماط الاستهلاك والانبعاثات العالمية غير المتكافئة.

وفي ظل عدم كفاية التمويل الذي يعيق تنفيذ أهداف التنمية المستدامة في الجنوب العالمي، هناك حاجة إلى التزامات أقوى من جانب البلدان ذات الدخل المرتفع بحلول تمويل عادلة.

ثانيا، لا بد من تعديل أهداف التنمية المستدامة بما يتناسب مع التحديات الجديدة، وتحسين الفهم العلمي، والإخفاقات السابقة في التنفيذ.

ويجب أن تصبح الأهداف أكثر قدرة على التكيف مع أزمات الانهيار البيئي المتصاعدة، والأوبئة العالمية، واتساع فجوة التفاوت، وينبغي للأمم المتحدة أن تقدم جولات مراجعة منتظمة حيث تتمكن البلدان من تعديل طموحاتها مع الظروف العالمية المتطورة.

ثالثا، أهداف التنمية المستدامة ليست ملزمة قانونا وغالبا ما تكون مجرد التزامات غامضة، ورغم أن هذا النهج ساعد في جمع كل الحكومات تحت راية أهداف التنمية المستدامة الواسعة، فإنه لم يعد كافيا، وبدلا من ذلك، يجب على الحكومات أن تتخذ معا خطوات لتحويل أجزاء من أهداف التنمية المستدامة على الأقل إلى قانون دولي ملزم.

يسلط المؤلفون الضوء على المفاوضات الجارية بشأن معاهدة دولية لإنهاء التلوث البلاستيكي كمثال، والذي يرتبط بالهدف 12 من أهداف التنمية المستدامة (الإنتاج والاستهلاك المستدامين).

رابعا، العديد من أهداف التنمية المستدامة غير متأصلة بشكل جيد في الهياكل والسياسات والممارسات والمعايير الخاصة بالمؤسسات والأنظمة السياسية المحلية والوطنية والدولية.

ويتعين على الحكومات أن تبني مؤسسات أقوى، سواء على المستوى الدولي أو المحلي، لجعل أهداف التنمية المستدامة جزءا أساسيا من كيفية عملها واتخاذ القرارات.

رقابة عالمية أقوى

ولدعم هذا، يرى الباحثون، أن هناك حاجة إلى رقابة عالمية أقوى بكثير على أهداف التنمية المستدامة، ويتمثل أحد الخيارات في إنشاء مجلس الأمم المتحدة للتنمية المستدامة باعتباره مركزاً رئيسياً لتنسيق الاستدامة العالمية في منظومة الأمم المتحدة.

كما أنها تعتمد على الأبحاث الحديثة التي تظهر أن أهداف التنمية المستدامة تحقق تأثيرًا ملحوظًا من خلال عمل المدن والمقاطعات وأجزاء من المجتمع المدني، بحجة أن تعزيز هذه الشبكات يمكن أن يلعب أيضًا دورًا رئيسيًا في تسريع أجندة أهداف التنمية المستدامة.

أجندة عالمية

يقول الدكتور ييشيان صن، الأستاذ المساعد في جامعة كاليفورنيا: “يجب دعم أهداف التنمية المستدامة في جميع المجالات من قبل جميع مستويات الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص. وهذا وحده هو الذي سيضمن أن عالمنا سوف يحقق تقدماً ملموساً نحو الاستدامة العالمية”. باث في المملكة المتحدة وشارك في تأليف هذه الدراسة.

تقع أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر للأمم المتحدة في قلب “خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030”.

واحدة من سلسلة من المؤتمرات العالمية الكبرى رفيعة المستوى التي تحاول حشد العمل من أجل مستقبل مستدام، يمكن أن تكون قمة أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2023 بمثابة نقطة انطلاق لتحقيق الأهداف بحلول عام 2030.

وأضاف البروفيسور بيرمان: “إن قمة أهداف التنمية المستدامة هي حدث حاسم لتمهيد الطريق لعملية إصلاح كبرى من شأنها أن تسمح لأهداف التنمية المستدامة المتعثرة بالوفاء بوعدها المتمثل في التحول إلى الاستدامة العالمية، مع ضمان عدم تخلف أحد عن الركب”.

تابعنا على تطبيق نبض

Comments

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: