
تردد مؤخر مصطلح الاقتصاد الأزرق فما هو الاقتصاد الأزرق وما هي تحديات تطبيقه؟
ترجع التسمية الاقتصاد الأزرق إلى الاقتصادي البلجيكي (جونتر باولي ) في أعقاب مؤتمر “ريو +20″عام 2012 ، يعرف الاقتصاد الأزرق بالاقتصاد الذي يتعامل مع أزمة المياه العالمية، وهو اقتصاد تنموي مبتكر، وبتنمية الاقتصاد البحري، وهو أيضا اقتصاد المحيطات المستدام يظهر عندما يكون نشاط الاقتصاد متوازناً مع القدرة طويلة المدى للنظم البيئية للمحيط لدعم هذا النشاط والبقاء صحيا ويمكن أيضا تعريفة على أنه هو تنمية اقتصادية قائمة على المسطحات المائية تؤدي إلى تحسين رفاهية الإنسان والعدالة الاجتماعية ، بينما تقلل بشكل كبير من المخاطر البيئية .
كما أن الأمم المتحدة عرفته بأنه الاقتصاد الأخضر في عالم أزرق، تعزيزا لأهمية الاستدامة، كما عرفة البنك الدولي على أنه تحقيق أهداف النمو الاقتصادي، وتحسين سبل الحياة، وتوفير الوظائف من خلال الاستخدام المستدام لموارد المحيطات.
ولا يمكن تخفيض البصمة الكربونية، وتفعيل الاقتصاد الدائري والاقتصاد الأخضر، إذا لم تصبح البحار والمحيطات والأنهار من الأدوات الرئيسية في التفعيل، حيث إن البحار والمحيطات من بين العوامل الرئيسية في تغير المناخ، كما أنها تتأثر بشدة بالتلوث وتراكم النفايات، الاقتصاد الأرزاق يدعم بشكل أساسي الهدف 14 من أهداف التنمية المستدامة والذي ينص على حفظ المحيطات والبحار والموارد البحرية واستخدامها على نحو مستدام ذلك بالإضافة إلى أن البحار والمحيطات بها إمكانات كبيرة غير مستغلة في مجال الطاقة المتجددة، الأمر الذي يدعم بناء الاقتصاد الأزرق العالمي.

أهمية الاقتصاد الأزرق
الاقتصاد الأزرق هو المعني بإدارة البحار والمحيطات والأنهار ترجع أهميته في تحقيق الآمن الغذائي ومساهمته في النمو الاقتصادي للدول والحد من التغير المناخي
وتأتي أهمية الاقتصاد الأزرق نتيجة الارتفاع النسبي لمساحة المسطحات المائية على الأرض والتي تغطي أكثر من ثلاثة أرباع سطح الكرة الأرضية، وتضم ما يقرب من 50-80% من أشكال الحياة على الأرض.
مجالات الاقتصاد الأزرق
يشمل الاقتصاد الأزرق مجالات الطاقات متجددة البحرية مثل الأنظمة الكهرومائية ً الشمسية العائمة وتوربينات الرياح البحرية، بالإضافة لتقنيات تحلية المياه وتربية الأحياء المائية باستخدام مصادر الطاقة المتجددة، كما توفر تقنيات الطاقة المتجددة البحرية مجالات وظائف جديدة مثل الوظائف مع قطاع النفط والغاز البحري و تحلية المياه وتربية الأحياء المائية وغيرها الكثير تندرج مجالات الاقتصاد الأزرق تحت ثلاثة عناصر أساسية هي(العناصر البيئية ،العناصر الاقتصادية ،العناصر الاجتماعية).
بقدر ما يهدف الاقتصاد الأزرق إلى تحسين حياة الأشخاص وتعزيز العدالة الاجتماعية، فإنه يستهدف أيضًا الحد من المخاطر البيئية وندرة الموارد والحد من السلوكيات المهدرة للموارد الطبيعية والملوثة للبيئة البحرية، و التي تؤدي إلى تغيرات المناخية، ذلك بالإضافة لاستدامة الموارد.
وتعد مصر واحدة من أعلى خمس دول معرضة لتأثير ارتفاع مستوى سطح البحر بسبب انخفاض مستوى دلتا النيل كما سيهدد تأثير التغير المناخي المدن الساحلية و سيؤثر تغير المناخ على المزارع السمكية على طول الساحل الشمالي لمصر .
لذلك بدأت مصر الاعتماد بشكل متزايد على الاقتصاد الأزرق لضمان استدامة الموارد للأجيال القادمة وتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة متمثلة في هدفها رقم 14 وتحقيقا لرؤية وأهداف مصر 2030.

تحديات تطبيق الاقتصاد الأزرق
يمكن أن يصبح الاقتصاد الأزرق أداة استثنائية للتنمية، وقد تم تقدير أهميته والاعتراف بها دوليا على نطاق واسع من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، حتى الآن لا يوجد مؤشرات يمكن أن تقيس بدقة الآثار المباشرة أو غير المباشرة لأنشطة الاقتصاد الأزرق على النظام الإيكولوجي البحري والاقتصاد.
تحديات تطبيق الاقتصاد الأزرق:
- الآثار الضارة المستمرة على النظم البيئية الطبيعية والتي تحدثها نماذج الأعمال الحالية غير المستدامة
- الأصول الطبيعية المعرضة بشدة لتأثيرات تغير المناخ والتحديات ذات الصلة
- حوكمة وتنظيم الاقتصاد الأزرق.
- الأدوات المالية لدعم الاقتصاد الأزرق.
- المعرفة بالآثار البيئية طويلة المدى لا تزال محدودة، تشمل الاهتمامات الرئيسية القضاء على مستويات الضوضاء الزائدة، ومخاطر الاصطدام، وتغيير الموائل أو إطلاق الملوثات.
- الحاجة إلى تحسين قدرات الابتكار لدى صغار المنتجين المحليين من خلال الاستثمار في البنية التحتية والاستثمارات في البحث والتطوير وزيادة الوعي التنافس الإقليمي والعالمي على إنتاج المزيد من الأحياء المائية.
- نظام إنتاج غير مستدام معرض للمخاطر والتأثيرات على النظام الإيكولوجية إذا لم يتم تصميمه وإدارته بشكل جيد.
- ارتفاع تكلفة الاستثمار الأولية والمستويات الكبيرة من المخاطر للأعمال التجارية، مما يعيق استيعاب نماذج وتقنيات أعمال أكثر استدامة وابتكارا.
- النفايات البحرية تؤثر بشكل مباشر على الكائنات الحية، خاصة بسبب وجود المواد البلاستيكية الكبيرة وابتلاع المواد البلاستيكية الدقيقة، مما يهدد الأنواع البحرية، وبالتالي صحة الإنسان.
الاقتصاد الأزرق وتحقيق التنمية المستدامة
الاقتصاد الأزرق هو طوق النجاة للتنمية الاقتصادية وأيضا أحد السبل الرئيسية في تحقيق التنمية المستدامة، تمتلك مصر ثروة مائية هائلة حيث يبلغ طول شواطئها حوالي 3000 كيلومتر، 1150 كم على البحر المتوسط و1850 كم على البحر الأحمر.
وتمتلك نحو 53 ميناء بحريًا، منها 15 ميناء تجاريًا و38 ميناء تخصصيًا، مما يمكن الدولة المصرية من إقامة المزيد من المشروعات والأنشطة الاقتصادية المرتبطة بالاقتصاد الأزرق، مما يساهم بشكل كبير في تحقيق الأمن الغذائي والقضاء على الفقر وتحسيـن مستـوى المعيشة للفرد بالإضافة لتوفير مجالات جديدة توفر فرص للعمل وتحقيق التنمية المستدامة، أصبح الاقتصاد الأزرق مكون هام جدا للاقتصاد المحلي والدولي وسيمثل جزء كبير من الناتج المحلي للدول إذا تم استغلاله بشكل أمثل.
تصميم مصر لخريطة استثمارية لتحدد الفرص التي يتيحها الاقتصاد الأزرق للتنمية وتحويل تلك الفرص إلى مشروعات قومية سوف يساهم بشكل فعال في تحقيق التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.