التغيرات المناخية والأمن الغذائي علاقة عكسية تبدأ من تربية نحل العسل وتؤثر على التلقيح والسلالة والتغذية

تعد التغيرات المناخية، من اخطر ما يواجه كوكب الارض خلال الفترة الحالية، اذ تؤثر على كافة الحياة والأنظمة البيولوجية للنباتات والحيوانات، وكذلك التنوع البيولوجي بكافة انواعه، وتربية النحل من النشاطات التي تتأثر بشكل مباشر وغير مباشر من التغيرات المناخ.
في هذا التقرير نرصد كيفية تأثير التغيرات المناخية على تربية نحل العسل في مصر وتأثيرها على سلوك النحل بشكل عام وطرق وعلاقة الامر بالأمن الغذائي والمحاصيل الزراعية .
قصة حياة نحلة عمل سينمائي عالمي، تتطرق للقضية بشكل غير مباشر، ورصد الوضع العام خلال تأثر النحل بدرجات الحرارة واختفاء عملية التلقيح للمحاصيل الزراعية مما تسبب في مجاعات بعد تدهور هذه المحاصيل وهو المعروف عالميا بقانون الطبيعة والأمن الغذائي.
وجود النحل بشكل عام، اشبه بعملية البناء الضوئي للمحاصيل الزراعية، فعملية التلقيح تتم عبر هذه المحاصيل، والعوامل المناخية والمبيدات تؤثر بطبيعتها على الأنشطة البشرية المرتبطة بها، وهو ما يؤثر على السلوك العام لهذه الحشرات سلبا وإيجاباً، بحسب البيئة المحيطة وما تحتاجه من متطلبات تتلاءم مع حاجاتها الجسمانية، وأيضا تتأثر إدارة المناحل من قبل النحالين بهذه المؤثرات التي تستوجب اتخاذ قرارات مبنية على معرفة مسبقة بمتطلبات النحل والبيئة من حوله وكيفية الإدارة لضمان الظروف الأنسب لحياة النحل وزيادة إنتاجه.
مصر تمتلك 2 مليون
ووفقا لآخر إحصائية للمجلس التصديري لحاصلات الغذاء، ان مصر تمتلك أكثر من مليوني خلية نحل تتراوح إنتاجيتهم من 15 لـ 20 ألف طن عسل سنويا، مشيرا إلى أنه يتم تصدير نحو 3 آلاف و200 طن، بجانب تصدير مليون و250 ألف طرد خلية ونحل حي للدول العربية، وهنا يؤكد الدكتور جمال معاطى عضو رابطة مملكة النحل المصرية بكلية الزراعة جامعة عين شمس، وماجستير تكنولوجيا تربية نحل العسل كلية الزراعة جامعة القاهرة، ان الاماكن التي تنتشر بها تربية النحل بشكل متفاوت، اختلفت بسبب عدد من العوامل الطبيعية والبشرية، لكنها في الوقت ذاته تمثل اقليماً مناخياً متقارب في خصائصه العامة، وهو السبب الرئيس لاختيار هذه المنطقة.

وشدد معاطى في تصريحات خاصة للمستقبل الاخضر انه تبين من خلال البحث، أن هناك اختلاف واضح في درجات الحرارة بشكل يحدد نمو تربية نحل العسل ومنتجاته، وكذلك كمية الامطار والرطوبة تعمل على اجهاد النحل وتحدد مواقعه بالقرب من مصادر المياه، لخلق بيئة مناسبة لحياتها ، فضلا عن توفر الغذاء المعتمد على مصادر المياه ، وبالتالي ان نحل العسل وفق الظروف المناخية الحالية، يمكن ان يكون منتج وذا جدوى بدون تدخل الانسان من خلال التقنيات، وعمليات النحالة للتقليل من اثار الظروف المناخية لمربى نحل العسل على مستوى الجمهورية.
المركز الأول عالميا في تصدير طرود النحل
ويستكمل الخبير الزراعي كيفية تأثير العوامل المناخية على انتاج النحل من انتاج بعض المخرجات الهامة من النحل تتمثل في هذه المنتجات حبوب اللقاح، والرحيق، وشمع العسل، وعمر النحلة، والسلالة، ونوع التغذية، حيث أن النحل يساهم في إنتاج 35% من الغذاء العالمي المعتمد على تلقيح المحاصيل، ومصر تحتل المركز الأول عالميا في تصدير طرود النحل الحى، و تقلص أعداده بشكل كبير حول العالم، نتيجة السلوك البشرى الخاطئ المتمثل في استخدام المبيدات السامة، والتغيرات المناخية، يؤثر على التلقيح الطبيعي للمحاصيل الزراعية، وبالتالي ينخفض إنتاج العسل بدوره، مما يؤدى إلى ارتفاع أسعار النحل عالميا وليس فى مصر فقط، لأنه كباقي السلع يخضع للعرض والطلب.
سعر النحل سيتأثر
وأوضح معاطى أن تحديد سعر العسل لم يرتبط بمنطقة أو دولة ولكنه مرتبط بسعر عالمي، يتم تحديده بناء على الدول المنتجة والكميات التي تنتجها، ومصر تتعامل مع نقص الأعداد عالميا من خلال توجيه رسائل ونصائح للجهات المعنية للمحافظة على نحل العسل ودعم مربى النحل حتى لا يترك المهنة، إلى جانب تدريب النحالين على التعامل مع تربية النحل بالأساليب العلمية وبتكنولوجيا النحالة الحديثة.
تأثر الناتج العالمي للغذاء
واكد معاطى ان العالم أصبح يعتمد على النحل في تلقيح المحاصيل الزراعية والمحاصيل الزيتية، كما يعتمد العالم على 35% من غذائه على تلقيح نحل العسل للمحاصيل الزراعية، وبالتالي التأثير على نحل العسل يؤثر بالفعل على الناتج العالمي للغذاء.
عوامل مناخية تؤثر على تربية
وهناك 8 عوامل مناخية تؤثر على تربية وثروة نحل العسل وهى
1- درجة لحرارة النحل يتوقف نشاطه في العمل عند حرارة 10 مئوية واكثر درجة حراة صيفية 38
2- المعروف ان النحل يتأثر باختلاف درجات الحرارة درجة الحرارة المثالي 16 الى 32 درجة مئوية في حالة وصول درجة الحرارة الى 45 تتوقف الملكة عن وضع البيض وتتوقف الطائفة عن العمل من كثرة الاجهاد الحرارى
3- النبات يتأثر ايضا بدرجة الحرارة عند ارتفاع او انخفاض درجات الحرارة وافراز الرحيق في النبات
4- الرياح الرطوبة والجفاف يوثر على شغالات نحل العسل
5- الامطار تؤثر الامطار على الرحيق في عملة جمع الرحيق وتخفيفه مما ينتج عدم رغبة النحل في جمع الرحيق
6- الرطوبة كلما ذادة الرطوبة في الجو قليل نسبة الماء يمتص الرحيق كمية كبيرة من الماء مما يقلل من نسبة تركيز السكر في الرحيق
7- العوامل الجوية تؤثر على مزاج ملكة النحل في وضع البيض وعلى قوة الطائفة
8- الظروف المناخية تؤثر على تربية نخل العسل من حيث المناطق الجغرافيا لكل منطقة
حلول مقترحة
يجب الاخذ في الاعتبار لتجنب العوامل المناخية المختلفة خلال هذه الفترة تطبيق بعض الحلول منها
1- زراعة اشجار من الكافور للعمل كمصدات للرياح وتعتبر تستخدم كرحيق للنحل العسل استخداماها كمظلة للمنحل.
2- عدم قطع الاشجار.
3- الزيادة من زراعة اشجار المثمرة لزيادة نسبة الرحيق في الازهار والنحل يزيده من نسبة المحصول الى اكثر من 70 % كملقح أساسي للنبات والثمار ويذيد من انتاجها ومما ينتج عن زيادة نسبة الرحيق.
4- تبطين الخلايا بعازل حرارى في فصل الشتاء لتدفئة النحل خلال فترة الشتاء.
5- توفير المياه النظيفة للمنحل لعدم انتشار الامراض.
6- اقل مسافة بين كل منحل 5 كيلو لعدم انتشار الامراض وسرقة النحل.
جدير بالذكر أن أهم المحافظات التي تشتهر بتربية النحل هي الغربية، حيث يوجد بها ما يقارب من 25 الف اسرة تعمل في مجال تربية نحل العسل، والحكومة المصرية تعمل على زيادة أعداد النحل محليا عن طريق استثمارات جديدة من ضمنها مشروع المليون ونص المليون فدان، ومشروع الدلتا الجديدة، لما تمتلكه تلك الأراضي من نباتات عطرية وأعشاب طبيعية، إلى جانب تدريب شباب جدد في قطاع تربية النحل.