التحكم في نسبة الانبعاثات.. هل هو الحل لخفض نسبة الكربون؟

تسعى مصر خلال الفترة الجارية، من خلال عدة إجراءات لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وإزالة كميات كبيرة من الكربون من الغلاف الجوي، وتقوم وزارة البيئة من خلال محطات الرصد اللحظي لمراقبة كافة المنشآت الصناعية لتأكد من ضبط انبعاثاتها، وزادت المحطات اللحظية إلى 116 محطة.

ويرى أحد الخبراء، أن إزالة الكربون عالمياً هدفه الأولى، هو خفض درجة حرارة الكرة الأرضية، وإعادتها إلى معدلها الطبيعي 14 درجة مئوية، حيث مع زيادة درجة الحرارة سيصعب العيش خلال الفترة المقبلة، وخاصة مع ذوبان الجليد.

ويرى البعض، أن هناك بعض الحلول التي من شانها تقليل نسبة الانبعاثات الضارة في الغلاف الجوي ومنها زراعة الأشجار، والتحول إلى استخدام الطاقة المتجددة، والسيطرة على الانبعاثات الضارة في المنشآت الصناعية.

التحكم في مصادر الانبعاثات

وفي هذا السياق، قال الدكتور مصطفى مراد، رئيس الإدارة المركزية لنوعية الهواء في وزارة البيئة، إن الدولة المصرية تقوم بعدد من الإجراءات تتمثل في التحكم في بعض مصادر الانبعاثات في أكثر من قطاع، للسيطرة على الانبعاثات الضارة، موضحًا أن كل الإجراءات التي تتم في قطاع النقل حاليًا من استخدام مواصلات النقل الجماعي، مثل المترو، والاتوبيسات الكهربائية من شانها التقليل من نسبة الانبعاثات الكربونية في الجو.

وأضاف مراد، في تصريحات خاصة، لـ«المستقبل الأخضر»، أن استخدام المواصلات الجماعية غير المضرة يساهم في قلة استخدام المواصلات الخاصة، وبذلك فإن نسبة الطاقة تقل، وبذلك نسبة انبعاثات تأني أكسيد الكربون تقل في الغلاف الجوي، مشيرًا إلى أن التحول في بعض المشروعات واستخدام الغاز الطبيعي أيضًا أسلوب من أساليب الدولة في التحكم في نسبة الكربون في الجو.

وتابع: أن هناك إجراءات مشددة تتم في قطاع الصناعة والتأكيد على نوع الوقود الذي يستخدم من قبل المنشآت الصناعية للحد من نسبة الانبعاثات الضارة، ونقوم برصد عن طريق محطات الرصد كافة الانبعاثات ونتأخذ إجراءات تجاه أي منشأة مخالفة.

وأشار إلى أن أهمية محطات الرصد اللحظية تكمن في أنها تعطى لمتخذ القرار صورة عن الوضع البيئي والتغيرات التي تحدث ومن ثم تعطى إمكانية لاتخاذ ووضع سياسات لتحسين الوضع البيئي، وكذلك لها دور هام في متابعة أداء السياسات والإجراءات البيئية والتنفيذية وتحديد مدى فاعليتها، والمحطة تحتوى على أجهزة رصد غازى أول وثانى أكسيد النيتروجين وغاز ثانى أكسيد الكبريت وغاز أول أكسيد الكربون وغاز الأوزون والجسيمات الصلبة ذات القطر أقل من 10 و2.5 ميكرومتر، بالإضافة إلى وحدة لرصد العوامل الجوية.

مشكلة عالمية

وبدوره، قال صابر عثمان، المنسق الأسبق لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية في مصر، إن «الكربون» في الجو ليس له أضرار على الإنسان بصورة مباشرة، ولكن زيادته عن المعدل الطبيعي يؤدي إلى متوسط ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية ثم يؤدي إلى تغير في مظاهر الطقس، وذوبان الجليد.

وأضاف عثمان، في تصريحات خاصة لـ«المستقبل الاخضر»، أنه لو مصر استطاعت خفض الكربون لدرجة الصفر، وخفضت الانبعاثات بصورة كلية، فهذا لن يحل المشكلة، لآن وجود الكربون في الغلاف الجوي ليس مشكلة دولة منفردة، ولكنها مشكلة عالمية، فغاز ثاني أكسيد الكربون غاز متجانس في الغلاف الجوي.

وأشار إلى أن كافة الدول تعمل لإزالة «الكربون» من الغلاف الجوي لإرجاع درجة حرارة الكرة الأرضية إلى معادلتها الطبيعية والتي كانت 14 درجة مئوية، موضحًا أن درجة حرارة الكرة الأرضية زادت بمعدل درجة مئوية وهي نسبة كبيرة وهذا تسبب في مظاهر عديدة في حالة الطقس سواء فيضانات أو تغير درجة حرارة الجو في دولة معينة وإذابة الجليد، وسيول في بعض الأماكن.

الدولة المتقدمة والدول النامية

وتابع، أن الدولة المتقدمة مطلوب منها خفض نسبة الانبعاثات بصورة أكبر من الدول النامية لآنهم المتسبب الرئيسي في زيادة نسبة الكربون في الغلاف الجوي، لذلك تلجأ الدولة الكبرى حاليًا إلى ما يعرف بـ «بمنصة تسويق الكربون»، والتي تهدف أن تجعل هذه الدول المتسببة في أكبر نسبة من الانبعاثات من خفض جزء من انبعاثاتها وجزء أخرى في دول نامية سواء عن طريق منح للمساعدة في استخدام الطاقات المتجددة أو عن طريق دعم مشروعات بيئية تتم في هذه الدول.

وأشار عثمان، إلى أنها ستعمل على وضع أليات الحكومة ستنفذذها بالتنسيق مع كافة الجهات من أجل دمج كل الشركات الكبرى بالمنصة وعلى رأسها شركات الأسمدة والبترول، خاصة مع حقبة المنح والحوافز المالية التي تم منحها للشركات مقابل خفض الانبعاثات للتشجيع على التوافق البيئى والمستدام.

تابعنا على تطبيق نبض